السؤال الذي يضع نفسه هنا هو ما واجب المسلم تجاه هذه الأزمات؟ وكيف له أن يخلص نفسه وغيره منها؟
وللإجابة على هذا السؤال فإليك ــ أخي الكريم-واختي الكريمة ــ ثلاث وصايا أوصي بها نفسي وإياك وجميع المؤمنين لعلها تكون علاجاَ ناجعاَ في التصدي لهذه الأزمات ومحاولة التقليل من تأثيرها أو إزالتها إن أمكن ذلك
إن صلاح مجتمعك من صلاح نفسك، وصلاح نفسك يعتمد على لزوم طاعة الله
سبحانه وتعالي وطاعة نبيه محمد صلي الله وسلم، واجتناب ما نهيا عنه، ولقد أوصت الشريعة الإسلامية بضرورة تقويم الإنسان لنفسه، ومحاسبتها وتنقيتها من كل ذنب وخطيئة.
قال الله تعالي: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ لاَ يَضُرُّكُم مَّن ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ إِلَى اللّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ}… المائدة 5: 10.
بل إن من محاسنها أن أوصى الإنسان بأن يقي نفسه من نار جهنم قبل الآخرين ولو كانوا أهله أو أولاده قال الله تعالي: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ}… التحريم: 6.
حتي في دعاء المسلم لربه فحريّ أن يدعوا لنفسه أولاَ وهذه من سنن الأنبياء عليهم الصلاة والسلام قال تعالي علي لسان نبيه نوح عليه السلام:{رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَن دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِناً وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَبَاراً}… نوح: 28.
ثم إن العبد المسلم إذا أراد إصلاح من حوله فلا بد أن يكون قدوة صالحة لمن حوله كالأب لأبنائه، أو الرئيس لمرؤوسيه، أو المدرس لتلاميذه، إذ يستحيل أن يطاع بشيء هو لا يعمل به أصلا، بل إن ذلك من الأمور المنهي عنها في الشرع أصلا قال تعالي: {أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ وَأَنتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ}… البقرة: 44.
ثم إن ذلك من أكبر المقت وأعظم الجرم قال تعالي: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ (2) كَبُرَ مَقْتاً عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ}… الصف: 3,2 وقال أحدهم: لا تنهى عن خلق وتأتي بمثله عار عليك إذا فعلت عظيم.
والجميع مطالب بأن يسجل كل واحد منا اعترافاته، ويدون تقصيره، ويعلم تماما بأنة جزء من هذه الأمة يتحمل الكثير من المسئوليات، وأنه ليس بهامشي أو صفر على الشمال أو لا يستفاد منه، بل لدى كل واحد منا الكثير من الخير، ويختزن من الأمور النافعة ما يفيد الأمة بإذن الله، تعمد كما قال عمر رضي الله عنة: (حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وزنوا أعمالكم قبل أن توزنوا). وكما قال أيضا: (عليك نفسك فتـــش عن معايبها وخل عن عثرات الناس للناس
يبتـــع>>>>
موقع صيد الفوائـــد
والله يجعله في ميزان حسناتك
جزاك الله كل خير..
في انتظار تكملتك للموضوع
/
::
جزاك الله خيرا
/
::