أما بعد …أحبتي في الله
نحتاج في هذه المرحلة إلى إعادة شحن للهمم ، ولن يكون هذا بمثل إشعال نار الغيرة ، والتحلي بروح المنافسة .
بالأمس علمت عن أحد الإخوة ، بفضل الله ختم سبع ختمات حتى الآن ، هل ستغبطه ؟؟؟ أم ستُحبط وتيأس .
لا كن كأبي مسلم الخولاني : القائل أيظن اصحاب محمد صلى الله عليه وسلم أن يستأثروا به دوننا ، كلا والله لنزاحمنهم عليه حتى يعلم أنه قد خلَّف من بعده رجالا .
هذه الغيرة حملت هذا العبد الصالح إلى أنْ قال : لو قيل لي إن جهنم تسعر ما استطعت أن أزيد في عملي ، وكان ربَّما يأتيه رجلان فيجدانه يصلي في المسجد ، فانتظرا انصرافه وأحصيا ركوعه فأحصى أحدهما أنه ركع ثلثمائة ، والآخر أربعمائة قبل أن ينصرف .
فأين رجال النبي محمد صلى الله عليه وسلم في هذا الزمان ؟ أين فرسان العبادة ؟؟ ورهبان الليل ؟
أين الغيرة ؟؟ أين الغبطة ؟؟؟
قال وهيب بن الورد : إنْ استطعت ألا يسبقك إلى الله أحد فافعل .
وقال الشيخ شمس الدين التركستاني : ما بلغني عن أحد من النَّاس أنَّه تعبد عبادة إلا تعبدت نظيرها وزدت عليه .
وقال أحدهم : لو أنَّ رجلاً سمع برجل هو أطوع لله منه فمات ذلك الرجل غمَّا ما كان ذلك بكثير .
فواجبنا العملي :
(1) أن تتقد في جنباتك نار الغيرة والغبطة فتحثك على المشاكلة ولو مرة ، هذا قام الليل كله ، هذا ختم القرآن كل ليلة في رمضان ، هذا كان يسبح ثنتي عشرة ألف تسبيحة ، هذا كان أجود النَّاس في النفقة والصدقة ، هذا أحصى كلماته التي ينطق بها في اليوم والليل ، فلماذا يسبقك هؤلاء ؟!! إن كنت تريد الجنة فهذا دأب الصالحين الذين وعدوا بها .
(2) حدد أعمالاً سبقك إليها القوم ، وتدرج حتى تشاكلهم ، ولا تتعنَّى فيما لا تستطيع ، فإذا لم تستطع شيئًا فدعه ، وجاوزه إلى ما تستطيع .
والله أسأل أن يعتق رقابنا من النار بمنه وكرمه وتفضله علينا .
بقلم الشيخ هاني حلمي جزاه الله الخير