تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » عندما تخرج المرأة ويبقى الرجل

عندما تخرج المرأة ويبقى الرجل 2024.


في مقال للدكتورة امل الطعيمي

تحدثت عن الأختلاف بين الرجال داخل المنزل فلكل رجل شخصيتة وطريقته الخاصة بالتعامل مع وضع الزوجة اذا مرت بظروف و اعتمدت على الزوج بالقيام ببعض الامور عنها اذا غابت عن المنزل ومن خلال النماذج نصل الى اختلاف الطباع وردود الفعل ..
وتقول فيه ………….

ثلاث زميلات فرض عليهن العمل حضور دورة تدريبية في الفترة المسائية، ومثل هذه الدورات تأتي في اوقات متباعدة، وقد لا تتكرر في العام الواحد، ولكنها ذات تأثير قوي على جدول اهتمامات المرأة المنزلية وعلى رأسها الابناء والزوج. ومهما كان دور الخادمة الا انه في النهاية لا يفي بكل المتطلبات ويتطلب الامر مساندة الزوج كأن يقوم على اقل ما يمكن ان يقوم به الرجل وهو البقاء في المنزل لمتابعة شؤون الابناء. ومع هذا تبقى الزوجة القلقة تتابع ب****** من حين لآخر.

قالت احدى الثلاث: اتصلت زميلتي بزوجها وطلبت منه ان يتابع مذاكرة احد الابناء ويتأكد ان الآخر تناول دواءه في الموعد المحدد ويحرص على ان ينام الصغير في موعده، وقد بدا لي ان الزوج يقوم بكل ما اوكل اليه من مهام على خير وجه فزميلتي كانت راضية ومرتاحة وكلمات الشكر والملاطفة التي وجهتها لزوجها تشير الى لطفه وحسن صنيعه.

وقد شجعني هذا الموقف على ان اطلب من زوجي المثل وبخاصة ان اطفالي في سن صغيرة ويكفي ان يطلب منهم والدهم التوجه الى الفراش للنوم فقط. وكنت قد اتفقت معه على تناول العشاء في الخارج بعد ان يصطحبني من مقر انعقاد الدورة وبما اننا سنكون في الخارج معا فأقل القليل ان يتأكد من نومهم قبل خروجه، فاتصلت به وليتني لم افعل اذ سرعان ما انهمرت علي اقواله كالسيل العرم موبخا ومحتجا وساخرا. اما انا فكأن صاعقة ضربت بعنف كل شعور لدي باحساسه بي وبأهمية دوري اليومي في البيت وتواجدي مع ابنائي وقيامي بواجباتي دون اعتماد عليه في اصغر الامور. اهكذا يكون دوره كأب عندما احتجت لمساندته في يوم او يومين من السنة؟ انهيت الحديث معه والغيت منه موعد العشاء

وطلبت من زميلتي ان توصلني الى المنزل لينعم هو بكل الراحة واثناء الطريق حكيت للزميلة الثالثة ماحدث في الموقفين السابقين فقهقهت عاليا وهي تقول: اما انا فزوجي لا يعلم اين اكون في هذه اللحظة!!

ثلاث صور من الحياة تعامل فيها الرجال مع موقف طارىء باساليب مختلفة احدهم كان نموذجيا بتفهمه وتعاونه والاخر كانت السلبية تؤطر تصرفه اما الثالث فيبدو مجهولا قد يعتقد البعض انه اشد سلبية من السابق وقد يرى اخرون انه بلغ من الثقة والتعاون مع زوجته كل مبلغ لدرجة انه يدرك انها لا تخرج ولا تتأخر الا لسبب ما، وعليه فدوره الطبيعي يحتم عليه ان يتواجد في المنزل لحين حضورها.

هذه النماذج تكاد تختصر صور الحياة المنزلة بين الرجل والمرأة في مجتمعنا ولكن ايهم الصواب وايهم الخطأ هذا مالا نتفق عليه وهذا ما يثير الزوابع الداخلية بين المرأة والرجل في ادارتهما للمنزل وفي كيفية اعتماد احدهما على الاخر وفهمهما وقدرتهما على توصيل الرسالة للآخر واستقبال اخرى منه. ما أبسط الحياة لو أردنا ذلك.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.