في مدرسة الصوم نتعلم مادة الصدق , و نحذف مادة الكذب .. قال تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ ) سورة التوبة : 119
· معنى الصدق : هو استواء السر و العلانية , و الظاهر و الباطن و بألا تُكذِّب أحوال العباد أعماله , و لا أعماله أحواله ..
· و قيل : الصدق أن لا يكون في أحوالك شوب , و لا في اعتقادك ريب , و لا في أعمالك عيب ..
· و قد أخير سبحانه أنه أكرم عباده المتقين بأن جعل لهم مُدخل صدق , و مُخرج صدق , و لسان صدق , و قدم صدق , و مقعد صدق ..
· فمدخل الصدق و مخرج الصدق : أن يكون دخول المرء و خروجه حقًّا ثابتًا لله تعالى و مرضاته , متصلاً بالظفر ببغيته , و حصوله على المطلوب , و هو ضد مخرج الكذب و مدخله الذي لا غاية له يوصل إليها , و لا له ساق ثابتة يقوم عليها , كمخرج أعداء الله يوم بدر , ومخرج الصدق كمخرج الرسول صلى الله عليه و سلم و أصحابه قي ذلك الغزو , و كذلك مدخله المدينة كان مدخل صدق بالله و لله , و ابتغاء مرضاة الله , فاتصل به التأييد و الظفر و النصر و إدراك ما طلبه في الدنيا و الآخرة .
· أما لسان الصدق : فهو الثناء الحسن من سائر الأمم .
· و أما قدم الصدق : ففُسر بالجنة , و فُسر بمحمد صلى الله عليه وسلم , و فُسر بالأعمالا الصالحة .
· أما مقعد الصدق : فهو الجنة عند ربهم تبارك و تعالى .
· و وصف كل ذلك بالصدق مستلزم ثبوته واستقراره و أنه حق , و أنه متصل بالحق سبحانه كان به و له .
· لقد كانت حياته صلى الله عليه وسلم أفضل مثال للإنسان الكامل , الذي اتخذ من الصدق في القول و الأمانة في المعاملة خطًّا ثابتًا لا يحيد عنه قدر أُنملة , و قد كان ذلك فيه بمثابة الطبع و السجية فعُرف بذلك حتى قبل البعثة , و كان لذلك يلقب ب (الصادق الأمين) , و اشتهر بهذا , و قد اتخذ صلى الله عليه و سلم من الصدق الذي اشتهر به بين أهله و عشيرته مدخلاً إلى المجاهرة بالدعوة .
· من لزم الصدق في صغره , كان له في كبره ألزم .
· قال إبراهيم الخواص : الصادق لا تراه إلا في فرض يؤديه , أو فضل يعمل فيه .
· و قيل : ثلاث لا تُخطئ الصادق : الحلاوة , و الملاحة , و الهيبة .
· و قال الجنيد : حقيقة الصدق أن تصدق في موطن لا يُنجِّيك منه إلا الكذب .
· و قيل : من طلب الله بالصدق أعطاه مرآة يبصر فيها الحق و الباطل .
و الآن يا غالية ..
فلتعلمي أن رمضان فرصة للتغيير , كوني صادقة مع الله أولاً , و اطلبيه العون و السداد , ثم اصدقي مع نفسك بإصلاحها و إنقاذها من الهلاك , وكوني مع الآخرين صادقة .. صادقة في كل معاملاتك ؛ لترضي الله و يحبك الجميع , فالصادق دومًا محبوب , و الكاذب دومًا مذموم بغيض إلى القلوب , و اسألي الله أن يرزقك هذه الخصلة التي بها تُحشرين مع النبيين و الصديقين و الشهداء و الصالحين , وحسن أولئك رفيقًا..
من فوائد الصدق :
1- الصدق طريق الأبرار إلى الجنة .
2- الصادقون هم أحباب الله المقربون .
3- الصادقون يحبهم الناس , و يثقون بهم , و يأتمنونهم في سائر معاملاتهم .
4- الصادق يعتز بنفسه , ويرفع نفسه بين أفراد مجتمعه .
5- الصدق يرفع الأعمال و يعلي شأنها .
6- الصدق دليل القوة و سمة الثقة بالنفس .
7- الصدق منجاة و الكذب مهواة .
8- الصدق في الحديث يجعله مؤثرًا في القلوب .
9- الصادق محشور مع النبيين و الشهداء و الصالحين .
اللهم اجعلنا من القوم الصادقين
ويعطيكي الف عافيه
وينعاد علينا وعليكي رمضان بالخير
ما أجمل تلك الرسائل أسأل الله أن تجد فلوباً واعية أثقل الله بها موازين حسناتك