الجواب: لا يتوجب على الإنسان أن ينام على وضوء حتى يرى رؤيا صالحة صادقة، فقد يرى المسلم رؤيا صادقة ويكون نائماً على غير وضوء، كما يصح أن ترى المرأة رؤيا صالحة وهي حائض أو نفساء.
فلا ترتبط الرؤيا الصحيحة الصالحة الصادقة بحال الإنسان الحسي، من وضوء أو عدمه، ومن جنابة أو حيض أو نفاس. والدليل على هذا قول النبي صلى الله عليه وسلم: "المؤمن لا ينجس"
وإن كان النوم على وضوء أحسن وأكثر بركة .. ولكن عكسه لا يضر بالمنام.
وقوة مصداقية الرؤيا متعلقة بالأحوال المعنوية أكثر من الأحوال الحسية، يوضح هذا قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إذا اقتربالزمانلم تكد رؤيا المؤمن تكذب؛ وأصدقهم رؤيا أصدقهم حديثاً" رواه الترمذي وأبو داود وابن ماجه بهذا اللفظ. ورواه مسلم بلفظ: " إذا اقتربالزمانلم تكد رؤيا المسلم تكذب؛ وأصدقكم رؤيا أصدقكم حديثاً"
وكلمة "أصدقهم" أي المؤمنين، وقد شرحنا كلمة: "أصدق" فيما مضى، وهي تعني أن صدق الرؤيا قد يكون في الكافر، كما في منام ملك مصر في سورة يوسف. ولكن أصدق الرؤى تكون عند المؤمن الذي يكون أكثر الناس صدقاً في الحديث. وهذا يدل على أن الإيمان وصدق الحديث يرفع من منسوب الرؤى الصالحة الصادقة في منامات المؤمن الصادق. ولم يعلق النبي صلى الله عليه وسلم صدق الرؤيا على وضوء المسلم ولا على طهارة الحائض وما شابه ذلك.
ويخطئ خطأ فاحشاً من يقول: منام المرأة الحائض من الشيطان. أو منامها فاسد. والصواب أن هذا القول فاسد غير صحيح، فإن الحيض لا علاقة له بالمنامات، فقد ترى الحائض رؤيا صالحة صادقة، وقد ترى الطاهرة مناماً من الشيطان. والله أعلم
منقول عن الشيخ أديب الكمداني