تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » فضيحة الداعية

فضيحة الداعية 2024.

فضيحـة داعيـة

يا لله يا خوي ..مشتاقين نشوف الفضيحة …
أنا مشتاق أكثر منك بس الصبر زين..
طيب وش رأيك نسلي أنفسنا بشوية فيشار إلين تبدى المسرحية ..
طيب طيب
أقول : إنت شفته؟؟
من تقصد ؟؟
بطل المسرحية .
ياخي أزعجتنا …الحين راح تبدأ المسرحية وتشوفه..خلك في فيشارك أحسن!!

* * *

دار هذا الحديث في مكان معين ..وبين أشخاص معينين ..وعن شخص معين ..
أما المكان ..فكان مسرحا علق على بوابته ..لوحة كبيرة عريضة يتوسطها عنوان المسرحية المنتظرة ..مسرحية فضيحة داعية
الأشخاص المتحدثون ..اثنان من الجمهور الحاقد
الشخص الذي كان يُتحدث عنه هو بطل المسرحية…
فمن هو يا ترى ذلك البطل؟؟
البطل … رجل حاد عن الصف بعد أن كانت الجموع تنظر إليه إجلالا وتقديرا…فاللهم ثبتنا
البطل … رجل أعدته أمته لخذلان أصحاب الهوى ..فخذلها…فاللهم ثبتنا
البطل رجل .. سقط صريعا في أوحال ظلامية سوداء.. بعد أن كان يحلق بجناحين من نور ..فاللهم ثبتنا
البطل …رجل أراد أن ينشر الخير ….فنشره الشر بمنشاره ….فاللهم ثبتنا

مشاهد من مسرحية الفضيحة كان صاحبنا هو بطلها .. كان المخرج أبليس .. وكان الجمهور..كل حاقد على قافلة الدعاة..
بعد كل مشهد..
كان المخرج ..يبارك للبطل تأديته الدور المنوط بإتقان ..
وكان الجمهور الحاقد يصفق بحرارة ..
والبطل يزداد خورا ..وضعفا ..
كانت المسرحية عبارة عن ثمانية مشاهد ..ثمانية مشاهد فقط..أحكمت صياغتها..وكتبت كلماتها وأحداثها بكل مكر ودهاء..

المشهد الأول..
يتحدث صاحبنا عن الإنترنت ..وعن فوائدها في خدمة الدين ..وإقامة الحجة ..من حوله كانوا يتعجبون من حماسه ..واندفاعه ..أحد من كانوا حوله يقول بصوت خافت ..اللهم وفقه ..اللهم احفظه من أوحال الإنترنت ..

المشهد الثاني..
صاحبنا جالس أمام شاشة الكمبيوتر..يتصفح أحد محركات البحث ..ظهرت في زاوية الصفحة دعاية لموقع إباحي ..غض بصره..اقشعر جلده وانتفضت أعضاءه ..أغلق المتصفح .. قطع الإتصال ..طلب من الله المغفرة..
الجمهور لم يعجبه المشهد

المشهد الثالث..
صاحبنا يقوم بإلقاء نظرة على بريده الإلكتروني..تقع عينه على رسالة تحمل إسما صارخا..يفتحها..الرسالة تحمل رابطا لموقع جنسي..يقرر صاحبنا أن يقوم بإبلاغ المسئولين حتى يتم حجب الموقع .. ولكنه يقول سوف أتأكد وأرى بعيني ..إن كان هذا الموقع يحمل في طياته ما يستحق الحجب…..ويدق ناقوس الخطر…..ويدق ناقوس الخطر ….ويدق ناقوس الخطر……لم يغلق صاحبنا المتصفح هذه المرة ..وقشعريرة جلده كانت أقل من سابقتها..
الجمهور يصفق بحرارة ..والمخرج يهتف ..أيوه كذا …….

المشهد الرابع ..
صاحبنا يقوم بالبحث عن المواقع السيئة .. حتى يقوم بدوره في إنكار المنكر وإبلاغ المسئولين .. يمر على موقع .. يتصفحه .. يتأمله .. يتأكد من مادته هل تستحق الحجب أم لا.. لم يعد لبدنه أدنى قشعريرة… في هذه اللحظات…يدق ناقوس الخطر ….ويدق ناقوس الخطر …ويدق ناقوس الخطر… بعد ذلك يقوم بإبلاغ المسئولين …
الجمهور يصفق بحرارة ..والمخرج يهتف ..أيوه ..أيوه

المشهد الخامس..
صاحبنا .. يقوم بإضافة بعض المواقع من النوع الخاص إلى مفضلته …اكتشف طريقة جديدة لدخول المواقع التي كان يبلغ المسئولين عنها من أجل حجبها.. تمنى ان لو لم يبلغ عنها.. ساعات طويلة وصاحبنا متسمر أمام أوحال الإنترنت..
الدهشة تعلو وجوه الجماهير..فلم يكونوا ليتوقعوا أن تسير أحداث المسلسل المثيرة بهذه السرعة..

المشهد السادس..
قيام ليل ولكنه من نوع آخر يمارسه صاحبنا.. ومناجاة ولكنها تصطبغ باللون الأحمر .. ومؤذن الفجر ينادي .. ولا من مجيب.. صاحبنا تغلبه عيناه وهو على جهازه فيسقط ممددا على كرسيه .. قد أثقله التعب .. وأعياه السهر .. يفتح عينيه قبيل المغرب .. ينظر في ساعته .. يتمتم بصوت أجش .. الله يعيني على جمع الصلوات .. صلاة الفجر والظهر والعصر ……..
ويصفق الجمهور بكل حرارة …والمخرج يضحك بأعلى صوته ..بأعلى صوته….

المشهد السابع..
مجموعة من الشباب عند باب المسجد يتسائلون ..أين غدا صاحبنا ..لم نعد نراه إلا قليلا .. يقول أحدهم :
ربما كان مسافرا ..
فيجيبه الآخر:
لقد سألت أخاه فأجابني بأنه موجود..
يقول ثالث :
ربما كان مشغولا..!!
فيجيبه الأول:
وهل من شغل يشغل عن الصلاة مع الجماعة ؟؟؟
يقررون زيارته في بيته ..
يطرقون الباب .. وقع أقدام متهالكة .. يُفتح الباب .. صاحبنا يبدو بوجه شاحب وعينين كأنهما الجمر.. يصرخ في وجوه القوم قائلا:
أذهبوا عني فلا أريد أن أراكم هنا مرة أخرى …!!!!!!!
الجمهور يبدو في حالة ترقب… والمخرج أبليس يرمق البطل بنظرة ملؤها الإعجاب والتقدير..

المشهد الثامن..
بطلنا يعيش حالا غير حاله .. طموحات دونية .. واهتمامات حمقاء أو سمها إن شئت حمراء.. رجل يقول ..حسبي الله على هالانترنت ..ما جابت لنا إلا البلاوي .. وآخر ..الله المستعان الآن عرفنا من هم " المتساقطون على طريق الدعوة " وثالث : اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على طاعتك ..حديث الشارع كله عن فلان …الداعية الذي انتكس.بسبب الإنترنت.

* * *
يغلق الستار ..وتضاء الأنوار ..ويضج المسرح بالتصفيق للمسرحية الرائعة التي تفنن في إخراجها أبليس وأبدع في مباركتها الجمهور الحاقد.
يقف أبليس أمام الجمهور شاكرا لهم حسن استماعهم .. ومحرضا إياهم على الإتيان بمسرحيات أنكى .. ومسلسلات أمر وأدهى..
ثم يختم المخرج حديثه قائلا:
أحبتي ..انتهت مشاهد المسرحية ..يمكنكم الإنصراف الآن ..لا بارك الله فيكم .. ويضج المسرح بالتصفيق إعجابا وتقديرا
مهلا……مهلا….. المسرحية لم تنته بعد ..المسرحية لم تنته بعد..أقول لكم إن المسرحية لم تنته بعد..
لقد بقي المشهد التاسع .. مشهدي أنا .. المشهد الذي أخرج فيه عن النص المشئوم..
لم يتبين الجمهور صاحب الصوت ..كان الصوت منبعثا من خلف الستار الأحمر الذي أغلق قبل قليل.
وفجأة فُتح الستار بحركة عنيفة …وتبين الجمهور صاحب الصوت ..كان صاحب الصوت هو البطل.
يرتعد أبليس ..ويكاد يسقط من على خشبة المسرح ..يحاول أن يبدو متماسكا .. ولكن هيهات .. فخروج البطل عن النص قد أذهله وأرعبه.

المسرحية لم تنته بعد ..اجلسوا أيها الجمهور اللعين ..
يحاول أبليس مقاطعته .. فيرد عليه بطلنا .. أسكت لا بارك الله فيك ..
كان البطل يمسك بكتاب يجلله نور لم يعرف الجمهور كنهه ..ما إن رآه أبليس حتى صرخ : لا….
صوت البطل يرتفع .." قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم"..
ويصرخ المخرج أبليس ..اسكت ..اسكت..
يواصل البطل التلاوة .." إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون"
أبليس ينادي ..كفى
ويردد البطل.."ولا تتبعوا خطوات الشيطان" ..ثم يقول
نعم أيها الجمهور .. لقد سقطت ..ولكنها كبوة فرس..يسابق بعدها الريح ..
نعم أيها الجمهور .. لقد أذنبت ..وها أنا أعود إلى الله بعد أن أدركت قبيح ذنبي..
نعم أيها الجمهور .. لقد أبصرتم جناحي كسيرا ..فصفقتم ..ورأيتموني ذليلا فابتسمتم ..ولكني أعود الآن لا جعلكم تضربون كفا بكف ندما بعد أن كنتم تصفقون ..ولأجعلكم تبكون دما بعد أن كنتم تبتسمون..
يا ويلكم مني..
سوف تعرفون من أنا .. حق لكم تدميري ..لأنكم أدركتم خطري عليكم .. حق لكم تخديري .. لأنكم أدركتم أن ساعة إستيقاظي قد حانت.. حق لكم ثنيي عن طريقي لأنكم أدركتم أنه سيكون على أجسادكم ..وأسيادكم..
كتاب الله نوري ..ومحمد صلى الله عليه وسلم قائدي.. و سأجعل الإنترنت حقل دعوتي..لن أكرر غلطتي ..
سأجعل لي هدفا أروم تحقيقه ..سأنشى موقعا ..سأكتب رسالة ..ساقرأ كتابا ..
حياتي على الإنترنت بدون هدف حقيقي جاد ..ستعيد لي مشكلتي التي ستفرحون بها
وسأتخذ صحبة تعينني على ذلك ..وسأحدد لي وقتا ..فلن يضيع وقتي بعد ذلك سدى ..يكفي ما ضاع من عمري
لن أكرر غلطتي ..سوف تندمون..
هاأنا أنتفض عليكم بعد أن أبصرت النور ..وسوف يأتي يوم بإذن الله تعرفون فيه معنى هذه الإنتفاضة..
هاأنا أخرج عن النص ..فيا حمدا لك يا رب..

* * *
وبينما كانت الجماهير تهرول باتجاه الخارج مفجوعة مصدومة من هول ما رأت .. كان البطل واقفا أمام بوابة المسرح وقد أضاء وجهه نورا يعلق بيده لوحة العنوان الجديد ..مسرحية انتفاضة داعية

اديب منصور
منقول

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.