الاخوة والاخوات … السلام عليكم
!
!
( بين إرادة الله وارادة البشر )
كثيراً ما نحلم بأشياء نسعى إلى تحقيقها في عالم الحقيقة
وكثيراً ما نخطط لأماني واسعة نجهد لكي نحولها من دنيا الأماني إلى عالم
المحسوس ، كثيراً ما يكون لنا آمال نبنيها في دنيا الخيال ، وعندما نُريد أن
ننقلها إلى دنيا الواقع نجد أنها تنهار كبيت الرمل عندما تفجئه موجة بحر عاتية
فتحيله إلى كومة من رمال لا ملامح لها ..
هكذا تكون أحلامنا وآمالنا وأمانينا في لحظة من لحظات الحياة .. إنها ( إرادة
الله فوق إرادتنا ) ، نقف أمامها في قمة العجز والضعف والدهشة في أحيان
كثيرة ..
قد تختلف الارادتان
إرادة الله وإرادة البشر
وقد تتفق الارادتان
الذي ينبغي أن نكون على يقين منه أمران :
الأول : أن إرادة الله فوق كل إرادة ولا غالب لها ..
الثاني : أن ما يُريده الله لنا خير مما نُريده لانفسنا ..
( والله يُريد أن يتوب عليكم ويُريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلاُ عظيما *
يُريد الله أن يُخفف عنكم وخُلق الإنسان ضعيفا )
( يُريد الله بكم اليسر ولا يُريد بكم العسر )
فخلف كل إرادة لله ( حكمه ) قد نعلمها وقد لا نعلمها
عندما نوقن بأن الله ( حكيم – رحيم – عليم – رؤوف – ودود – قدير – لطيف )
وغيرها من الأسماء والصفات التي تدل على ( الحكمة والعلم والرحمة واللطف ) ..
عندما نوقن بإله هذه أسماءه الحسنى وصفاته العلى .. عندها تنزل السكينة
والطمأنينة على قلوبنا ، لأننا نعلم أننا في كنف إله لا يُريد بنا الاّ كل خير ..
عندها نردد مع النبي – عليه الصلاة والسلام – دعاءه :
( اللهم ما قضيت لنا من قضاء فاجعل عاقبته لنا رشدا )
( اللهم أحينا ما علمت الحياة خيراً لنا ، وتوفنا ما علمت الوفاة خيراً لنا )
إنه الاستسلام لإرادة الله مع السعي الحثيث لموافقة تلك الإرادة التي يُحبها الله ويرضاها ..
!!
!!
الإيمان بما هو وراء ( إرادة الله ) هو جزء من الإيمان بالغيب ، قد تكون كذلك ،
وقد يكون جزء من الإيمان بالواقع المحسوس …
عندما تغيب عن نواظرنا ( الحكمة من معارضة إرادة الله لإرادتنا ) فإن هذا هو
جزء من الإيمان بالغيب الذي نجهله ، ولكن لابد من أن نؤمن به ..
وعندما تمضي الأيام وقد تمر سنوات ، وشيئاً فشيئا تتضح لنا الحقائق وتتضح
لنا الأمور ، ونُسلّم بان ( إرادة الله ) كانت خيراً لنا مما أردناه لأنفسنا ، ينتقل
ذلك من عالم الغيب إلى عالم الشهادة .. وعندها نحمد الله أن صرف عنا ماكنا
نُريده لانفسنا في وقت مضى
جميل أن نحمد الله وقتها ( بعد اتضاح الحقائق )
لكن الأجمل أن نحمد الله ( قبل اتضاح الحقائق )
فإن ذلك من تمام التسليم لله عز وجل ..
!!
!!
في أحيان ما ..قد تكون ( إرادة الله ) نوع من العقوبة على ذنب أصابه العبد أو
تقصير وقع فيه أو غفلة رانت على قلبه .. فتأتي ( إرادة الله ) لتصرف عنه شيء
يُحبه العبد أو توقعه في أمر لا يُحبه ، في صورة من صور العقوبة الرحيمة ذلك
أنها لا تخلو – هذه العقوبة – من ( رحمة وحكمة ) ..
رحمة لأنها قد تُعيد العبد إلى جادة الصواب
وحكمة لأنها قد تعاقبه على ذنب ارتكبه عندما يتمرد على ربه ويأبى العودة ..
إن العبد قد يحرمه الله الرزق بسبب ذنب يقع فيه هذا العبد ..
فيُريد تجارة ومال
ويُريد الله أن يصرفه عن ذلك
امّا لان هذا المال قد يكون ( فتنه له ) فأن ينصرف عنه خير له
أو لأنه مقصّر ( فيحرمه الله ) من هذا المال
والعاقل من تدبر الأمور ونظر في الأسباب والعواقب وعلم أن ما من شيء في
هذا الكون الاّ ولله فيه حكمة وما خُلق عبث
( أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا ، وأنكم إلينا لا تُرجعون )
؟؟؟!!!!!
لا أزعم اني أحطت بكل جوانب الموضوع او بعضها
ولكن يكفي اني فتحت نافذة التأمل فيه
!!
!!
كتبها حمــــــد العتيبي
ونقلتها لكم بعد الأستئذان من الكاتب جزاه الله خير ونفعنا بعلمه
الاخت fafi
السلام عليكم ورحمة الله
اشكرك على كلماتك الطيبه واتمنى لكم الفائدة
تقبلي خالص تحياتي
الجوهر