وقال عطاء – رحمه الله -: " مجالس الذكر هي مجالس الحلال والحرام، كيف تشتري وتبيع وتصلي وتصوم وتنكح وتطلق وتحج وأشباه هذا " الأذكار ( ص 9 ).
وسئل أبو عمرو بن الصلاح – رحمه الله – عن القدر الذي يصير به من الذاكرين كثيرا والذاكرات، فقال: إذا واظب على الأذكار المأثورة المثبتة صباحا ومساء في الأوقات والأحوال المختلفة ليلا ونهارا كان من الذاكرين الله كثيرا والذاكرات، والله أعلم.
وينبغي أن يكون الذاكر على أكمل الصفات، فإن كان جالسا في موضع استقبل القبلة، وجلس متذللا متخشعا بسكينة ووقار.
ولا شك أن الذكر مأمور به، وهذا الأمر بذكره يكون مطلقا ومقيدا، فهو مطلق بالنسبة للأزمان، ومقيد بالنسبة للعبادات، فكما أنه لا يجوز لأحد أن يقول لا إله إلا الله ألف مرة في السجود أو الركوع لأنه خرج عن رسم الشريعة مع دخوله في العموم؛ فكذلك لا يجوز له أن يأتي بذكر في موطن جاءت السنة بالذكر فيه على نحو معين، بخلاف ما جاءت به السنة.