تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » من أسباب ذهاب لذة الطاعة والعبادة

من أسباب ذهاب لذة الطاعة والعبادة 2024.

  • بواسطة

من أسباب ذهاب
لذة الطاعة والعبادة

الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، أما
بعد:

إن المسلم قد يكون عاملاً خيراً ولكنه يحرم لذة العبادة ومناجاة الله

ـ عز وجل ـ بسبب الذنب يصيبه.
عقوق الوالدين:
ومن الذنوب التي قد تكون سبباً في ذهاب لذة الطاعة والعبادة : عقوق الوالدين فإنه من كبائر الذنوب.
قال تعالى: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ
وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا
أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا
قَوْلاً كَرِيماً {23} وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل
رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً {24} رَّبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا
فِي نُفُوسِكُمْ إِن تَكُونُواْ صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلأَوَّابِينَ
غَفُوراً}

فأمر الله ببر الوالدين بعد عبادته مباشرة، وقال – صلى الله عليه
وسلم – : ((لا يدخل الجنة عاق))، والجنة تحت قدم الأم، ورضا الله برضا الوالدين،
وسخطه بسخطهما.

فعلى من يغضب والديه أو أحدهما أن يقبل رأسهما
ويدهما ويستسمحهما على ما مضى، وأن يطلب منهما العفو والمسامحة، وأن يطلب منهما أن
يدعوا له بالتوفيق والسداد؛ فقد يكون الحرمان من لذة الطاعة بسبب إغضاب الوالدين أو
أحدهما، فيجب التنبه لهذا فإنه مهم.

وقد جاء رجل إلى رسول الله – صلى
الله عليه وسلم – ليجاهد في سبيل الله وليبذل نفسه في سبيل الله ولكنه ترك والديه
يبكيان على فراقه وسفره فقال له النبي -صلى الله عليه وسلم-: ((اذهب فأضحكهما كما
أبكيتهما)).

وجاء رجل من أهل اليمن حاجاً ومعه أمه يحججها فجعل يطوف بها وهي على
ظهره لعجزها عن المشي فلقي عبد الله بن عمر – رضي الله عنهما – فسأله: هل ترى أني
أديت أمي حقها؟ فقال له ابن عمر – رضي الله عنه -: ولا بزفرة من زفراتها حين
الولادة!! [يعني طلقة من طلقاتها].

فسبحان
الله!!

ما أعظم حق الوالدين، وما أحسن البرَّ وما أعلاه من عمل
صالح.

فيا خيبة وخسران من أدرك أحد والديه حياً ولم يغفر
له!

فقد جاء جبريل وقال للنبي – صلى الله عليه وسلم- : ((رغم أنف امرئ
أدرك أبويه حياً ولم يغفر له، قل: آمين )) فقال النبي – صلى الله عليه وسلم- :
((آمين)).

فأسأل الله أن يوفقنا لعمل الخير، وأن يكسب جميع من بقي والداه على
قيد الحياة رضاهما، وأن يسدد خطانا.

الغيبة:
ومن الذنوب التي تذهب لذة العبادة:
الغيبة.

والغيبة من كبائر الذنوب ومما جاء فيها التهديد والوعيد في الكتاب
والسنة. قال تعالى:{ولا يغتب بعضكم بعضاً أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتاً
فكرهتموه واتقوا الله إن الله تواب رحيم}.

وقال النبي – صلى الله عليه وسلم –
: ((الغيبة ذكرك أخاه بما يكره)).

وقال النبي – صلى الله عليه وسلم –
لإحدى أمهات المؤمنين – رضي الله عنها – لما قالت عن صفية – رضي الله عنها -: حسبك
من صفية أنها قصيرة فقال النبي – صلى الله عليه وسلم -: ((لقد قلتِ كلمة لو مزجت
بماء البحر لمزجته)).

وقال النبي – صلى الله عليه وسلم -: ((يا معشر من
آمن بلسانه ولم يدخل الإيمان في قلبه، لا تغتابوا المسلمين، ولا تتتبعوا عوراتهم،
فإنه من تتبع عورة أخيه المسلم تتبع الله عورته، ومن تتبع الله عورته يفضحه ولو في
جوف بيته)).

فيجب علينا ترك الغيبة، ويجب المداومة على الطاعة فهي من أسباب حصول
الخشوع والخضوع للرب المعبود.

والنصيحة على قدر الحاجة ليست من الغيبة في شيء بل
هي واجب شرعي، وكذا التحذير من أهل البدع والأهواء والفساد والعناد هو من النصيحة
الشرعية.

واعلموا إخواني في الله أن فعل النوافل من السنن الرواتب والوتر
وصلاة الضحى والصلاة بين المغرب والعشاء من الأمور التي تحبب إلى الله وتحب الله
إلينا.

والنوافل بمثابة السياج للمحافظة على الفرائض، وكذلك النوافل بمثابة
ما يدخره الإنسان عند وقوعه في دين بسبب نقص شيء من
الواجبات.

وقد يفعل الإنسان الطاعة ولا تكون له فيه نية فسبب مداومته عليها،
وسؤال الله التوفيق والبعد عن المعصية فيوفقه الله ويصلح نيته ويوفقه
للإخلاص.

قال حبيب بن أبي ثابت – رحمه الله -: طلبنا هذا الأمر وليس لنا فيه
نية ثم جاءت النية بعدُ، وقال سفيان الثوري -رحمه الله -:كنا نطلب العلم للدنيا
فَجَرَّنَا إلى الآخرة. وهذا بسبب حرصهم ومداومتهم عليه فأعقبهم الله حلاوة في
قلوبهم.

فنصيحتي لنفسي ولكم:
أولاً: أن نرضي والدينا،
وتستسمحهما، ونطلب رضاهما، وأن نطلب منهما أن يدعوا لنا – إن كانا على قيد الحياة
-.

ثانياً: ترك الغيبة والتوبة من الغيبة السابقة، والندم على ما فعلنا
سابقاً، والبعد عن مجالس الغيبة، فإذا اغتاب أحد أمامنا فيجب أن ننكر أو نقوم من
المجلس إن أصر أصحابه على مداومة الغيبة.

ثالثاً: الحرص على نوافل الطاعات
والعبادات ومجاهدة النفس على فعل الخيرات.

رابعاً: الابتهال إلى الله والتوسل
إليه، والاستغاثة به ليتقبلنا عنده من الصالحات
التقيات.

خامساً: الإكثار من ذكر الله وقراءة
القرآن.

سادساً: البعد عن فضول الكلام والطعام، والبعد عن مجالس اللغو،
والبعد عن مجالسة أهل الدنيا.

والحرص على مجالسة الصالحين وسماع المحاضرات
والمواعظ وقراءة الكتب النافعة. وقراءة سيرة النبي – صلى الله عليه وسلم – ، وسيرة
الخلفاء الراشدين – رضي الله عنهم -.

هذا وأسأل الله لك التوفيق والسداد
، والهدى والرشاد.

والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد. موقع
الشيخ ابن باز

مشكوره
بارك الله فيك وجزاك الف خير وجعلك ممن تدخلى للجنه بلا حساب وجعلنا الله من المطيعين له والمرضيين لوالدينا امين
ربي يزيل غمتنا جميعا عاجلا غير اجل ويحرر بلادى عاجلا غير اجل من الظالمين امين

يعطيك العافيه

الله يرحمنا برحمته

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.