علينا قبل كل شئ ان نعلم بأن هذه الحالة ليست ارقا ابدا وانما هي حاجة مختصرة الى النوم, فالساعة البيولوجية في جسم الانسان هي التي تقرر موعد النوم وطول فترته, بمعنى ان الانسان الذي تعاوده هذه الحالة كثيرا قد لا يكون جسمه فعلا في حاجة الى ثماني ساعات من النوم. وبالامكان معالجة هذه الحالة بيسر وسهولة بالتأخر قليلا في الذهاب الى الفراش وعدم محاولة النوم الا عند الشعور بنعاس حقيقي وعندها ينام الانسان نوما هادئا طوال ليلته ويستيقظ نشيطا في الموعد الطبيعي. ولا يعتبر الانسان مصابا بأرق ما قبل الفجر الا اذا كان استيقاظه ابكر مما تدعو حاجته اليه, واذا وجد ان جفونه لا تعرف معنى الكرى بعد ذلك, واذا كان حرمانه من النوم بهذه الصورة يؤثر تأثيرا سيئا على ادائه اثناء النهار.
ان أي شيء يحدث خلالا في توقيت الساعة الطبيعية في الجسم يمكن ان يؤدي الى اليقظة المبكرة قبل الاوان. واول هذه الاشياء احساس الجسم بالفرق في التوقيت بسبب السفر بالطائرات في رحلات طويلة. ويكاد يكون من المستحيل على أي انسان الاحتفاظ بدورات نومه الطبيعية المألوفة عندما يكون دائم التنقل بالطائرات عبر المناطق الزمنية المختلفة.
كذلك فإن نوع العمل الذي يقتضي حدوث تبدلات منتظمة في ساعات النوم واليقظة يؤدي الى حدوث اضطراب في مواعيد النوم. فاذا كان جسم الانسان مهيأ للنوم الليلي فان انتقاله الى فترة من النوم النهاري كفيل باحداث الاضطراب ومثل هذا الشخص قد يساعده ان يكيف نفسه جزئيا وفق المواعيد المحتملة قبل حدوث التغير الكبير. وبيئة الانسان النائم ايضا قد يكون لها دور كبير في حرمانه من الراحة الليلية التامة فهل شمس النهار اذا سقطت على وجهك تطرد النوم من عينيك؟ اذن بوسعك التغلب على هذه الحالة باسدال الستائر على النافذة قبل النوم.
مغالبة الضوضاء ايضا من اسباب اليقظة المبكرة- ولا سيما بالنسبة للنساء فهن اسهل ايقاظا بفعل الضجة من الرجال. فالجسم آلية طبيعية تعمل لتجلب الانتباه عندما يكون الانسان نائما. ولسبب غير واضح فان آلية جسم المرأة اعلى مستوى من آلية جسم الرجل. فاذا كانت اليقظة تحدث بسبب حركة السير مثلا فان من السهل اغراق الضوضاء عن طريق تشغيل جهاز يطلق صوتا هادئا منتظما كالمروحة او مكيف الهواء الخافت الصوت.
وكلنا يعلم ان احتساء عدة فناجين قهوة قبيل النوم تجعل النوم صعبا. ولكن من الصحيح ايضا ان ذروة التنبه عند بعض الاشخاص تحدث بعد مرور ساعتين الى اربع ساعات على احتساء القهوة – مما يجعل من الصعب على الانسان ان يخلد الى النوم, وقد يحمله على اليقظة المبكرة قبل الاوان.
قد تظهر على النائم سيماء الهدوء ولكنه في اعماق نفسه يبقى متحفزا نفسيا وجسديا. ومن الخطأ الظن بأن النائم لا يبالي بشئ مما يدور حوله اثناء نومه اذا كان هذا الشئ قد سبب له اثناء النهار شيئا من القلق. فعقل الانسان لا يستسلم ابدا للنوم التام بل يظل يقلب الامور. فإذا كان الانسان قلقا بسبب مقابلة قادمة او مناسبة اجتماعية. فإن العقل يتولى اعداد الجسم لمواجهة هذه المناسبة. كما ان الكآبة المؤقتة لسبب من الاسباب هي من الاسباب الكلاسيكية للاستيقاظ قبل الاوان. ومن المفارقات العجيبة ان توقع حادث سعيد كالزواج او الاجازة يمكن ان يحدث نفس الشئ ويحمل الانسان على الاستيقاظ المبكر.
والحمل ايضا يمكن ان يسبب اضطرابا لحالة النوم ويرجع ذلك الى اشتداد حركة الجنين وكثرة حاجة الحامل الى التبول.
ان حالة اليقظة المبكرة الناشئة عن ضغط مؤقت قد تزول بصورة طبيعية. ولكن الانسان قد يزيد من مصاعبه بسبب هذه اليقظة اذا اتبع في معالجتها طرقا خاطئه.
على ان الانسان في مثل هذه الحالة الا يسبب لنفسه القلق بمحاولة العودة الى النوم محاولة يائسة, فكثير من المسهدين يزيدون من ارقهم بسبب اخفاقهم في العودة الى النوم, فإذا ظل النوم جافيا لك بعد انقضاء ثلث او نصف ساعة من يقظتك فغادر فراشك و أد بعض الاعمال الكفيلة بإحداث استرخاء في جسمك الى ان يعاودك التعب وعندها تحس بالحاجة للنوم.
لا تنهك جسمك بالتمرينات الرياضية العنيفة لأن ذلك من شأنه يزيد من يقظتك ( اما التمرين الرياضي المنتظم في الصباح او بعد الظهر فيساعد على استرخاء الجسم واعداده لنوم ليلي مريح).
ان اللجوء الى البراد بحثا عن لقمة من الحلوى قبل الاخلاد الى النوم او عند الاستيقاظ قبل الاوان ليس بالخطة الصحيحة, فالنوم لا يسهل على الانسان الشبعان, وربما كان ذلك بسبب عدم شعوره بالراحة, وليس هنالك ايضا ما يضمن ان شرب كوب من الحليب يمكن ان يهدهد الانسان ويحمله على النوم, فمع ان منتجات الالبان تحتوي فعلا على حامض الامينو الذي يساعد على النوم الا ان كوبا واحدا من الحليب لا يحتوي على مقدار كاف من هذا الحامض.
ان الاقراص المنومة قد تؤدي الى تأثير عكسي. وبعض الاطباء يصفون هذه الاقراص للاشخاص المصابين بتوتر قصير الامد, الا ان جميع اختصاصي النوم يستنكرون استعمال هذه الاقراص المنومة مدة طويلة. ان الاقراص المنومة بصورة عامة تعمل بنفس الطريقة, ولكن كثيرا منها يفقد مفعوله عندما يزداد تعود الجسم عليه, ويحدث ذلك بالنسبة لبعضها خلال ثلاثة ايام, وحتى عندما تؤدي هذه الاقراص مفعولها فان هناك خطورة في ان يؤثر استعمالها على الاعمال التي يؤديها الانسان من اجل التغلب على عادة الاستيقاظ المبكر قبل الاوان. فإذا استيقظ الانسان في الساعة الثالثة صباحا على سبيل المثال وتناول احد الاقراص المنومة للتغلب على الارق فإن مفعول القرص يظل قائما حتى الثامنه او التاسعة صباحا- أي عندما يكون الانسان سائق سيارته الى العمل او اثناء شروعه في العمل.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مشكووووره اختي على الموضوع
وربي يعطيك الف عافيه
اختك
بنت المملكة