لَقَدْ أَوْدَعَ اللهُ في جَسَدِ الإنسانِ ما يُثْبِتُ أنهُ سَيَعُودُ لِلْحَيَاةِ مَرَّةً أُخْرَى؛ قال -صلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-:
(إنَّ في الإنسانِ عَظْماً لا تَأْكُلُهُ الأَرْضُ أَبَداً، فيهِ يُرَكَّبُ يومَ القِيامةِ. قالُوا: أيُّ عَظْمٍ هُوَ، يا رَسُولَ اللهِ؟ قال: عَجْبُ الذَّنَبِ)]رواهُ مُسْلِمٌ[.
وهو آخِرُ جُزْءٍ في العَمُودِ الفِقَرِيِّ يَدَّعِي مَنْ يُنْكِرُ البَعْثَ أنَّ الإنسانَ بعدَما يَصِيرُ تُرَاباً أنه لنْ يعودَ للحياةِ مَرَّةً أُخْرَى؛ لِذَلِكَ أَوْدَعَ اللهُ -تَعَالَى- شيئاً عَجِيباً في جِسْمِ الإنسانِ، وهو جُزْءٌ صَغِيرٌ جدًّا في أسفلِ العَمُودِ الفِقَرِيِّ، يُسَمَّى عَجْبَ الذَّنَبِ.
يبدأُ جِسْمُ الإنسانِ بالتَّحَلُّلِ والتَّفَكُّكِ بعدَ مَوْتِه، ثمَّ يَفْنَى الجَسَدُ، باستثناءِ عَجْبِ الذَّنَبِ هذا.
قامَ العُلَمَاءُ باخْتِبَار هذا الجُزْءِ مِنَ الإنسانِ، فَعَرَّضُوهُ لِأَقْوَى العَوَامِلِ مِنَ السَّحْقِ والضَّغْطِ والحرارةِ، فَتَبَيَّنَ ثَباتُ هذا العَجْبِ مَهْمَا كانَتِ الظُّرُوفُ.
يقولُ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ-: (كُلُّ ابنِ آدَمَ تَأْكُلُ الأَرْضُ، إلا عَجْبَ الذَّنَبِ، مِنْهُ خُلِقَ، وفيهِ يُرَكَّبُ). ]رَوَاهُ البُخَارِيُّ ومُسْلِمٌ وغَيْرُهُما[.
مكانُ عَجْبِ الذَّنَبِ في جِسْمِ الإنسانِ (الجُزْءُ الأَصْفَرُ الذي في آخِرِ العَمُودِ الفِقَرِيِّ.
سُبْحَانَ مَنْ عَلَّم هذا النَّبِيَّ الرَّحِيمَ –صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ-! لوْ لَمْ يَكُنْ مُحَمَّدٌ –صَلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ– رَسُولَ اللهِ وخاتمَ أنْبِيَائِهِ، فَهَلْ مِنَ الْمَنْطِقِ العِلْمِيِّ أنهُ كانَ سَيَعْلَمُ بِحَقِيقَةٍ عِلْمِيَّةٍ دَقِيقَةٍ لَمْ تَنْكَشِفْ أمامَ العُلَمَاءِ إلَّا في نِهَايَةِ القَرْنِ العِشْرِينَ الْمِيلَادِيِّ؟!
موقع سند كيدز
http://go.3roos.com/laqz3oDdOmL
جزاك الله خير الجزاء .. وبارك فيك