دائمة ومؤقتة
يظهر لكل إنسان نوعان من الأسنان هما الأسنان اللبنية والأسنان الدائمة، الأسنان اللبنية تظهر عند الطفل من سن 6 أشهر وحتى سنتين، تكتمل فيها أسنانه وتستمر حتى 6 سنوات، تتبدل عندها أسنانه الأمامية الواحدة تلو الأخرى، وكل سن لها ميعاد تظهر فيه حتى سن 13 سنة.
والأسنان اللبنية عند الأطفال 20 سنًا وضرسًا، وعددها وحجمها أصغر من الأسنان الدائمة لدى الكبار, مع ملاحظة أن أول ضرس دائمًا يظهر عند الأطفال عند 6 سنوات، وليس قبله ولا بعده، وليس له بديل، لذلك يجب المحافظة عليه ومعرفة أنه دائم وليس كما يعتقد الآباء والأمهات أنهم ما زالوا صغارًا وستتبدل أسنانهم ويظهر ضرس جديد.
متى يبدأ الاهتمام بأسنان الأطفال؟
لا بد أن يبدأ الاهتمام بأسنان الأطفال منذ الشهر الأول للحمل, وقد يستغرب البعض هذا، ولكن الاستغراب يزول حين نعلم أن براعم الأسنان اللبنية تبدأ في التكون خلال الأشهر الأولى للحمل، ما يستدعي اهتمام الأم بالصحة العامة والتغذية المتوازنة.
وتأتي المرحلة الثانية من الاهتمام بعد الولادة مباشرة, حيث يولد الطفل وأسنانه اللبنية متكونة في عظام الفك، فيجب على الأم في هذه المرحلة إرضاع الوليد رضاعة طبيعية وعدم اللجوء للرضاعة الصناعية إلا في أضيق الحدود، فالرضاعة الطبيعية تمنع تراكم الفطريات التي تسبب التهاب اللثة في السن المبكر، فتبزغ الأسنان اللبنية محاطة بلثة ملتهبة تزيد من تراكم الصفيحة الجرثومية مسببة التسوس.
الفرشاة والطفل
يمكن للأم منذ الأشهر الأولى للوليد أن تستخدم نقاط الفلوريد بعد استشارة الطبيب، والمرحلة التالية هي مرحلة بدء بزوغ الأسنان اللبنية, وعادة ما يبدأ ذلك في الشهر السادس للطفل ويستمر حتى العام الثالث, وخلال هذه الفترة ينبغي على الأم البدء بمسح الأسنان منذ بزوغها بعد الوجبات ثم تعويد الطفل استخدام الفرشاة والمعجون، وبالطبع فإن الطفل لن يتمكن في بادئ الأمر من الإمساك بالفرشاة فضلاً عن استخدامها بالطريقة الصحيحة، وإنما المقصود أن يعتاد الطفل على الفرشاة بحيث تصبح شيئًا يوميًا في حياته.
الآباء لهم الدور الأكبر
ويستحب أن يهيئ الآباء أطفالهم للزيارة الأولى لطبيب الأسنان, ويا حبذا لو كانت لإحدى العيادات المخصصة للأطفال, حيث يتقن العاملون فيها التعامل مع الطفل ويغلب جو الطفولة على العيادة، ويقع العبء في نجاح الزيارة الأولى على كل من ولي الأمر والطبيب الذي غالبًا ما يجعل هذه الزيارة دون علاج، بل يخصصها لتعريف الطفل بالعيادة وأدواتها وإهدائه لعبة، ما يضفي على العلاقة بين الطفل وعيادة الأسنان روح الصداقة والود، ولهذا ينبغي أن تتم هذه الزيارة في وقت لا يشعر فيه الطفل بمشكلة أو ألم في أسنانه.
أسباب خوف الأطفال
خوف الأطفال من طبيب الأسنان ومن الأطباء بصفة عامة أمر شائع، ولهذا الخوف أسباب متعددة يجب التنبيه قبل سردها على أنه لابد من تعاون كل من المربي والطبيب في التخفيف من هذا الخوف:
1 التجربة السلبية السابقة سواء مر بها الطفل نفسه أو سمعها من أقرانه أو حتى من أحد والديه.
2 ويقع الآباء أحيانًا في خطأ كبير عندما يزرعون الخوف في نفوس الأطفال وذلك بتهديدهم بالطبيب أو بالمحقن الخاص به.
لذا يجب الكف عن هذا الأسلوب كلية.
3 وجود الطفل بين أيدي غرباء [طبيب وممرضة] يعملون بأدوات كثيرة في مكان لا يراه، ويتوقع منه الألم في كل لحظة، وهنا يبرز دور طبيب الأسنان المتخصص في علاج الأطفال؛ حيث ينبغي أن يتفهم الطفل هذه الأحاسيس المصاحبة للطفل ويسعى لإزالتها, وذلك بتعريف الطفل على الأدوات قبل استعمالها, أو جعله يشاهد طفلاً آخر يتعالج, وكذلك استخدام المرآة أثناء العلاج ليرى الطفل ما يدور داخل فمه فتطمئن نفسه، وغالبًا ما يبدع الطبيب المتخصص في علاج الصغار في أساليب إبعاد تفكير الطفل عن الألم والخوف بالحديث معه في أمور بعيدة كرواية قصة أو الكلام عن شخصية أطفال محببة أو نشيد العيادات المفضل.
إن التعامل مع الطفل بطريقة تبدد خوفه يحتاج لدراسة وممارسة ووقت.
العناية بأسنان الأطفال:
1 الكشف الدوري للأسنان لمعرفة الموعد المناسب لخلع الأسنان المؤقتة عند ظهور الأسنان الدائمة.
2 عمل حشوات للأسنان للمحافظة عليها أطول فترة مكنة لحين موعد ظهور الأسنان الدائمة.
3 وضع مادة الفلوريد للمحافظة على الأسنان من التسوس لتبقى أطول فترة ممكنة.
4 استعمال فرشاة الأسنان بأشكال جذابة وألوان مختلفة لتشجيع الأطفال على استعمال الفرشاة يوميًا.
5 استخدام معاجين أسنان بالفلوريد وذات ألوان فسفورية, وحسن معاملة الطبيب بعمل علاقة طيبة تجعل الطفل يحب زيارة طبيب الأسنان.
تسوس الأسنان:
وهو مرض خطير على الأسنان, يؤدي إلى تنخر جسم السن وتآكله بفعل بعض الجراثيم التي توجد بشكل طبيعي في فم الطفل.
أسباب التسوس:
1 الإكثار من تناول الطفل للحلويات والبسكويت والشوكولاتة بين وجبات الطعام.
2 تناول المواد النشوية بكثرة كالأرز والخبز والبطاطا.
3 ضعف الجسم العام.
4 التغذية غير المتوازنة، وخاصة نقص الحديد والكالسيوم والفوسفور من غذاء الطفل.
5 عدم الاعتناء بنظافة أسنان الطفل وترك فتات الأطعمة بينها لاعتقاد الأهل الخاطئ أنها ستسقط فيما بعد إن كانت الأسنان اللبنية.
الأعراض:
يبدأ تسوس الأسنان دون ألم فلا يشعر به الطفل أو الأم. أما في المراحل المتقدمة يؤدي المرض إلى تكون خراجات صغيرة في جذر السن أو اللثة تسبب آلامًا مزعجة، وتصبح رائحة فم الطفل كريهة. وتبدأ صحة الطفل بالتدهور، فيصاب بفقد الشهية واضطرابات هضمية، وقد يمتد الالتهاب إلى عظم الفك فيتورم وترتفع الحرارة. يبدأ تسوس الأسنان اللبنية بين السنة الرابعة والثامنة، أما الأسنان الدائمة فيكثر حدوث التسوس فيها بين السنة الرابعة عشرة والثامنة عشرة.
الوقاية:
يجب ألا تهمل الأسنان البنية وأن يعتني بنظافتها، لأن أية إصابة في جذورها تسبب بيئة غير ملائمة لظهور الأسنان الدائمة، كما أن السقوط المبكر للأسنان اللبنية يسبب تشوهات في ظهور الأسنان الدائمة، كما يجب الاعتناء بتغذية الطفل خصوصًا فيما يتعلق بنمو الأسنان وبنيتها.
المعالجة:
يجب أن تعالج الأسنان اللبنية من قبل أخصائي في طب الأسنان, فيستأصل الفاسد ويعالج المرض قبل انتشاره بمداواة بدء التسوس وإعطاء المضادات الحيوية والمواد الدوائية الضرورية لذلك, خاصة الفيتامين ‘أ’ الموجود في السمك والكالسيوم والفوسفور، أما معالج تسوس الأسنان الدائمة يجب أن يستشار من أجلها طبيب الأسنان.
منقول للافادة