المياه البيضاء و الزرقاء فى العين !
بقلم الكاتب / د. إسلام المازني
[frame="8 80"]
العين
هى عضو الإبصار المعجز الذى تتناسق فيه الكيمياء و الفيزياء و تنبض الحياة لتتحول الصور المنعكسة المقلوبة من العدسة لتفاعلات كيميائية ثم نبضات كهربية خاصة ثم تنقل لمكان آخر تترجم فيه لمدركات فى جزء من الثانية ,
فسبحان الخلاق العظيم الذى أبدع أفضل و أحسن تقويم , و شكر النعمة يتمثل فى حفظها مادة و معنى ….
و قد أثير موضوع الكليبات و الإعلانات البذيئة فى الحوار مؤخرا , وهو وثيق الصلة بحديثنا عن البصر , فكما نحمى العين من الأذى و القذى يجب أن نحميها من الفحش و الخنا …
لأنه لا يليق بنا , ثم لضرره على مستقبلنا , فكما قيل ( البصيرة كالبصر أقل شئ فيه يمنع النظر و إن لم يصل للعمى … )
فكما أن العين تؤذيها حبات الرمل و يؤذيها الشعر فالبصيرة تؤذيها المخالفات , فيضل المرء و يهوى فى الباطل دون تمييز لأن الران على قلبه يحجبه عن الهداية , فالمعاصى توقع فى الفتن نسأل الله العافية و السلامة
و كما قال ابن خاتمة الأندلسى عن عمى البصير !
العشق همة نفس ***عن الرشاد خلية
يعمى البصير و يدنى *** من الأمور الدنية
لم تشتغل بالتصابى ***إلا النفوس الشقية
العين تشبه الكرة , و تلك الكرة الجزء الخلفى منها من مادة تسمى الصلبة ( بياض العين ) وهي غشاء ليفي , و الجزء الأمامى هو القرنية وهي غشاء شفاف , و تليه القزحية ( تشبه زرار القميص ) و هى دائرة من غشاء ليفي وعائي موضوع خلف القرنية و فيه فتحة تسمى الحدقة
و تلك الكرة ليست فارغة فهناك سائل مائى خلف القرنية و جسم آخر هلامى ( مثل الجيلى) خلف العدسة
و خلفها عدسة العين الشفافة
المياه الزرقاء Glaucoma
.مرض ينتج عن عدم التصريف التام للسائل
المائى ( عادة يتصرف السائل فى قنوات داخلية فى الركن أو الحافة أو ما يسمى الزاوية بين القرنية و القزحية ) فيزيد ضغطه داخل العين، فيؤثر عليها و خاصة على العصب البصري الحساس
و هى نوعان
المياه الزرقاء ذات الزاوية الواسعة ، تضيق فيها قنوات تصريف السائل بشكل تدريجى , وتضيق الرؤية الجانبية تدريجيا نتيجة الضغط على العصب , وتحدث فى عمر فوق الأربعين .
المياه الزرقاء الأولية – ذات الزاوية الضيقة – أو الحادة . حيث تكون زاوية العين ضيقة أصلا ، وهو مرض يحدث فجأة في أي عمر عافاكم الله تعالى .
ويحدث معها ألم في العين أو قريبا منها و قد يرى المريض هالات زرقاء حول مصدر الضوء أو يرى ألونا متعددة مثل أقواس قزح ( و ربما هو سبب التسمية اليونانية التاريخية لها بالمياه الزرقاء أو الشلالات الزرقاء ).
و هناك أمور تؤدى لارتفاع ضغط العين عموما و بالتالى للمياه الزرقاء – أو لتفاقمها لو كانت موجودة – منها :
الإلتهابات المتكررة و قطرات الكورتيزون
و أورام العين الداخلية .
العلاج :
المياه الزرقاء ذات الرؤية الواسعة تعالج بقطرات العين مبدئيا , و ببعض الحبوب لتنظيم ضغط السائل في العين ، و فى حالات معينة لا تستجيب يتم فتح قناة دقيقة لتصريف السائل , أو شق القناة الأصلية بالليزر.
أما حالات المياه الزرقاء الحادة فيجب التدخل الجراحي فيها فورا , و قد برع أطباء المسلمين فى عمل تلك الجراحة الدقيقة من مئات السنين , و سبقوا العالم ببراعتهم , كما تثبت كتبهم مثل عيون الأنباء بأنهم برعوا فى قدح الماء على العين و رد الإبصار للناس .
الكتاراكت (الماء الأبيض)
وهو سحابة بيضاء غير شفافة تغشي عدسة العين مسببة عتمة و غشاوة على شكل بقع أو غشاوة تامة , و قد يحدث ذلك لعين واحدة أو للإثنتين
تحدث مع تقدم السن و قلة مرونة و حيوية الأنسجة , و قد تحدث أيضاً نتيجة لمرض السكر أو بعض الإلتهابات و الأدوية و الإشعاعات و الحالة النفسية السيئة , و أحيانا يولد بها الطفل .
و الجراحة بإزالة الغشاوة ووضع عدسات بلاستيكية داخل العين هى المعتمدة كعلاج .
و يوجد اكتشاف لأول علاج بقطرة لتلك الحالات نسب للدكتور عبد الباسط فى المركز القومى للبحوث بمصر , و هو قطرة تركيبها به كيماويات تماثل بعض تركيب الدموع و تذيب الجزء المتليف , و الفكرة مستقاة من حقيقة عودة البصر لسيدنا يعقوب عليه الصلاة و السلام , حين شم رائحة قميص ابنه يوسف عليه الصلاة و السلام ( حسب اجتهاد د.عبد الباسط ) و لا زال الأمر قيد المتابعة
و يحضرنى ما قاله البارودى عن غض البصر
و لا تعامل صاحبا بالتى ** ترجع عنها تائبا تعتذر
وغض من طرفك إن خفته **فحاجب الشهوة غض البصر[/frame]
اشكرك اختي الغالية solaf
إختيار رائع لموضوع جدا قيم
جزاك الله كل خير وبارك الله فيك
تحيتي لك
ألف شكر عزيزتي سولاف
موضوع رائع بروعتك..
دمتِ ودام لنا فكرك..
لكِ شكري..
أحزان..
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
غاليتي وعروسنا alina ..أنت رائعه بتواصلك وحضورك الدائم , جزاك ِ الله خير ومنحكِ سعادة الدارين.