و ما تمرّ بهِ الأمة الإسلامية اليومَ من استضعافٍ و عدوانٍ و تمزيقٍ على أيدي أُمَمِ الكفرِ التي لا تـَرقـبُ في المسلمينَ إلاّ و لا ذمّة ، قد كرّس الكثيرَ من معاني الذّلّةِ و الهَوان في القلوبِ ، و ضربَتِ الهزيمةُ النفسيةُ بجرانها في الأفئدةِ ، حتى شعُـرَ الكثيرُ من المسلمينَ أنّ هذه الحالةَ قضاءٌ مُبرمٌ على الأمةِ الإسلاميّة ، فـَـلا مناصَ و لا سبيل للتخلّصِ من هذا الواقعِ الأليمِ إلاّ بمُعجزةٍ أو خارقةٍ من الخوارق تُعيدُ للأمّةِ مجدَها الآفل ، و عزّها الزائل . فالـتـَجأ الكثيرون في محاولةٍ هروبيةٍ من مرارةِ الواقعِ إلى أحضانِ الرؤى ، و التفتيش غير المنضبطِ في علامات الساعة ، علّهم يجدونَ في تضاعيفهَا السّلوى ، و يلتمِسونَ فيها بارقةَ أملٍ ، لفجرٍ مُشرقٍ جديدٍ يُــبـدّد هذا الظلامَ ، الذي طالَ لـيـلـُه .
فأخذتِ المطابعُ تقذفُ بكُــتُـبِ نفرٍ مـمّـن امتطوا صهوةَ الموجةَ السائدةَ ، فكتَبوا في علاماتِ الساعةِ ، و أتوا بالعجائبَ و الطوامّ ، و حاولوا تنزيلَ الأحاديثَ الواردةِ في الفَتنِ و الملاحِم على الواقعِ المعاصر ؛ و ذلك بليّ أعناق الأحاديثِ ، و تحميلها ما لا تحتمل ! و يا ليتَ الأمرَ توقّفَ عندَ الأحاديثِ الصحيحةِ و تعسّفِ تأويلها ؛ و لكنّ المصيبةَ أنّ البعضَ قَد أتى ببدعةٍ جديدةٍ ، و سنّ سنّةً سيّئةً ؛ فطفِق يسوقُ الأحاديثَ الركيكةَ العاريةَ من أي أثارةٍ من نورِ النبوّةِ ، و يسرُدُها سرداً ، ثمّ يعــزوها إلى مخطوطاتٍ مـدفونةٍ في مكتباتِ تركيّا ! و يُلحِقُ هذا الدّعيّ بالحشفِ سوءَ كَـيـلة، فيورِدُ تنبّؤاتِ الكاهنِ المشهور " نوستراداموس " ، كأدلّةٍ على علاماتِ الساعةِ !
إذا كنّا سـنعـتذَرُ للعوامّ بجَهلِهَم ، و شغـَفِهِم بكلّ ما هو غريب ، و أي أمرٍ يحملُ استشرافاً غيـبـيـّاً لآفاقِ المستقبلِ ؛ فما العذرُ الذي سنلتمِسُه لبعضِ طلبةِ العِلمِ المُتحمّسينَ لمَثلِ هذه الكـُتــُبِ ؟ و يورِدونَ ما بِها استدلالاً علىَ قُـربِ قيامِ السّاعةِ ؟
إنّ السّاعةَ قريبةٌ لا محالةَ ، و علاماتِـها واقعةٌ لا جدالَ في ذلِك ، و لكنّ الذي يُمارسُ الآنَ منَ العَبَثِ و الإستخفافِ بالعقولِ المسلمةِ أمرٌ خطيرٌ جداً ، ينبغي أن ينبري له أهلُ العلمِ ، و أن يقوموا بدورِهِم في تَحذيرِ الناسِ من الوقوعِ فريسةً لأوهامِ و هذيانِ أولئكَ الذين امتلأت جيوبهُم من أموالِ الناسِ على حَسابِ الأمانةِ الفكريّة و المنهجيّةِ العلميةِ ، التي أُهــدِرتْ بين طــيـّاتِ هاتــيــكَ الكُتب !
و صفوة القول أيّها الكِرام ؛ إنّ علاماتِ الساعةِ من الأمورِ التي لم يتعبّدنا الله بِـها إلا مِن خِلالِ تَصديقِها ، و الإيمانِ بِها ، و لم يأمـُرْنا بالـبحثِ عَـنها على النّحوِ الحاصلِ اليوم من محاولاتِ متعسّفةِ لتنزيلِ الواقعِ علَيها ؛ بل هي إشاراتٌ ألمحَت إلـَيها نصوصُ الكتابِ و السنّةِ ، حتى يزدادَ اليقينُ في قلوبِ المؤمنين لدى وقوعِها ، و نَبادِرَ إلى العَمل ، و نُسارعَ إلى التّوبةِ ، و كما سأل الرّجلِ النبي صلى الله عليهِ و سلّم عنِ مـوعدِ الساعة ، فأجابَه سيّدُ الخلقِ قائلاً : و ماذا أعددتَ لها ؟ ( رواه البخاري رقم 3412 ) .
و السؤال الذي ينبغي أن نطرحـَهُ على أنفسِنا: ماذا أعددنا لها ؟
منقول
وكتاب آخر كتب فيه عن قرب الساعه واعتمد على العد وقال ان سنة 2024 حروب و2004 اخر الدنيا ………… لااله الا الله همهم متى تنتهي الدنيا انزين انت يالي اتهمك قرب الساعه شو قدمت لاخرتك ……. صدق والله لازم نوقف ويا نفسنا وانشوف شو قدمنا …
الله ايبلغنا ان شاء الله الجنه ………..
رزاز المطر 🙂
مشكورين على مروركم