في هذه المرحلة من العمر، يراقب طفلك بشكل دقيق كيفيّة تصرف الأشخاص من حوله وطريقة تفاعلهم بعضهم مع بعض. فيراقب كلّ حركة تأتين بها ويتفحّصها، كما يتعلّم كيفيّة تقليد طريقة تعاملك مع الأمور والأشخاص الذين تلتقين بهم، ويتعلّم بشكل عام من تصرّف الأشخاص الذين يحيطون به. في الوقت نفسه، يرغب طفلك في القيام بكلّ ما تفعلينه وكأنّه يودّ الانضمام إلى "العصابة"، إلاّ أنّه لا يفهم بعد أنّ ذلك غالباً ما يكون مستحيلاً أو غير عملي، فهو يتحدّى باستمرار كلّ وجه من أوجه عالمه ويختبره. من المهمّ للغاية إذاً ضَرب مثل يُحتذى به منذ هذه المرحلة المبكرة، وتذكّري دائماً أن تحافظي على هدوئك وصبرك قدر الإمكان عند مواجهتك أوقات صعبة. ابدئي منذ الآن بتعليم طفلك كيفية السيطرة على انفعالاته وكيفية التصرّف بلطف مع الآخرين. شجّعيه على اكتساب عادات غذائيّة حسنة، وسلوك مهذّب، بالإضافة إلى مفهوم المشاركة. سيستفيد طفلك من كلّ مثال حسن واضح وثابت يمكّنه من قولبة سلوكه الخاص وفقه، خلال مسيرته الطويلة لإيجاد مكانه الخاص في هذا العالم.