فلا خوف عليهم ولاهم يحزنون.
أولئك أصحاب الجنة خالدين فيها. جزاء بما كانوا يعملون"…
" ربنـا الله "..
ليست كلمة تقال..
بل إنها ليست مجرد عقيدة في الضمير.
إنما هي منهج كامل للحياة، يشمل كل نشاط فيها
وكل اتجاه .. وكل حركة .. وكل خالجة ،
ويقيم ميزاناً للتفكير والشعور.. وللناس والأشياء..
وللأعمال والأحداث .. وللروابط والوشائج في كل هذا الوجود.
" ربنـا الله "
فله العبادة ، وإليه الاتجاه ..
ومنه الخشية وعليه الاعتماد.
" ربنـا الله "
فلا حساب لأحد ولا لشيء سواه ،
ولا خوف ولا تطلع لمن عداه.
" ربنـا الله "
فكل نشاط وكل تفكير وكل تقدير متجه إليه ،
منظور فيه إلى رضاه.
" ربنـا الله "
فلا احتكام إلا إليه، ولا سلطان إلا لشريعته ،
ولا اهتداء إلا بهداه.
" ربنـا الله "
فكل من في الوجود وكل ما في الوجود مرتبط بنا
و نحن نلتقي به في صلتنا بالله.
" ربنـا الله "..
منهج كامل على هذا النحو ، لا كلمة تلفظها الشفاه ،
ولا عقيدة سلبية بعيدة عن واقعيات الحياة.
" ثم استقاموا "..
وهذا أخرى .. فالاستقامة والاطراد والثبات على هذا المنهج
درجة بعد اتخاذ المنهج :
استقامة النفس وطمأنينة القلب.. استقامة المشاعر والخوالج..
فلا تتأرجح ولا تضطرب ولا تشك
ولا ترتاب بفعل الجواذب والدوافع والمؤثرات..
وهي عنيفة ومتنوعة وكثيرة ..
واستقامة العمل والسلوك على المنهج المختار ..
وفي الطريق مزالق وأشواك ومعوقات ،
وفيه هواتف بالانحراف من هنا وهناك!
"ربنا الله".. منهج.. والاستقامة عليه درجة بعد معرفته واختياره
والذين يقسم الله لهم المعرفة والاستقامة هم الصفوة المختارة ..
وهؤلاء " فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون "..
و فيم الخوف و فيم الحزن.. والمنهج واصل ..
والاستقامة عليه ضمان الوصول؟
"أولئك أصحاب الجنة خالدين فيها جزاء بما كانوا يعملون"..
وتوضح كلمة "يعملون" معنى "ربنا الله"،
ومعنى الاستقامة على هذا المنهج في الحياة.
فهي تشير إلى أن هناك عملاً كان الخلود في الجنة جزاءه.
عملاً منبعثاً من ذلك النهج : "ربنا الله"
ومن الاستقامة عليه والاطراد والثبات.
ومن ثم تدرك أن الكلمات الاعتقادية في هذا الدين
ليست مجرد ألفاظ تقال باللسان..
فشهادة أن لا إله إلا الله ليست عبارة ولكنها منهج..
فإذا ظلت مجرد عبارة فليست هي "ركن" الإسلام المطلوب
المعدود في أركان الإسلام!
ومن ثم ندرك القيمة الحقيقة لمثل هذه الشهادة
التي ينطق بها اليوم الملايين، ولكنها لا تتعدى شفاههم،
ولا يترتب عليها أثر في حياتهم. وهم يحيون على منهج جاهلي
شبه وثني، بينما شفاههم تنطق بمثل هذه العبارة.
إن "لا إله إلا الله".. أو "ربنا الله".. منهج الحياة..
هذا ما ينبغي أن يستقر في الضمائر والأخلاد،
كما تبحث عن المنهج الكامل الذي تشير إليه مثل هذه العبارة وتتحراه..
**
وفي موضع آخر قال رحمه الله
عند قول الله تعالى :
( إن الذين قالوا:ربنا الله . ثم استقاموا .
تتنزل عليهم الملائكة:ألا تخافوا ولا تحزنوا
وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون .
نحن أولياؤكم في الحياة الدنيا وفي الآخرة .
ولكم فيها ما تشتهي أنفسكم ولكم فيها ما تدعون .
نزلا من غفور رحيم)…
والاستقامة على قولة : ( ربنـا الله )..
الاستقامة عليها بحقها وحقيقتها . الاستقامة عليها شعوراً في الضمير ,
وسلوكاً في الحياة . الاستقامة عليها والصبر على تكاليفها
. أمر ولا شك كبير . وعسير .
ومن ثم يستحق عند الله هذا الإنعام الكبير ..
صحبة الملائكة وولاءهم , ومودتهم ..
هذه التي تبدو فيما حكاه الله عنهم . وهم يقولون لأوليائهم المؤمنين:
لا تخافوا . لا تحزنوا . أبشروا بالجنة التي كنتم توعدون .
نحن أولياؤكم في الحياة الدنيا وفي الآخرة .
ثم يصورون لهم الجنة التي يوعدون تصوير الصديق لصديقه
ما يعلم أنه يسره علمه ورؤيته من حظه المرتقب:
(لكم فيها ما تشتهي أنفسكم ولكم فيها ما تدعون).
ويزيدونها لهم جمالاً وكرامة: (نزلاً من غفور رحيم)..
فهي من عند الله أنزلكم إياها بمغفرته ورحمته .
فأي نعيم بعد هذا النعيم ?
منقول
يجمعنا فى جنه النعيم
ربنا الله
يدخلنا الجنه زمرا
يجازيكى خير الجزاء
والله كلمات قمه
ما اجملها وما احلاها
ربنا يبارك فى كاتبها وناقلها وقارئها وسامعها [/SIZE
وجزيت الخير مثله
اسأل الله ان يجزيكِ خيرا الجزاء وأن يزيدكِ حرصاً وعلماً
ومشكوووره عالدعوه الحلوه
اللهم امين
يارب اجعلنا من اهل الجنه
اللهم آآمين