هذا الحديث من جملة الأحاديث الصحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد رواه الشيخان البخاري ومسلم في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((من قال في يوم لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد وهو على كل شيء قدير مائة مرة كانت له عدل عشر رقاب، وكتب له مائة حسنة، ومحا عنه مائة سيئة، وكان في حرز من الشيطان في يومه ذلك حتى يمسي، ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به إلا رجل عمل أكثر من عمله))،وهذا فضل عظيم وخير كثير من الله عز وجل، وإذا كان هذا الذكر عن إيمانٍ وصدقٍ وإخلاص حصل له هذا الخير العظيم، والرسول صلى الله عليه وسلم بيَّن عن الله أنه يمحو به مائة سيئة ويكتب به مائة حسنة ويكون عدل عشر رقاب، يعني: يعتقها، لكن ذكر جمع من أهل العلم أن هذا في غير الكبائر من الذنوب؛ لقوله تعالى: إِن تَجْتَنِبُواْ كَبَآئِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُم مُّدْخَلاً كَرِيمًا[1]، فالعبد إذا اجتنب الكبائر؛ كانت صلاته وطهوره ودعواته وأذكاره كفارةً لسيئاته الصغائر، وقد يمنُّ الله جل وعلا على العبد بالإكثار من الذكر فيمحو الله به عنه حتى الكبائر، ولاسيما إذا اقترنت بذلك التوبة النصوح. فينبغي للمؤمن أن تكون له نية صالحة وقصد صالح بهذه الأذكار وإخلاص لله، وصدق في قولها، مع التوبة إلى الله سبحانه، مع الصدق في توحيد الله والإخلاص له وعبادته وحده دون كل ما سواه، ثم يحمله هذا الإيمان وهذا الإخلاص على أداء الفرائض، وترك المحارم، والوقوف عند حدود الله، حتى تكفر خطاياه كلها متى قال ذلك عن صدقٍ وإخلاص وإيمانٍ صادق وتوبةٍ نصوح، وبكل حال هذه بشرى من الله عز وجل وخير عظيم للمؤمنين والمؤمنات.
والمقصود من الحديث: أن هذا الثواب يحصل للمؤمن بهذا الذكر كل يوم إذا قال ذلك صادقاً مخلصاً، ولا يجوز له أن يقيم على المعاصي، ويتعلق بهذا الحديث وأمثاله؛ لأن ذلك من أسباب حرمانه من هذا الثواب؛ للآية السابقة، وقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان كفارات لما بينهن ما لم تغش الكبائر))[2]،وفي لفظ: ((إذا اجتنبت الكبائر)) خرجه الإمام مسلم في صحيحه، والله ولي التوفيق.