تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » درس عظيم فى الثبات

درس عظيم فى الثبات 2024.

أعتقد أن أكثرنا سمع بحادثة مقتل التابعى الجليل سعيد بن جبير رحمه الله على يد الحجاج بن يوسف الثقفي .. ولكننى أردت أن نتذاكرها سوياً لنعلم كيف كان حال العلماء الربانيين .. لا تأخذهم في الله لومة لائم .. ورفضوا مبدأ التقية .. كما قال الإمام أحمد رحمه الله عندما ابتلى فى فتنة خلق القرآن: "إذا سكت العالم تقية والجاهل يجهل فمتى يتبين الحق؟"
أترككم مع القصة:
لما أتى الحجاج بسعيد بن جبير قال : أنت الشقى بن كسير.
قال : أنا سعيد بن جبير.
قال : بل أنت الشقى بن كسير.
قال : بل أمى كانت أعلم باسمى منك.
قال : شقيت أنت و شقيت أمك.
قال : الغيب يعلمه غيرك.
قال :لأبدلنك بالدنيا نارا تلظى.

قال : لو علمت أن ذلك بيدك لاتخذتك إلها.
قال : فما قولك فى محمد؟
قال : نبى الرحمة إمام الهدى.
قال : فما قولك فى على، فى الجنة هو أم فى النار؟
قال : لو دخلتها فرأيت أهلها عرفت من فيها.
قال : فما قولك فى الخلفاء؟
قال : لست عليهم بوكيل.
قال : فأيهم أعجب إليك؟
قال : أرضاهم لخالقى.
قال : فأيهم أرضى للخالق.
قال : علم ذلك عند الذى يعلم سرهم و نجواهم.
قال : أبيت أن تصدقنى.
قال : إنى لم أحب أن أكذبك.
قال : فما بالك لم تضحك؟
قال : و كيف يضحك مخلوق خلق من الطين، والطين تأكله النار.
قال : فما بالنا نضحك ؟
قال : لم تستوِ القلوب.
ثم أمر الحجاج باللؤلؤ والزبرجد و الياقوت، فجمعه بين يدى سعيد بن جبير؛
فقال له سعيد : إن كنت جمعت هذا لتفتدى به من فزع يوم القيامة فصالح، وإلا ففزعة واحدة تذهل كل مرضعة عما أرضعت، ولا خير فى شىء جمع للدنيا إلا ما طاب و زكا.
ثم دعا الحجاج بالعود و الناى، فلما ضرب بالعود ونفخ فى الناى بكى سعيد بن جبير؛
فقال له : ما يبكيك هو اللهو؟
قال سعيد : بل هو الحزن، أما النفخ فذكرنى يوما عظيما، يوم ينفخ فى الصور، و أما العود فشجرة قطعت فى غير حق، و أما الأوتار فإنها أمعاء الشاء يبعث بها معك يوم القيامة.
فقال الحجاج : ويلك يا سعيد.
فقال سعيد : الويل لمن زحزح عن الجنة و أدخل النار.
قال الحجاج : اختر يا سعيد، أى قتلة تريد أن أقتلك؟
قال : اختر لنفسك يا حجاج، فوالله ما تقتلنى قتلة إلا قتلتك مثلها فى الآخرة.
قال : فتريد أن أعفو عنك؟
قال : إن كان العفو فمن الله، و أما أنت فلا براءة لك و لا عذر.
قال : اذهبوا به فاقتلوه.
فلما خرج من الباب ضحك، فأخبر الحجاج بذلك ، فأمر برده؛
فقال : ما أضحكك؟
قال : عجبت من جرأتك على الله، و حلم الله عنك.
فأمر بالنطع فبسط ؛
فقال : اقتلوه.
فقال سعيد: (وجهت وجهى للذى فطر السماوات و الأرض حنيفا مسلما، وما أنا من المشركين)
قال : شدوا به لغير القبلة.
قال سعيد : (فأينما تولوا فثم وجه الله).
قال : كبوه لوجهه.
قال سعيد : (منها خلقناكم و فيها نعيدكم و منها نخرجكم تارة أخرى).
قال الحجاج : اذبحوه.
قال سعيد : أما إنى أشهد و أحاج أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمد عبده و رسوله، خذها منى حتى تلقانى يوم القيامة.
ثم دعا سعيد الله وقال: اللهم، لا تسلطه على أحد يقتله بعدى.
فذبح على النطع ـ رحمة الله عليه ـ قيل : و بلغنا أن الحجاج عاش بعده خمس عشرة ليلة، و وقعت الأكلة فى بطنه، فدعا بالطبيب لينظر إليه، فنظر إليه، ثم دعا بلحم منتن، فعلقه فى خيط ثم أرسله فى حلقه فتركه ساعة ثم استخرجه و قد لزق به من الدم، فعلم أنه ليس بناج. وبلغنا أنه كان ينادى بقية حياته : ما لى و لسعيد بن جبير، كلما أردت النوم أخذ برجلى؟.
وقد قال الحافظ فى "تهذيب التهذيب" 4/13 : قال ابن حبان فى " الثقات " : كان فقيها عابدا فاضلا ورعا ، و كان يكتب لعبد الله بن عتبة بن مسعود ـ حيث كان على قضاء الكوفة ـ ثم كتب لأبى بردة بن أبى موسى ، ثم خرج مع ابن الأشعث فى جملة القراء ، فلما هزم ابن الأشعث هرب سعيد بن جبير إلى مكة ، فأخذه خالد القسرى بعد مدة و بعث به إلى الحجاج ، فقتله الحجاج سنة خمس و تسعين ، و هو ابن تسع و أربعين سنة ، ثم مات الحجاج بعده بأيام ، و كان مولد الحجاج سنة أربعين .
منقول

عروس مصر بلدى

شكرا لمجهودك الجميل

جزاك اللة خيرا يا اختى0

:salam: :salam:
جزاكي الله الف خير
شكرا على المرور يا ضياء النور

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.