تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » قبل أيام قلائل كنا ندعو: "اللهم بلغنا رمضان"

قبل أيام قلائل كنا ندعو: "اللهم بلغنا رمضان" 2024.

ما أسرع ما تمضي الأيام ..
شهر رمضان، ضيف كريم استقبلناه بالأمس،

وها هو اليوم

قد انتصف..

ما أسرع أيامك يا رمضان
تأتي على شوق ولهف .. وتمضي على عجل ..
ها قد مضى النصف منك والنصف كثير

يا شهر الصيام ترفّق ..
ويا شهر القيام تمهّل ..
نفوس العابدين .. وقلوب الراكعين الساجدين .. تحنّ وتئنّ

سبحان الله..
قبل أيام قلائل كنا ندعو: "اللهم بلغنا رمضان"
ومنذ أيام قليلة هنأ بعضُنا بعضاً ببلوغ رمضان

واليوم فاجأتنا هذه الحقيقة
انقضى النصف من شهر رمضان !!

سبحان الله..
أبهذه السرعة يرحل
ضيف خفيف الظل عظيم الأجر ؟..

مضى النصف والنصف كثير
وهنا لا بد ان نقف مع أنفسنا وقفات أيها الأحباب
ماذا أودعنا هذه الأيام ؟
كيف نحن والقرآن ؟
كيف نحن وصيام الجوارح والسمع والبصر ؟
كيف نحن والقيام ؟
كيف نحن وتفطير الصائمين ؟
كيف نحن والصدقة والصلة والبر ؟
كيف حالنا مع الخشوع والخضوع والدموع ؟
هل اجتهدنا في طلب العتق أم رضي البعض أن يكونوا مع الخوالف..؟

أختـــي
هذه ليالي العتق تنقضي يوماً بعد يوم
وسرعان ما سيقال: وداعاً شهر رمضان
فهلا كانت همتنا عالية
ولسان كل منا يقول: لن يسبقني إلى الرحمن أحد

هلا جاهدنا أنفسنا وأتعبناها بالطاعة
حتى ترتاح في مستقر رحمة الله في جنة الخلد
فالعبد لن يجد طعم الراحة إلا عند أول قدم يضعها في الجنة
ها نحن في النصف الأخير من رمضان ..

وبعد أيام قلائل
يستقبل العشر الأواخر ـ من كتب الله له عمراً ـ
أفضل ليالي العام
فيها ليلة من خير شهر من حُرِمَ خيرها فقد حُرِم.
فيا لسعادة من عرف فضل زمانه
ومحا بدموعه وخضوعه صحائف عصيانه ،
وعظم خوفه ورجاؤه ، فأقبل طائعاً تائبا يرجو عتق رقبته وفك رهانه.

أحبتي ..
الأيام تمضي متسارعة
والأعمار تنقضي بانقضاء الأنفاس
وكل مخلوق سيفنى وكل قادم مغادر
وهذا شهر الرحمة والغفران يوشك أن يقول وداعاً
ولعلك لا تلقاه بعد عامك هذا .

فصم صيام مودع
وصل صلاة مودع وقم قيام مودع
وتب توبة مودع وقم بالأسحار باكياً . مخبتاً . منيباً .

وقل يارب :
هذه ناصيتي الكاذبة الخاطئة بين يديك
إلهي حرم وجهي ولحمي وعظمي وعصبي وبشرتي على النار .
إلهي لا أهلك وأنت رجائي
اقبل توبتي واغسل حوبتي وسل سخيمة قلبي
وارفع درجتي وكفــّر سيئتي وأعـتق رقبتي
يا ذا الجلال والإكرام

أختـــي
غداً يقال: انقضى رمضان
وأقبل عيد أهل الإيمان و لكن شتان !!..

شتان .. بين من يهل عليه هلال شوال
وهو معتق من النيران وقد كتب من أهل الجنان..
و بين من يهل عليه
وهو أسير الشهوات و المعاصي

قد حرم من الخيرات ، وباء بالخسران..

اللهم وفقنا للصالحات قبل الممات
وأخذ العدة للوفاة قبل الموافاة وثبت قلوبنا على دينك
اللهم واختم لنا بالصالحات
واغفر لنا ولوالدينا وأزواجنا وذرياتنا وإخواننا وأحبابنا والمسلمين .
اللهم واكتبنا جميعاً من عتقائك من النار ..

اللهم آآآمين

قال صلى الله علية وسلم: قال الله تعالى: (اعددت لعبادى ما لا عين رأت، ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر) ..

وقال تعالى:( وفي ذلك فليتنافس المتنافسون ) ..

سبحان الله وبحمه .. سبحان الله العظيم

اللهم لك الحمد والشكر كما ينبغي لجلال وجهك و عظيم سلطانك

لا اله الا الله وحده لا شريك له .. له الملك و له الحمد و هو على كل شيء قدير

الله اكبر

و لاحول ولاقوة الا بالله

اللهم صلي على سيدنا محمد وعلى آله و اصحابه اجمعين

استغفر الله العظيم الذى لا اله الا هو الحى القيوم واتوب اليه

اللهم اني استغفرك عدد خلقك و رضا نفسك و زنه عرشك و مداد كلماتك

في حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عند أحمد وصححه الألباني:
((إن لله تبارك وتعالى عتقاء في كل يوم وليلة يعني في رمضان وإن لكل مسلم في كل يوم وليلة دعوة مستجابة )) ..

فاجتهدوا ما استطعتم في إعتاق رقابكم، وفكاك أبدانكم، وشراء أنفسكم من الله جل جلاله ..

فـــإن رمضان فرصة حقيقية للاستثمار الرابح مع الله ،

فاستثمروا ما بقي من حياتكم .. وتزودوا لمعادكم قبل مماتكم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.