كتب دكتور سعيد حمزة :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم
أول من يستفتح أبواب الجنة فيفتح له وآله وصحبه وبعد:
كنت أقوم بإقراء بعض الإخوة بعد صلاة الفجر في مسجدنا المبارك
منذ حوالى ست سنوات ،
فجاءنى أحد الإخوة وكان صاحب سمت هادئ جدا باش الوجه ،
منطلق العبارة ، مؤدب غاية الأدب وإن كنت أكبره بسنوات قليلة ،
ولكنه التأدب مع المعلم ، جزاه الله خيرا.
كان هذا الفتى يدعى " خالدا" ، وكان طالبا في الكلية الفرقة الأولى آنذاك ،
وقرأ عليّ القرآن – للتصحيح لا للإجازة –
إلى أن بلغ سورة الأنعام بثبات في الحفظ ويقين في التسميع
وقوة في النبرة التى تعلن عن قوة المحفوظ ، فأعجبنى ذلك جدا ،
وقلت : الله أكبر ، ما شاء الله لا قوة إلا بالله ، ما هذا الحفظ القوى المتين ،
إنك لم تخطئ مرة منذ بدء التسميع في سورة البقرة إلا سبق لسان فقط.
ردَّ قائلا: إن في ذلك قصة !
كنت أحب القرآن جدا فما وجدت لهذا المحبوب
إلا الاحتفاظ به في أغلى مكان ( القلب) ،
فبدأت الحفظ بسرعة وقطعت مسافات طويلة
في أزمنة قياسية حتى بقى لى جزآن فقط ،
فنمت فرأيت فى المنام أن القيامة قد قامت وبدأ الحساب ،
فإذا بى امام فرحة وجدت طعمها في المنام …
فرحة حقيقية … سمعت مناديا ينادى بقوة " اين خالد " قلت .. نعم ،
فقال :
خالد فى الجنة
فأدخلت الجنة ومازلت اقرأ القرآن وارتقى حتى بلغت أعلى درجة ،
فنظرت إلى اسفل فإذا بمن اعرفهم من الفضلاء
ذوى السبق فى درجات أقل منى ، فسألونى ، كيف بلغت هذا ،
قال خالد: بالقرآن .. حفظ القرآن.
قال خالد: فاستيقظت من النوم قبل الفجر ليس لى إلا هم واحد ،
وهو أن أوقد المصباح للبحث عن الجنة …
المصحف لأكمل ما تبقى لى من الحفظ ،
فحفظت الباقى فى أقصر مدة وبإتقان ،
وجعلت إتقان القرآن هدفا لى ، فكان كما ترى والحمد لله .
قلت ( سعيد ): الآن خالد من طلبة علم القراءات والمجازين بالقراءة والإقراء .
اقول: هل نحتاج أن ننام لنرى مثل ما رأى خالد حتى نتيقن من صدق موعود الله ؟؟؟!!!!!
قم الآن واحفظ القرآن سريعا متقنا ، لم يتبق من العمر إلا لحظات … الآن .. الآن