التتزايد شكوى الآباء من سيطرة انفعالات الخوف على أبنائهم، لا سيما في مرحلة المراهقة، ويعزوها خبراء النفس والتربية إلى عوامل عدة يمكن التغلب عليها بالتربية الصحيحة، توفير الاستقرار داخل المنزل، عدم استخدام العقاب أو الترهيب في التعامل مع المراهق، وضرورة توجيهه نحو تفكير عقلاني وثقة بالنفس.
في دراسة أخيرة له، يلفت الدكتور هاني فكري (خبير نفسي) إلى ضرورة مواجهة المخاوف المرضية لدى المراهقين، وانتباه الوالدين في وقت مبكر إلى تصاعد نسبة الاضطرابات النفسية مثل القلق والاكتئاب والوسواس القهري، فضلاً عن استشارة طبيب متخصص لتحديد العلاج اللازم والوقاية من مضاعفات المرض قبل وصوله إلى مرحلة مزمنة.
كذلك أظهرت الدراسة التأثير الذي تحدثه انفعالات الخوف على المراهق، لا سيما منعه من التركيز الذهني والتحصيل الدراسي والتواصل في محيط الأسرة والمجتمع، ميله إلى العزلة وعدم الرغبة في الخروج من المنزل، ممارسة سلوكيات عنيفة، عدم تقبل الرأي الآخر، الشعور بالاضطهاد، ناهيك بإصابته بالقلق والاكتئاب القهري.
يحذّر فكري الآباء من إجبار أبنائهم، سواء كانوا أطفالاً أو مراهقين، على مواجهة المواقف التي تثير لديهم انفعالات الخوف بالقوة أو بطريقة تجعلهم ينفرون منها وتعمق لديهم مشاعر سلبية، موضحاً أن هذه التصرفات تؤثر في سلوكياتهم بشدة، وتلاحقهم في مراحل متقدمة من أعمارهم.
وينصح فكري الآباء بالتعرف إلى أسلوب التربية المناسب في كل مرحلة عمرية يمرّ بها أبناؤهم، والتغيرات النفسية والفسيولوجية التي ترافقها والاكتشاف المبكر للأعراض، لا سيما القلق والاكتئاب، مؤكداً ضرورة مراعاة مشاعر المراهق والتدقيق في سلوكياته.
كذلك ينصح الدكتور بضرورة اعتماد الوالدين والمسؤولين في المدرسة أساليب تربوية صحيحة، أبرزها: عدم تأنيب المراهق، الإنصات الجيد إلى آرائه، عدم مقاطعته، اللجوء إلى الحوار الهادئ كلغة للتفاهم، تحفيزه على التحصيل الدراسي، اكتشاف مواهبه الفنية والأدبية وتشجيعه على ممارستها في أوقات الفراغ.
هزات نفسية
يعــــــــــزو الدكــــتــــــــــــور يســـــــــــري عبد المحسن (أستاذ الطب النفسي والأعصاب في كلية الطب في جامعة القاهرة) الهزات النفسية لدى المراهق إلى وجود فارق كبير بين نموه الجسدي وعدم نضجه النفسي والعاطفي، فيشعره بأنه ما زال طفلاً من ناحية سطحية عواطفه، اعتماده على أسرته مادياً واجتماعياً، وعدم قدرته على التفكير العقلاني واتخاذ القرارات السليمة.
ينصح عبد المحسن الآباء، في تلك المرحلة، بتوجيه الأبناء إلى طاقات وأنشطة اجتماعية، ممارسة هوايات كالرياضة والفن والأدب، تشجيعهم على القراءة، تخصيص أوقات للمناقشة معهم، تربيتهم على حب المعرفة والاطلاع واحترام الرأي الآخر، مع ضرورة عدم إثارة قلقهم أو تخويفهم بالعقاب أو الحرمان من التنزه.
يضيف: «على الآباء ترويض أنفسهم على عدم القلق على أبنائهم بأسلوب مبالغ فيه وإخفاء قلقهم كي لا تنتقل عدواه إلى المراهق، التقليل من عبارات التحذير والانتقاد لسلوك الأبناء، والامتناع عن الأساليب الخاطئة في التربية كالتأنيب والاستهزاء والسخرية».
يشير الدكتور وليد نادي (باحث تربوي) بدوره إلى أن انفعالات الخوف تؤدي إلى سيطرة القلق على المراهق، وربما يتحول بمرور الوقت إلى قلق مزمن وخوف مرضي يرافقه إحباط واكتئاب وسلبية وضعف الثقة بالنفس، وغياب قيم الاحترام والتعاطف.
يضيف: «تؤشر تلك الانفعالات السلبية إلى التربية الخاطئة، افتقاد الطفل أو المراهق إلى الرعاية والدفء الأسري، غياب الدور المدرسي عن توجيه طاقات التلامذة إلى أنشطة إيجابية، عدم الاهتمام بالجانب النفسي، وربما يكرّس عقاب المعلم الخوف في نفس التلميذ ويدفع أقرانه إلى السخرية منه، وتكون النتيجة انطواء المراهق وعدم قدرة على اتخاذ قرار».
ويوضح نادي أن المراهق يفتقد في بعض الحالات إلى القدوة المثالية، وربما يتسبب شجار الوالدين بإصابة الأبناء بأمراض نفسية وعصبية كالاكتئاب والقلق، مشدداً على ألا بديل عن الاستقرار العائلي والتربية الأخلاقية للأبناء، وحمايتهم من المضاعفات المرافقة للخوف ودخولهم في مرحلة متأخرة من المرض.
يرى نادي أن التربية الصحيحة تعني تعامل الآباء مع الأبناء وفق مراحلهم العمرية وما يتوافق مع قدراتهم الذهنية والجسمانية، وأن تسود بينهم لغة الحوار والصداقة القوية، فيتحرر الأبناء من انفعالات الخوف، لا سيما في مرحلة المراهقة التي تتشكل خلالها شخصية المراهق، واجتيازها بأمان يحميه من الإصابة بأمراض نفسية، علماً أن ثمة حالات لازمتها تلك الانفعالات السلبية لأنها ظلت من دون علاج.
نصائح مهمة
يقدم خبراء النفس والتربية نصائح مهمة للآباء لحماية أبنائهم من انفعالات الخوف من بينها:
– الاهتمام بالتربية الأخلاقية للأبناء وتشجيعهم على النشاط والحركة وتحفيزهم على التحصيل الدراسي.
– توجيه طاقات المراهق نحو أنشطة رياضية واكتشاف مواهبه الفنية والأدبية.
– تربية الأبناء على إبداء آرائهم من دون خوف من العقاب وتصحيح مفاهيم خاطئة لديهم.
– تخصيص الوقت للمناقشة والاستماع إلى ما يدور في عقل المراهق من أفكار وتوجيهه من دون سخرية أو التقليل من شأن ما يفكر به.
– اهتمام المدرسة بالجانب التربوي وملاحظة صحة التلامذة النفسية وتفعيل دور الاختصاصي الاجتماعي.
– تعامل الأم مع ابنتها المراهقة كصديقة لها والإنصات إلى مشكلاتها ورعايتها وتشجيعها على اكتساب ثقة بالنفس.
واتمني لكم الافادده
ألف شـكــر
: )
بارك الله فيكي ..واعطاكي ما تتمنيه.
هلا وغلا عروسات نورتو
اسعدني تواجدكم الراقي في متصفحي
… البسيط
دمتم بوود
اختكم كيوونهه