يقول " فيكتور هوجو" الشاعر الفرنسي العظيم:
" الجمال هو قبس من نور الله.. أرسله إلى الأرض ليعلم الناس الحق.. ويهذب نفوسهم.. ويطبع قلوبهم بطابع الحب والشعور.. من يحب الجمال يرى النور"
* وقال" شكسبير" شاعر الإنجليز والكاتب المشهور:
" ليس الجمال في حاجة إلى تدليل أو تبيان.. ألا تراه يأخذ بمجامع القلوب.. ويخطف الأبصار..؟ إن الجمال الصحيح نور..أو قبس من نور الله.. وضوء من أضواء الطبيعة"
الجمال هل له مفهوم عام يتفق عليه الجميع, أم أنه مفهوم يختلف من شخص إلي آخر؟..
والجمال مسألة نسبية لا يتفق معها الجميع ولا يختلف ، فلا يتفق أحد علي مفهومه أو معناه أو مواصفاته ، لكنهم يتفقون ويختلفون .
فهناك من يرون المرأة الجميلة هي الوادعة الناعمة وهنالك من يرونها البيضاء وآخرون يرونها السمراء ، حتي الشعوب تختلف وجهة نظرهم في الجمال ، ومقاييس الجمال ففي اليابان يعشقون المرأة الناعمة الرقيقة الهادئة الصوت ذات الأقدام الصغيرة والمشية المتقاربة, أما رائحة الأنثى خاصة رائحة الفم والشعر فكانت أهم معيار للجمال عند بعض الشعوب كالاسكيمو والهنود الحمر.. لذا تحرص نساؤهم علي وضع الزيوت العطرية علي الشعر مع مضغ بعض النباتات التي تطيب رائحة الفم, حيث يلقي علي عاتق الخاطبة مهمة اختبار رائحة المرأة المستهدفة قبل خطبتها.
أما الفراعنة بحسب صحيفة "الأهرام " فكانوا يهتمون بالعيون أكثر من غيرها لذلك بحثوا عن أجود أنواع الكحل لاعتقادهم أنه يزيد المرأة سحرا وجاذبية.. وإذا عرفنا أن الملكة كليوباترا لم يكن طولها يتجاوز150 سم لعرفنا أن الطول الفارع لم يكن يهمهم علي الإطلاق.
أما في أفريقيا فيزداد مهر المرأة في بعض القبائل كلما ازداد سواد بشرتها.. فالسواد عندهم ليس دليلا علي الجمال فقط بل دليل علي صفاء العرق, والشعر الطويل عندهم ليس من علامات الأنوثة لذا نجدهم يقومون بحلق رءوس الفتيات تماما, كما تعجبهم السمنة والأرداف الممتلئة والأكتاف أيضا.
وتهتم بعض القبائل في جنوب السودان وبعض الدول الأفريقية بعمل شقوق علي وجه المرأة منذ ولادتها وكذلك بطنها ويديها ويعتبرون المرأة غير( المخمشة) ناقصة لا تصلح للزواج, أما الشعر العربي فسجل أن البدانة كانت دائما من أهم مقاييس الجمال العربي فقد كانت المرأة العبلاء هي المرأة الجميلة في نظر العرب والعبلاء هي من كان أعلاها خفيفا وأسفلها كثيبا وكانوا يتعوذون بالله من الزلاء أي خفيفة الشحم أعوذ بالله من زلاء ضاوية كأن ثوبيها علقا علي عود كما وصف العرب البدينة بخرساء الأساور لأن البدانة تمتد الي الرسغ فتمنع ارتطام الأساور فتصبح خرساء.
هرمونات الأنوثة
والسؤال الذي يتبادر إلي الذهن بعد هذا العرض هو ما الذي يجعل امرأة تبدو جذابة في عيون رجل ما في حين أنها قد لا تهز شعره في رأس رجل آخر؟ الإجابة توضحها الدراسة التالية التي أثبتت أنه كلما ارتفع مستوي الهرمون الأنثوي الاستروجين في الجسم ازدادت جاذبية المرأة في أعين الرجل.. ليس هذا فحسب بل أنه كلما ارتفع مستوي هذا الهرمون تمتعت المرأة بعينين أوسع وفكين أصغر وشفاه ممتلئة وشعر غزير وهي الصفات التي ينجذب إليها الرجال دون ان يعرفوا السبب.. هذه الحقيقة تم اكتشافها مؤخرا في جامعة سانت اندرو بعد أن جمعت الدكتورة مريام سميث صور56 طالبة تتراوح أعمارهن بين18 و24 عاما وعرضتها علي30 طالبا بغرض تقييمها من حيث الجمال والجاذبية وتناسق الملامح وفي نفس الوقت أجرت تحليلا لمستوي هرمون الاستروجين المسئول عن خصوبة المرأة ومنها الملامح الأنثوية.
وأكدت نتائج الدراسة وجود علاقة بين الخصوبة من جهة وما نعتبره جمالا من جهة أخري, وكشفت دراسة أخري أجراها العلماء في جامعة جاجيلونيون في بولندا أن النساء الباربي اي ذوات الخصر النحيل والصدر الكبير والسيقان الطويلة أكثر خصوبة من غيرهن نتيجة لارتفاع مستوي هرمون الأنوثة لديها بالمقارنة بالأخريات بنسبة30% ولهذا اكتشف فريق البحث أن الرجال ينجذبون تلقائيا للجميلة التي تتمتع بمقاييس الجمال السابق ذكرها ويرونها الأكثر جاذبية, دون وعي منهم أنها أيضاً الأكثر خصوبة.
البيضاء أو السمراء
أما بالنسبة للون البشرة ولمعرفة هل السمار أجمل من البياض ام العكس أجري أطباء الأعصاب في جامعة باريس اختبارات في الرياضيات والمعلومات لأكثر من200 رجل, وفي منتصف كل اختبار عرضوا عليهم صور نساء يتمتعن بألوان بشرة وشعر مختلفة.. وبعد تقييم النتائج اتضح ان الرجال يصابون بالغباء ويتصرفون بحماقة حين يرون أمرأة شقراء في حين يرتفع ذكاؤهم أو يظل ثابتا مع ذوات الشعر الأسود, ليس هذا فحسب بل اتضح أيضا ان الرجال الذين لم تعرض عليهم صور الشقراوات حققوا درجات أعلي من بقية زملائهم ولم تظهر في أدمغتهم مؤشرات هبوط كهربائي.
وعلق د. ثييري ماير أستاذ علم الأعصاب المشرف علي الدراسة علي هذه النتائج قائلا: يبدو أن ذوات الشعر الأشقر يجذبن الانتباه ويثرن الرجال فيتشتت تركيزهم حتى في حال تساويهن في الحسن والجمال مع بقية النساء ويضيف ان اهتمام الرجال بالشقراوات ظاهرة عالمية, وفي المقابل أثبتت تجربة جامعة سيتي بلندن ميل الرجال الأذكياء فقط إلي السمراوات لاعتقادهم أنهن أكثر ذكاء وفطنة, شملت التجربة1500 رجل عرضت عليهم صور عارضات أزياء بشعر أشقر وداكن وطلب منهم استنتاج شخصية كل عارضة من خلال صورها.. فوصف81% من الرجال ذوات الشعر الداكن بالذكاء والاستقلالية وحدة الذهن في حين وصف19% فقط ذوات الشعر الأشقر بهذه الصفات.
اتمنى الموضوع يكون عجبكم
مستنيه ردودكم