الحياة وأنهم يتمتعون بها إلى أولادهم، ولكن نظراً لاختلاف طبيعة قنوات التغذية المعرفية وتزايد اتساعها وأشكالها والتطور المستمر في الثورة المعرفية عبر وسائلها المتجددة دوماً كشبكة المعلومات (الانترنيت) والشبكات المحلية الخاصة والجامعات الخاصة عبر الانترنيت والفضائيات والإعلاميات التلفزيونية والكتب والمجلات والجرائد والإذاعات الجذابة بل والمدارس الخاصة التي تتكفل سكن وطعام وتعليم الطفل حيث لا يرى أهله إلا بالأسبوع مرة أو بالشهر مرة، نظراً لكل هذه العوامل فمهمة الأهل بنقل القيم الإنسانية والأخلاقية تبدو صعبة وتواجه تحديات خطيرة حيث لم يعد الأطفال بحاجة إلى توجيهات الأهل بل يفضلون الأفكار المعلبة والجاهزة للاستخدام متى يشاؤون دون إعمال فكر أو جهد أو تعب.
وبذلك تقل المراقبة الدينية تدريجياً ويزداد عدد العائلات غير المتدينة، وعندها لا بد أن يكون الوالدان متساهلين قليلاً فيما قد يعتري أولادهم من ميول إلى العنف والسرقة والكذب.. والتساهل بحدوده المعقولة أمر لا بأس به كما عليه الخبراء: من أن سوء التصرف لدى الطفل هو تصرف طبيعي غير مقصود، وأفضل حل لتصحيحه هو ارتكاب الخطأ نفسه مما يعطي المجال لدرس جديد ومعلومة جديدة.
ويقول الخبير هارولد كوشنر: إن الأطفال يشبهون الحيوانات الأليفة. إنهم ليسوا قادرين على الإساءة فهذا يتناقض مع طبيعتهم، ويجب أن لا ينظر إلى أخطائهم على أنها أخطاء أخلاقية مميتة ولكن كمجرد هفوة لا إرادية، ويترتب في هذا الإطار على الأهل أن يشيروا لأولادهم بهذا الخطأ ثم معالجته من ناحية أخلاقية.
وذكر نيكول وايز: عشرة طرق لتعليم الأولاد الخطأ من الصواب.
1- أعلموا بأن لكم التأثير الأخلاقي الأكبر على أولادكم. فيجب أن تقرروا أولاً أنكم تنوون تأسيس ركيزة أخلاقية قوية تعلموها لأولادكم وثانياً ما هي هذه الركيزة الأخلاقية؟ في حال قررتهم وضع نظام خاص بكم، على الوالدين أن يجلسا سوية ويحددا القيم الأخلاقية التي تنوي العائلة إتباعها، مع تحديد الأولويات.
2- كونوا المثال لأولادكم، وتعلموا أن تروا تصرفاتكم بعيون أبنائكم.
3- آمنوا بأولادكم وأنهم طيبوا النية دون إهمال الأخطاء
4- شجعوا وكافئوا التعاطف والتعاون البادر منهم.
5- طبقوا معاييركم وفق أعمار أطفالكم، والتأكد من أنها لا تفوق قدرتهم واستيعابهم.
6- العقاب المعقول: فمن الخطأ الفظيع الذي يرتكبه الأهل دائماً هو معاقبة أولادهم بشدة على الأخطاء أو التجاوزات البريئة التي يرتكبونها، إن المعاقبة الشديدة على الأخطاء الصغيرة تجعل الأطفال يشعرون بالإحباط، والنتيجة تكون صراع قوي بين الأهل وأولادهم أكثر مما تكون درساً مفيداً عن الحياة.
7- تنبهوا إلى الأوقات التي تلقنون فيها درساً لأولادكم.
8- أحموا أولادكم قليلاً، فليس هناك جدوى من تعريض أولادكم للجانب السيء من الحياة الإنسانية، على أنه يجب تلقينهم كيف يحافظون على أنفسهم، وفي الوقت نفسه إبعادهم قدر المستطاع عن تفاصيل الجرائم والمآسي الأخرى التي تشكل صورة داكنة ومشوهة عن الطبيعة الإنسانية.
9- شجعوا القيم الروحية.
10- تقبلوا العيوب فيكم وفي أولادكم، فالقوانين التربوية الكثيرة التي تصب في إطار السلوك الحسن قد تبدو مزعجة ومربكة بالنسبة إلى طفل، وقد لا يستوعب أنك لا تطلب منه الكمال، والسبيل لتأكيد ذلك هو أن تريه أنك إنسان وأن لا مشكلة في ارتكاب الأخطاء وتتقبلها برباطة جأش، والأمر الآخر يكون في الاعتذار في كل مرة ترتكب فيها أمراً لم يكن يجدر بك فعله، إذا فعلت هذا تكون قد أظهرت لطفلك أنه رائع أن تكون إنساناً، مما يجعله يشعر بالراحة وأنك فعلت كل ما في وسعك في هذه الحالة:thumbs_up:
يعطيج الف الف عافية
تستاهلين التقييم