" لم يعد صغيراً كما كان ، فقد أخذ حقه من الرعاية والحب والاهتمام وآن الأوان أن يفسح المكان لأخيه أو أخته الصغرى الذي اقترب موعد قدومه..عليه أن ينتقل لمكان آخر بعيداً عن أحضان أمه ، عليه أن يتنازل عن بعض الأرفف لملابس الصغير في دولابه..عليه أن يتخلى عن بعض ألعابه ، عليه أن يفهم أن ثمة شريك له في الوقت والجهد والاهتمام قد أوشك على المجئ.."
مقولة قد تتردد عند اقتراب ميلاد ضيف جديد للأسرة ، يحتل الترتيب الثاني بعد الطفل الأول..وعلى الرغم من أنها تعبر عن بعض الحقائق التي يجب أن تكون في طريقها للتنفيذ..إلا أن المشكلة في كيفية تنفيذها ؛ لأن طريقة إعداد الطفل لاستقبال أخيه أو أخته قد تحدد مسار العلاقة بينهما للأبد..فإما أن تكون علاقة أخوية قوامها الحب والترابط ، وإما أن تكون علاقة عدوانية قوامها التنافر والبغض والغيرة ، حتى لو كان الطفل الأول لم يكمل عامه الثاني ولم يكتمل وعيه بمجريات الأحوال حوله (كما نظن..)
لذا نسترشد فيما يلي ببعض الترتيبات والخطوات التي يجب على الأسرة اتباعها لاستقبال الضيف الجديد وتهيئة الطفل الأول لهذا الحدث ، وفي البداية نؤكد على بعض النقاط الهامة:
– علينا أن نفهم أن الحب والاهتمام ليس لهما حدود معينة يكتفي منها الطفل بجرعات محددة ، بل إنها ضرورة من ضرورات بناء شخصيته وسوائه النفسي ، غير أن أسلوب التعبير عنهما يختلف من مرحلة لأخرى..
– أن الاعتدال في معاملة الطفل الأول بعدم الافراط أو التفريط في العناية به ، سيجعل من مهمة استقبال مولود جديد أمر سهل وهين لأنه لم يعتد المبالغة في الاهتمام به ..كما ستعوده على الاستقلالية والاعتماد على الذات في الوفاء باحتياجاته والقيام بشئونه..
– أن الطفل أحوج ما يكون للاهتمام والرعاية في وقت استقبال الطفل الثاني ، لأن الرضيع يحصل على احتياجاته بالرضاعة والاهتمام أثناء يقظته..بينما الطفل الأول تطول فترة وجوده يقظاً مما يتيح الفرصة للاهتمام وتعويضه عن أي نقص في الاهتمام به.. ولكن كيف يمكن إعداد الطفل الأول لاستقبال الضيف الجديد وإيجاد حالة من الشوق لديه لرؤية أخيه:
أولاً: في فترة الحمل..
– الحديث بشكل مشوق عن الطفل القادم ، وكيف أنه سيشاركه اللعب والمرح..ومحاولة لفت انتباهه لأي مشهد أخوي بين الأطفال في الأسرة أو بين الجيران أو حتى عبر التلفاز..
– يمكن جلب بعض الكتب الحافلة بصور الأطفال الرضع وتصفحها معه ليتصور شكل أخيه أو أخته ويتشوق لرؤيته..
– إشراك الطفل في كل الاستعدادات، مثل: اختيار ملابس المولود، وأخذ رأيه في ألوان الملابس والفرش، وتجهيز سرير المولود، واختيار اسم المولود.
– إذا كانت هناك أي تغييرات ستحدث في نظام نومه أو نظامه المعيشي نتيجة قدوم الضيف الجديد ، يستحسن البدء بها من الآن حتى لا ترتبط هذه التغييرات بوجود هذا الطفل فيكرهه..
فمثلاً إذا كان سيتم فصله في سرير منفصل أو غرفة منفصلة عند النوم أو إفراغ بعض الأرفف من دولابه لوضع ملابس المولود ، فلابد من تعويده على ذلك قبل الميلاد بفترة كافية ، حتى لا يتصور أن الطفل القادم قد استحوذ على مكانه..وكذلك عند تعويده على أي عادات أخرى حتى عادات ضبط الإخراج لابد أن يحدث ذلك أثناء فترة الحمل حتى لا يرتبط في ذهنه أي تغيير بقدوم أخيه أو أخته..
– لا بد أن تحرص الأم على ألا يشعر الطفل بأنها تتركه كثيرًا وتذهب لشراء مستلزمات المولود أو للذهاب للطبيب، فيشعر أن هذا القادم الجديد بدأ يأخذ منه أمه ويشغلها عنه، بل تحرص على اصطحابه معها قدر المستطاع.
– يتأثر الطفل كثيرًا إذا شعر أن أمه مريضة أو متعبة ويشعر بالخوف عليها وعدم الأمان؛ ولذا على الأم أن تحرص ألا تشتكي أو تظهر متاعبها من الحمل أمامه، حتى لا يشعر أن هذا المولود الجديد هو سبب متاعب أمه فيكرهه.
– كذلك لابد من إعداده وتهيئته للفترة التي قد تقضيها الأم بالمستشفى للولادة..فإذا كانت سترسله في هذه الفترة لبيت الجدة فلابد من تعويده على البقاء هناك قبلها بفترة كافية حتى لا يحدث له الانفصال المفاجئ أي صدمة ترتبط بميلاد أخيه..
ثانياً: مرحلة الولادة:
– قد يتصور البعض أنه من المستحب اصطحاب الطفل وقت ميلاد أخيه ، إلا أن هذا الوقت يكون مربكاً ، كما أن الأم تكون في حالة من الإعياء والألم لا تسمح لها بالاهتمام بالطفل الكبير ؛ لذا فمن الأفضل أن يقوم أحد الأقرباء كالجدة أو الخالة أو العمة بالاهتمام بالطفل في هذا اليوم وممارسته لنشاطاته العادية ، ووعده بزيارة أمه في المساء للاطمئنان عليها بعد قدوم أخيه..
– عند زيارة الطفل لأمه سواء في المستشفى أو في البيت لابد أن يجدها في حالة شوق لرؤيته ، ولتحاول قدر استطاعتها منحه ما يحتاج من الحب والاهتمام خاصة بعد غيابها عنه هذه الفترة ، ولتجعل محور حديثها معه عن فترة غيابه عنها ماذا كان يلعب وكيف كان ينام ، ثم تدعه هو ليسأل عن أخيه الصغير لتحضره له وتدعه يلمسه ويقبله..
ثالثاً: بعد الولادة:
– عند قدوم المولود الجديد لابد من الانتباه لزيادة الاهتمام بالطفل الأكبر ، وعدم التقصير في احتياجاته ، ولابد من تعاون الأب والأم في ذلك ، فعلى عكس ما يشاع فإن الطفل الأكبر يحتاج لرعاية أكبر في هذه الفترة لأن الرضيع يستوفي حاجته النفسية والجسمية من خلال الرضاعة..أما الطفل الكبير يعي ويفهم ما يدور حوله..فلابد للانتباه لحمله وتدليله والابتسام في وجهه وجلب الهدايا له والتي يمكن أن يكون صاحب فكرتها الأخ الرضيع لتزداد أواصر المحبة بينهما..كما أن مصاحبته للأب في هذه الفترة ستكون فعالة لمنح الأم الفرصة للعناية بالرضيع بحرية..
– لابد من الحرص على عدم تركه بمفرده مع أخيه لأنه قد يؤذيه من قبيل حب الاستطلاع..وفي نفس الوقت لابد من منحه فرصة للاقتراب منه ولمسه وتقبليه في وجود أحد الأبوين..
– يمكن للأم أن تكلف الطفل الأكبر ببعض المهام التي تخص الرضيع كجلب الرضَّاعة..أو تجهيز ملابسه أو التحضير لحمامه وحتى الغناء له وتهدئته عند البكاء ؛ ليشعر بالمسؤولية تجاهه ويحس بمتعة المشاركة في رعايته ومن المستحب أن تثني على سلوكياته الإيجابية تجاه أخيه وتحدِّث الآخرين عنها..
-فلتحاول الأم أن تجيب عن أسئلة طفلها عن أخيه الرضيع ، وتوضح له فارق السن بينهما وأنه مع الوقت سيكبر ويصبح مثله..
– وعلى الأم أن تصر على تعويد كل منهما على اقتسام كل شيء معًا:الحلوى والألعاب ، وتكثر من ترديد لفظ أخيك وأختك لتقريب واستشعار المعنى في ذهن كل منهما ، ولا ننسى الدعاء لهما بأن يقربهما الله ويهديهما سواء السبيل..~
يعطيج العافية على المجهود الطيب
تسلمى على الموضوع الحلو
والمميز عاششة يدينك
ان شاء الله امها عروس يسستفدون منه
تسسلملي ع المجهودات والمواضيع
التي تنزلينها بركن التربية والطفل
الله يسسعدك يارب ويحفظك
لايك + تقيم + خسم نجوم + ختم لموضوعك
دمتي بوود
وان شاء الله اششوف دائما موواضيعك المميزة
دمتي بوود
ميرسي دندون
يعطيكي العافية