الكنز المفقود للداعية مصطفى حسنى
بسم الله الرحمن الرحيم.الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم).
(( رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي * وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي * وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِّن لِّسَانِي* يَفْقَهُوا قَوْلِي )).
كنز اليوم هو كنز العابدين
– كنز الذين يريدون أن يقفوا بين يدى الله فيدخلوا عليه من أوسع الأبواب. كنز اليوم لو عرفته يعمل الله لك ما تريد. كنز اليوم هو الدخول على الله سبحانه و تعالى قال رسول الله (صلي الله عليه وسلم) قال تعالى: " قَسمتُ الصلاه ــ(الفاتحه)ــ بينى وبين عبدى، فإن قال العبد (( ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَـٰلَمِينَ )) قال الله حمدنى عبدى، وإن قال العبد (( ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِيمِ )) قال الله أثنى علىّ عبدى، وإن قال العبد (( مَـٰلِكِ يَوۡمِ ٱلدِّينِ )) قال الله مجّدنى عبدى، وإن قال العبد (( ٱهۡدِنَا ٱلصِّرَٲطَ ٱلۡمُسۡتَقِيمَ صِرَٲطَ ٱلَّذِينَ أَنۡعَمۡتَ عَلَيۡهِمۡ غَيۡرِ ٱلۡمَغۡضُوبِ عَلَيۡهِمۡ وَلَا ٱلضَّآلِّينَ )) قال الله هذا لعبدي ولعبدي ما سأل.
أرأيت جمال هذا الحوار وهذا الرد من الله عز وجل على كل آيه تقولها. هل تعلم ملك من ملوك الدنيا من الممكن أن تحاوره ويرد عليك بهذا الشكل. قال (صلى الله عليه وسلم): " وجعلت لى الأرض مسجدا و طهورا " بمنعى أنه في أى مكان ممكن أن تصلى وتدخل على الله عز وجل . لكن هل سألت نفسك لماذا جعل الله بداية القرآن الفاتحة؟ ولماذا أمرنا أن نفتتح بها الصلاه؟
والجواب لأن الفاتحة بها كنز أدب الدخول على الله وهذا الكنز إسمه " كنز الأنشغال بالحبيب " وذلك لأن الفاتحة تبدأ بحمد الله عز وجل ثم بالثناء عليه وتمجيده وتنتهى بطلب من العبد والله عز وجل يحب الحمد ولذلك افتتح القرآن به بل أن القرآن نزل بالحمد قال تعالى: (( ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ ٱلَّذِىٓ أَنزَلَ عَلَىٰ عَبۡدِهِ ٱلۡكِتَـٰبَ وَلَمۡ يَجۡعَل لَّهُ ۥ عِوَجَاۜ )).
ويحدثنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عن قيمة الحمد وفضله عند الله فيقول (صلى الله عليه وسلم): " والحمد لله تملىء الميزان ". والله عز وجل يرضى من العبد بالحمد.
قال (صلي الله عليه وسلم): " إن الله ليرضي على العبد يأكل الأكلة فيحمده عليها ويشرب الشربة فيحمده عليها " فالحمد من أوسع ابواب الدخول على الله.
((رَبِّ ٱلۡعَـٰلَمِينَ)) :الرب الذي يخلق ويدبر شئون الملك والعالمين جمع عالم.
(( ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِيمِ )): أي ان الله ملك هذا العالم برحمته .
(( مَـٰلِكِ يَوۡمِ ٱلدِّينِ )): أي انني مؤمن بيوم الدين ومؤمن بأنك مالك هذا اليوم .
((إِيَّاكَ نَعۡبُدُ وَإِيَّاكَ نَسۡتَعِينُ )) : نحن لا نعبد إلا الله ولن نستطيع أن نعبد الله إلا بالله. ولا حول ولا قوة إلا بالله. فإياك نعبد " نعبد الله " وإياك نستعين " نعبد بالله " أى اننى لا أستطيع أن اعبدك إلا إذا أذنت لى. فكان الرد الالهى. هذا بيني و بين عبدي. لأن الله أعلم بما في صدور الناس .
ثم بعد ذلك يأتى الطلب يوجد صنف من الناس يطلب من الله أمر يغضب الله ويوجد صنف من الناس يطلب من الله مصلحة وهؤلاء هم عامة الناس وهناك صنف أعلى من هؤلاء. وهذا هو لب الأدب مع الله وهو أن تطلب من الله ما هو طالبه منك وهو طلب هداية الله لك .