ويعلل العلماء ذلك بانشغال المتزوجين والسعي للعمل لتوفير احتياجات الأسرة, والالتزام نحو الزوجة والأطفال, ولايجدون الوقت لأية أعمال أخري, أما غير المتزوجين فيعانون الفراغ الذي يساعدهم علي القيام بأعمال مشينة, خاصة اذا كانوا من العاطلين عن العمل.
واستند الباحثون في دراستهم علي متابعة المعلومات المسجلة عن524 رجلا في بداية العشرينات من العمر لمدة سبع سنوات بعد إطلاق سراحهم في كاليفورنيا.
ولاحظ الباحثون أن عاملا آخر ساعد إلي الانتكاس أو العودة إلي الإجرام, وهو إدمان الهيروين الذي يؤدي إلي انتشار جرائم العنف والعدوانية.
وتوصل العلماء إلي أهمية الظروف في سلوكيات الانسان, فالأحداث الجنائية كالزواج تعد نقطة تحول كبيرة في حياة الشخص وتغير مساره وتحركه في اتجاه مختلف تماما.
ويتفق الدكتور يسري عبد المحسن أستاذ الطب النفسي والأعصاب بجامعة القاهرة مع ماورد في الدراسة السابقة, ويعلق عليها بقوله: إن الاستقرار والاشباع العاطفي الذي يتحقق في الحياة الزوجية يصنع لونا من التوازن النفسي, وهذا التوازن النفسي يجعل سلوكيات الانسان تتسم بالاعتدال.. والضبط.. والربط, ويتحقق الارتياح والاسترخاء الذي ينعكس بدوره علي هدوء الأعصاب, وبالتالي لايفكر في ارتكاب أي عمل خارج عن الشرعية.
منقول ..
هم يكتشفون من خلال الدراسات التي يجرون الزواج المثالي يقلل الجريمة ونحن حثنا الدين الأسلامي على الزواج للفوائد العظيمة حتى انه في الزواج يحدث اكمال لنصف الدين .. ولنترك لك المجال ولتكن الشاهد على ذلك ……………………..
فإن الزواج نعمة عظيمة منّ الله بها على عباده ذكورهم وإناثهم أحله لهم، بل أمرهم ورغبهم فيه، قال تعالى: وَمِنْ ءايَـٰتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْواجاً لّتَسْكُنُواْ إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِى ذَلِكَ لايَـٰتٍ لّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ [الروم:21]. وقال تعالى: فَٱنكِحُواْ مَا طَابَ لَكُمْ مّنَ ٱلنّسَاء مَثْنَىٰ وَثُلَـٰثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُواْ فَوٰحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَـٰنُكُمْ ذٰلِكَ أَدْنَىٰ أَلاَّ تَعُولُواْ [النساء:3]. وقال تعالى: وَأَنْكِحُواْ ٱلايَـٰمَىٰ مِنْكُمْ وَٱلصَّـٰلِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمائِكُمْ إِن يَكُونُواْ فُقَرَاء يُغْنِهِمُ ٱللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَٱللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ [النور:32]. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء)).
وقال النبي صلى الله عليه وسلم في الرد على النفر الثلاثة الذين قال أحدهم: أنا أصلي الليل أبداً وقال الثاني: وأنا أصوم الدهر ولا أفطر أبداً، وقال الثالث: أما أنا فأعتزل النساء ولا أتزوج أبداً. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أما والله إني لأخشاكم وأتقاكم لله، لكني أصوم وأفطر، وأصلي وأرقد، وأتزوج النساء، فمن رغب عن سنتي فليس مني)).
وكما أن النكاح سنة خاتم النبيين محمد صلى الله عليه وسلم فهي سنة المرسلين من قبله، قال الله عز وجل: وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلاً مّن قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجًا وَذُرّيَّةً [الرعد:38]. ففي النكاح فوائد دنيوية وأخروية وأجر عظيم من الله سواء فيما يأتي المسلم أو فيما يخلّف بعده، ففيه امتثال أمر الله ورسوله، وبامتثال أمر الله ورسوله حصول الرحمة والفلاح في الدنيا والآخرة، وفيه اتباع سنن المرسلين، ومن اتبع سنن المرسلين في الدنيا حشر معهم في الآخرة، وفي النكاح حصول السكن والمودة والأُلفة والرحمة بين الزوجين كما في الآية السابق ذكرها وهي قوله تعالى: وَمِنْ ءايَـٰتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوٰجاً لّتَسْكُنُواْ إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِى ذَلِكَ لايَـٰتٍ لّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ [الروم:21].
وصدق الله العظيم الذي جعل في الزواج آية وعلامة واضحة من آياته الكونية، فتجد الشاب والشابة الذكر والأنثى في اضطراب وفي قلق، كل منهما يبحث عن النصف الآخر ليسكن إليه من هذا الاضطراب والتوتر، وخاصة في مرحلة المراهقة، وما إن يجد أحدهما الآخر بالزواج الشرعي إلا وقد هدأ وسكن من اضطرابه وخفت حدته وزال توتره ووجد كل منهما الأُلفة والمودة والرحمة، فينبغي أن يتنبه لهذا الأمر الإلهي كل مسلم ويعي ذلك تماماً ويسعى إلى تزويج أولاده ذكورهم وإناثهم بقدر الاستطاعة ويعي الآية القرآنية السابق ذكرها ويفكر كثيراً في آخرها ويتأمل جيداً قول الله تعالى: إِنَّ فِى ذَلِكَ لايَـٰتٍ لّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ.
وفي النكاح أيضاً قضاء الوطر وفرح النفس وسرور القلب، وتحصين الفرج وحماية العرض للرجل والمرأة على حدٍ سواء، لأنه يعف نفسه ويعف زوجته ويغض كل منهما بصره عن الحرام ويبتعد عن الفتنة ويحصل الأجر على قضاء الشهوة، كما ورد في الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله: ((وفي بضع أحدكم صدقة، قال أيأتي أحدنا شهوته ويكون له في ذلك أجر؟ قال: نعم، أرأيت لو وضعها في حرام أكان عليه وزر؟ قال: نعم: قال: كذلك إن وضعها في الحلال كان له أجر)).
ومن فوائد النكاح المبكر للرجل والمرأة ما إن يصل أحدهما إلى سن الأربعين إلا ولديهما ولد بإذن الله يبلغ من العمر عشرين عاماً يقوم على خدمتهما، ومنها أيضاً تكثير الأمة، وبالكثرة تقوى الأمة أمام أعدائها وتهاب بين الأمم، وكذلك تحقيق مباهاة النبي صلى الله عليه وسلم بأمته يوم القيامة حيث قال صلى الله عليه وسلم: ((تزوجوا الودود الولود فإني مكاثر بكم الأمم يوم القيامة)).
وفي النكاح تكوين الأسرة وتقريب الناس بعضهم لبعض فإن الصهر شقيق النسب، قال تعالى: وَهُوَ ٱلَّذِى خَلَقَ مِنَ ٱلْمَاء بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَصِهْراً وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيراً [الفرقان:54].
وفيه حصول الأجر والثواب في القيام بحقوق الزوجية والأولاد والإنفاق عليهم، وكذلك حفظ وصيانة المجتمع من التدهور الأخلاقي وفساد البيوت والأعراض، فالنكاح أو ما يسمى بالزواج صلاح للفرد وصلاح للمجتمع في الدين والأخلاق في الحاضر والمستقبل، وهو كذلك درء للمفاسد الناتجة عن تركه وعدم المبالاة به وفيما يحول دونه من عقبات، وكل شخص لديه معلومات كافية في هذا المجال ولا تخفى على أحد، وما يحصل من مفاسد وارتكاب للزنا والفواحش والموبقات هو بسبب عدم الزواج في السن المبكر، وخاصة بين الشباب الذين يعيشون في اضطراب واكتئاب نفسي حتى يحصل كل منهم على النصف الآخر لتكمل له السعادة ويجد السكن والمودة والرحمة بمعناها الرحب الواسع، وهناك عقبات تحول دون الزواج.
منقول من موقع المنبر