انشطرت روح مرتعشة بالحياة … ولديها شعور بالسكون كأنها فى وحشة القبر
غير ان احدا لم يقتلها … واحدا لم يقرر ان يحييها .. الا الله مالكها
انه نوع من الحياة .. بلا حياة
انه نوع من السعادة … بغير فرح
انه رضا …. لمجرد ان الرضا فرض
وفى ساعة من ساعات القدر التى كان بها الليل طويل المدى يرخى سدوله على عقلين منشغلين .. راضيين .. وصابرين .. وقانعين بمشيئة الله.. تكونت فى غفلة غريبة .. معادلة من فكر وشموخ وبهاء
واليكم البداية ……………
هى …..
تتحدث الى الفراغ .. الى الخيال .. الى صورة رسمتها وكونتها بفكر وعقلية واحرف وكلمات … قالت …
لقد أصابتنى صاعقة من الدهشة … لقد كنت أتأمل وأتخيل وأرسم صورا لأعظم الفرسان …. لقد رسمته هادىء .. لقد رسمته مبتسما .. لقد رسمته نورانى العقل والروح
وفجأة …. وجدته …تفاجأت بفكره وشموخه وهدوءه وحنكته
ارى الكلمات تبتسم … اشم اريج العطور بين السطور … ارى الفكر المشغول بالعظائم من الامور …. انه طينة حية من الحب .. وتجليه منقوش فيها بتواضعه الخلاب … وذاته نورانية بحرها لاساحل له
أه ……..كم كنت اتمنى ان اغوص فى بحره … كم كنت اتمنى ان اكون قلما فى يده … كم كنت اتمنى ان اكون كتابا يقرأه … كم كنت اتمنى ان اكون فكرة …… مجرد فكرة فى باله
اه ياربى … آه …. اللهم لاتلمنى فيما لااملك
هو ….
يتحدث الى الفراغ …. الى الخيال …. الى صورة رسمها وكونها بفكر وعقلية وأحرف وكلمات … قال …
لم تكن الفكرة فى بالى .. لقد أصابنى الذهول … لقد كنت أسبح بخيالى وأرسم صورا لحور عينى … لقد رسمتها كالنور تنشق عنها السماء فى ليلة حالكة السواد
وفجأة .:…. وجدتها … تفاجأت بحضورها وبمضمون فكرها .. لقد كانت كلماتها كصرخة استحياء تشق الليل وتحيى النجوم بعد موتها …. لقد كانت كوكبة .. بل كانت مدار كونى يلتف حولها نجوم صغيرة كعقد من الالماس يؤكد جمالها
لقد كنت ارى الكلمات تتراقص سعادة بصدقها …لقد كنت اتخيل طلعتها بين السطور .. ارى الفكر المهموم والحزين والمشغول وربما تكون او لاتكون بعظائم الامور .. انها سر غريب .. انها وضوح غامض .. انها طيبة وطيب
اه….كم كنت اتمنى ان اعبث بأوراقها … كم كنت اتمنى ان اعرف اسرارها .. كم كنت اتمنى ان أسألها حبها …. كم كنت اتمنى ان اكون فكرة …. مجرد فكرة فى بالها
آه ياربى …. آه … اللهم لاتلمنى فيما لااملك
وامتزجت الروحين ليصبحوا روحا واحدة …. انشطرت الى نصفين من الحب …. وفى صوت واحد قالا …..
اللهم لاتلمنى فيمالااملك … اللهم اجمعنى به (بها) على خير …. وان لم يكن … فأجعله (اجعلها ) جائزة السماء لى
وانحدرت دمعة عين وارتعشت أناملهما برغم المسافات بينهما .. التى ربما تكون دقائق او ساعات او حتى الاف الاميال .. لااحد يعلم .. الله وحده يعلم
وبرغم انشطار روحيهما بالحب .. الا ان احد منهما لم يعرف بحب الاخر له … ابدا