السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،
الحمد لله رب العالمين
والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين ، وبعد :
أحبتي في الله :
بعد سماعي قصصا ً عن بعض الظلمة من أولياء أمور النساء
اللائي يمنعن بناتهن من التزوج من الأكفاء
بل يصل الأمر ببعضهم ـ هدانا الله وإياهم ـ إلى أن يعضل المرأة
ويحكم عليها بعدم الزواج تدريجيا حتى يفوتها قطار الزواج
فيا ويلهم من الله تعالى
أحبتي في الله :
نظرا لما تقدم فقد اخترت لكم هذا المقتطف من كلام سماحة الشيخ محمد بن صالح العثيمين ـ رحمه الله تعالى ـ
وفيه تهديد وزجر لهؤلاء
وفيه نصيحة شرعية للمرأة التي يحدث معها هذا ماذا تفعل؟؟
اترككم مع كلام الشيخ ـ رحمة الله عليه ـ :
العقبة العظيمة النكداء وهي احتكار بعض الأولياء الظلمة احتكارهم لبناتهم ومن لهم ولاية تزويجهم أولئك الأولياء الذين لا يخافون الله ولا يرعون أمانتهم ولا يرحمون من تحت أيديهم أولئك الأولياء الذين اتخذوا من ولايتهم على تلك المرأة الضعيفة مورداً للكسب المحرم وأكل المال بالباطل أولئك الأولياء الذين ظلموا بناتهم وظلموا أنفسهم وأكلوا المال بالباطل تجد الخاطب الكفء في دينه وخلقه يخطب منهم فيفكرون ويقدرون وينظرون ويعبّسون ثم يقولون الكلمة الأخيرة البنت فائتٌ لغيرك البنت صغيرة شاورتها فأبت يقول هذا وهو كاذبٌ فيما يقول يفتري الكذب ليرد ذلك الخاطب الكفء إما لعقدٍ نفسية تثقل عليهم الإجابة وإما لطلب مالٍ يحصلونه من وراء ولايتهم وإما لعداوةٍ شخصية بينهم وبين الخاطب والولاية أيها المسلمون الولاية دينٌ وأمانة يجب النظر فيها إلى مصلحة المولّى عليه لا إلى أغراض الولي أيها الناس أيها الأولياء إن دفع الخاطب الكفء في دينه وخلقه بمثل هذه الأقوال الكاذبة والعلل الواهية إنما هو معصيةٌ لله ورسوله وخيانةٌ للأمانة وإضاعة لعمر المرأة التي تحت ولايته وسوف يحاسبون على ذلك يوم لا ينفع مالٌ ولا بنون إلا من أتى الله بقلبٍ سليم أفلا يكون عند هؤلاء دينٌ ورحمة أفلا يفكرون لو أن أحدهم منعهم الزواج مع رغبتهم فيه فماذا يكون رد الفعل منهم؟ أفلا يعتبرون بذلك فيمن تحت أيديهم من النساء الراغبات في الزواج وهم يمنعونهن الأكفاء خلقاً وديناً سبحان الله ماذا جنى هؤلاء الأولياء على أنفسهم وماذا جنوا على من تحت ولايتهم؟ أيها المسلمون إن لهذه العقبة تذليلاً ذكره أهل العلم حيث قالوا إن الولي إذا أمتنع من تزويج وليته كفءً ترضاه فإنه ولايته تنتقل إلى من بعده فإذا أمتنع أبو المرأة من تزويجها كفوا في دينه وخلقه وقد رضيته المرأة ورغبت فيه فإنه يزوجها أولى الناس بها بعده فيزوجها أولى الناس بها ممن يصلح للولاية من أخوتها أو أعمامها أو بنيهم حسب الترتيب الشرعي لأن الإنسان إذا منع الكفء في دينه وخلقه مع رغبة المرأة له فإنه يزوجها من بعده من الأولياء حسب الترتيب الشرعي بل قال العلماء إنه إذا ردها مرةً بعد أخرى فإنه يكون فاسقاً والفاسق خلاف العدل وقد علم الكثير منا ماذا يترتب على الفسق من سقوط ولاية الفاسق وشهادته واعتباره فيما يشترط فيه العدالة من الوظائف الشرعية نعم لو كان الخاطب غير كفءٍ في دينه أو خلقه أو عفته فرضيته المرأة وأبى وليها فله الحق في ذلك ولا إثم عليه فلو أن المرأة رضيت شخصاً غير كفءٍ في دينه وخلقه وعفته ولكن وليها نظرا لمصلحتها يمنعها من ذلك فلا إثم عليه ولا حرج حتى لو بقيت لم تتزوج إلى الموت فإنه لا إثم عليه لأنه إنما أبى لمصلحتها وأبى بمقتضى أمانته.
منقول من موقع الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى
جـــــــزاك الله الجنــــان
والف شكر ع النقل الرائع