تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » مشكلة غلاء المهور

مشكلة غلاء المهور 2024.

[MARQ=LEFT]غلاء المهور .. ..[/MARQ]

قال سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبدالله بن باز ، المفتي العام للملكة العربية السعودية ورئيس هيئة كبار العلماء إن غلاء المهور مشكلة اجتماعية ، ويجب التعاون بين الدولة والعلماء وأعيان البلاد في حلها ،

وذكر سماحة الشيخ ابن باز عدداً من الأحاديث التي تدل علي شرعية التسامح في المهور وعدم التكلف في الولائم .

أما الشيخ صالح بن غصون عضو هيئة كبار العلماء بالسعودية فقد أشار إلي أن في غلاء المهور أكثر من مفسدة من تبذير للمال وفتح باب التقليد بين الناس وإنفاق الأموال فيما ليس فيه حاجة .

وقد وردنا عدد من الأسئلة من القرء والقارئات حول هذا الموضوع ، ونظراً لأهميته بسبب استفحال مشكلة غلاء المهور والإسراف في الأعراس ننشر فتاوي العلماء وتوجيهاتهم في هذا الموضوع ، وفيما يلي نصها :

 ما رأي سماحتكم في ما انتشر في بلاد المسلمين من المغالاة في المهور والإسراف في حفلات الزواج ، حتى صار الزواج أمراً متعسراً علي كثير من الشباب الذين لا يمكنهم دفع المهر الغالي وما يتطلبه العرس ، كما سببت هذه الظاهرة عدداً من المشاكل بسبب بقاء الكثير من الشباب دون زواج ، وانتشار العنوسة ، فما هو رأيكم في حل هذه المشكلة ؟

– سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز : غلاء المهور مشكلة اجتماعية يجب التعاون بين الدولة والعلماء وأعيان البلاد في حلها وذلك بالتواصي بتخفيف المهور وبيان فوائد ذلك وفعل ذلك عملياً حتى يقتدي بمن فعل ذلك من الأمراء والعلماء والأعيان .

وقد ثبت من حديث السيدة عائشة رضي الله عنها أن النبي صلي الله عليه وسلم لم يصدق أحداً من نسائه أكثر من خمسمائة درهم ، وهو صلي الله عليه وسلم القدوة في أقواله وأعماله ، وقد روي عنه صلي الله عليه وسلم أنه قال : خير الصّداق أيسره ، وقال عليه الصلاة والسلام أبركهن أيسرهن مهورا وقد زوج صلي الله عليه وسلم أحد أصحابه امرأة علي أن يعلمها شيئاً من القرآن الكريم حين لم يجد عنده مالاً .

وأشار سماحة الشيخ ابن باز إلي أن الأحاديث عن النبي صلي الله عليه وسلم والآثار عن السلف الصالح كلها تدل علي شرعية التسامح في المهور ، وعدم التكلف في الولائم ، ولا شك في أن التسابق في هذه الأمور يسبب مبادرة الشباب للزواج وإعفاف الكثير منهم ومن الفتيات ، وحماية المجتمع من مكائد الشيطان ونزغاته ، لقول النبي صلي الله عليه وسلم : يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج ، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء متفق عليه .

أما الشيخ صالح بن غصون ، فقد قال جواباً عن هذا السؤال :
هذا الموضوع فيما أعلم تكلم عنه كثير من المشايخ والخطباء والكتاب ، وأمره واضح وذلك أن المغالاة في المهور أو المغالاة مثلاً في الحفلات والولائم وما إلي ذلك هذا كله عمل غير مرغوب فيه ، وهو عمل سييء في الحقيقة وفيه أكثر من مفسدة ، ومنها أنه تبذير للمال دون حاجة ودون مصلحة ، ومنها أيضاً أن الإنسان إذا توسع في هذه الأمور قلدّه غيره وتابعَه ، وفتح علي الناس باب سوء ، وصار الناس يتتابعون في التوسع في الحفلات والمغالاة في المهور وما إلي ذلك ، وهذا الإنفاق تبذير للأموال في غير ما مصلحة ولا طائل لا للإسلام ولا للمسلمين المحتاجين والفقراء البعيدين والقريبين ، ثم إن الكثيرين من الشباب لا يستطيعون مجاراة هؤلاء وهم في أول الطريق ، منهم الذي يدرس ومنهم المتخرج لتوه وما زال يلتمس عملاً ، والأمر يحتاج مثلاً إلي مائة ألف أو مائتي ألف لأجل السيارة والسكن والمهر والوليمة ، فمن أين يأتي الطالب بمائتي ألف أو مائة وخمسين ألفا ؟ من أين يحصل الشاب الناشئ واليتيم أو الذي أبواه فقيران ، من أين يحصل علي سكن ومن أين يحصل علي سيارة ومن أين يحصل علي مائة ألف يجهز بها زوجته ؟ هذا كله في الحقيقة عمل باطل ولا يقبله أي إنسان مخلص لله ولعباد الله أبداً ومن كان عنده زيادة مال ، فإن أبواب ومجالات الخير واسعة .
والحمد لله يبني مسجداً أو يمد إخوانه المنكوبين والذين هم في مآسٍ ومشاكل في أي مكان .

العدد (10) يوليو 1997 ـ ص : 34
من مجلة الفرحة

جزيتِ الجنة!!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.