نساء الدنيا والحور العين
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال، قال رسول الله(صلى الله عليه وسلم):
((يقول الله عز وجل : أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ))ثم تلى النبي (صلى الله عليه وسلم)قول الله عز وجل : فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ رواه البخاري ومسلم
فإن سألت عن أزواج أهل الجنة يأتيك الجواب من رب الجنة جل وعلا
فقد قال سبحانه :
هذه هي زوجتك من الحور العين في الجنة أيها المؤمن الصادق
ففي صحيح البخاري من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال
قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم):
(( لروحه في سبيل الله أو غدوة خير من الدنيا وما فيها ، ولقاب قوس أحدكم في الجنة أو موضع قيد – يعنى : سوطه – خير من الدنيا وما فيها ، ولو أن امرأة من أهل الجنة اطلعت إلى أهل الأرض لأضاءت ما بينهما ولملأته ريحاً ، ولنصيفها ( يعنى : خمارها ) على رأسها خير من الدنيا وما فيها ))
تمعن أخي في الله قول المصطفى (صلى الله عليه وسلم):
لو أن امرأة من أهل الجنة اطلعت على أهل الأرض لأضاءت ما بينهما من نور وجهها ووضاءتها ولملأته ريحاً .. الله أكبر ..
وفى البخاري ومسلم من حديث أبى هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم):(( … ولكل واحد منكم زوجتان يرى مخ سوقهما من وراء اللحم من الحُسن ، لا اختلاف بينهم ولا تباغض ، قلوبهم قلب واحد يسبحون الله بكرة وعشياً ))
أما زوجتك في الدنيا ، زوجتك المؤمنة التقية الطاهرة العفيفة !!!!
إن كانت من أهل الجنة ..فإن جمالها في الجنة يفوق جمال الحور العين وأنتم سمعتم وصف الحور العين .. فأي حال ستكون عليها زوجتك إن كانت من أهل الجنة ؟!
إن جمال المرأة المؤمنة الطاهرة العفيفة يفوق جمال الحور العين !! لماذا ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
لأنها هي التي صامت لله ، وقامت لله ، وهى التي حاربت الشهوات ، وصبرت على الأذى والبلاء فاستحقت من الله أن يكافئها .
قال تعالى:إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَاراً عُرُباً أَتْرَاباً(الواقعة:35-37)
قال البخاري (في كتاب بدء الخلق من جامعه الصحيح باب ما جاء في صفة الجنة وأنها مخلوقة) :
عُرباً : جمع عروب .. ، والعرب : المتحببات إلى أزواجهن .
((إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ )): قال الحافظ ابن كثير : أي أعدناهن في النشأة الأخرى في الجنة بعد ما كن عجائز رمصاً صرف أبكاراً عرباً أي بعد الشيوبة عُدن أبكاراً عرباً متحببات إلى أزواجهن بالحلاوة والظرافة والملاحة .
أتت عجوز إلى النبي (صلى الله عليه وسلم) فقالت : يا رسول الله ادعُ الله أن يدخلني الجنة ، فقال لها يا أم فلان إن الجنة لا يدخلها عجوز ، فَوَلَّتْ – المرأة – تبكى
فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم):
أخبروها أنها لا تدخلها وهي عجوز ، إن الله يقول :
إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءًفَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَاراً عُرُباً أَتْرَاباً
(الواقعة:35-37)
ثم ساق الحافظ : عن الحسن عن أمه عن أم سلمه قالت : قلت يا رسول الله أخبرني عن قولالله تعالى : (عُرُباً أَتْرَاباً)قال :
(( هن قبضن في الدار الدنيا عجائز رمصاً شمطا خلفهن الله بعد الكبر فجعلهن عذارى عُربا متعشقات محببات (( وأترابا )) على ميلاد واحد ))
قلت يا رسول الله نساء الدنيا أفضل من الحور العين ؟ قال : (( بل نساء الدنيا أفضل من الحور العين كفضل الظهارة على البطانة ))قلت يا رسول الله : وبم ذلك ؟ قال :
(( بصلاتهن وصيامهن وعبادتهن لله عز وجل ، ألبس الله وجوههن النور وأجسادهن الحرير ، بيض الألوان خضر الثياب صفر الحلي مجامرهن الدر وأمشاطهن الذهب ، يقلن نحن الخالدات فلا نموت أبداً ، ونحن الناعمات فلا نبأس أبداً ، ونحن المقيمات فلا نظعن أبداً ، ونحن الراضيات فلا نسخط أبداً ، طوبى لمن كنا له وكان لنا ))،
قلت يا رسول الله : المرأة تتزوج زوجين والثلاثة والأربعة ثم تموت فتدخل الجنة ، ويدخلون معها من يكون زوجها ؟
قال : (( يا أم سلمه إنها تخير فتختار أحسنهم خلقاً فتقول : يارب إن هذا كان أحسن خلقاً معي فزوجنيه ، يا أم سلمه ذهب حسن الخلق بخير الدنيا والآخرة ))
وفى الصحيحين من حديث أبى موسى الأشعري رضي الله عنه ، عن النبي (صلى الله عليه وسلم)قال : (( إن للمؤمن في الجنة لخيمة من لؤلؤة واحدة مجوفة طولها ستون ميلاً ، فيها أهلون
( يعنى زوجات ) يطوف عليهم المؤمن فلا يرى بعضهم بعضاً))
وعن أبى هريرة رضي الله عنه قال : قيل يا رسول الله هل نصل إلى نساءنا في الجنة ؟فقال: ((إن الرجل ليصل في اليوم إلى مائة عذراء))
وقد جاء في سنن الترمذي، من حديث أنس عن النبي (صلى الله عليه وسلم)قال
((يعطى المؤمن في الجنة قوة كذا وكذا من الجماع قيل يا رسول الله : أو يطيق ذلك ؟ قال (صلى الله عليه وسلم): يُعطى قوة مائة))
أحبتي في الله .. إن نعيم الجنة لا يحده حدود ولا يفتر الإنسان عن ذكر نعيم الجنة ولا يمل الإنسان من سماع نعيم أهل الجنة فتنافسوا عليها يا أهل الإيمان ، يا أهل الطاعات .
قال الله جل وعلا :إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ عَلَى الْأَرَائِكِ يَنْظُرُونَ تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ يُسْقَوْنَ مِنْ رَحِيقٍ مَخْتُومٍ خِتَامُهُ مِسْكٌ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ
(المطففين:22-26)
*****