** 2024.

ما إن يرد تعبير العقم في سياق الكلام عن مشاكل الإنجاب، حتى ينصرف الذهن إلى جانب الزوجة، وكأن العقم وقف على النساء دون الرجال! والحقيقة أن الزوج يمكن أن يكون عقيماً، تماما كما يمكن أن تكون الزوجة عاقراً، مع اختلاف في الأسباب والمسببات.ومشكلة العقم عند النساء أشبعت بحثاً ومناقشة، فلا يكاد يكون هناك سبب للعقم عند النساء إلا وهو معروف بحذافيره، وما هكذا الحال مع العقم عند الرجال! فإلى عهد قريب كان يرفض كثير من الأزواج الذين يشكون من العجز عن الإنجاب، الخضوع للفحص الطبي، بحجة أن ذلك سيؤثر في مكانتهم عند زوجاتهم، مما قد يكون له أثر سييء في استمرار الحياة الزوجية.لكن يبدو أن عقلية الرجال وطرائق تفكيرهم ونظرهم إلى مشكلة العقم، بدأت تتغير أخيراً، وبات من السهل- إلى حد ما – إقناع الزوج بإجراء فحوص طبية، في الوقت الذي تجري فيه الفحوص لزوجته، بهدف معرفة العلة وراء العجز عن الإنجاب

أسباب العقم عند الرجال

وقد يكون مثيراً للدهشة أن نقول إن الدراسات الحديثة التي أجريت في هذا الحقل، تشير إلى زيادة معدل الإصابة بالعقم بين الرجال، عاماً بعد آخر! وفي بعض البلدان، كما في بعض الولايات المتحدة مثلاً، تصل نسبة العقم بين الرجال إلى معدلات مخيفة، حيث ترتفع إلى 40%

فما هي أسباب العقم عند الرجال؟

قبل الإجابة عن هذا السؤال يجب أن نذكر أن خلية الإخصاب في ماء الرجال هي الحيوان المنوي وفي المتوسط يكون عدد الحيوانات المنوية في المقذوف من ماء الرجل، في أي مرة من مرات الجماع، مئة وأربعين مليوناً! وهذا عدد هائل بالقياس إلى أن حيواناً منوياً واحداً يلزم لإخصاب بويضة الأنثى! إلا أن هذا العدد من الحيوانات المنوية لازم لنجاح الإخصاب على أي حال- كما سيلي بيانه

في الجانب الأول: المتعلق بإنتاج الحيوانات المنوية في الخصيتين، كشفت الدراسات الحديثة عن عدد من الأسباب، منها ما يتعلق بطبيعة العمل الذي يقوم به الرجل المصاب بالعقم، ومنها ما يتعلق بالعادات، ومنها ما يرجع إلى الإصابة بأمراض معينة، وبعض الأسباب يتعلق بالبيئة

الحرارة

وتفصيل ذلك أن الرجال الذين يقتضي عملهم الوقوف عدة ساعات كل يوم أمام أفران ذات درجات حرارة عالية، مثل العاملين في المخابز وفي مصانع الحديد وفي مطابخ المطاعم، تنخفض قدرتهم على إنتاج حيوانات منوية بنسبة (40%). وتعليل ذلك أن الحرارة العالية تؤثر تأثيراً ضاراً في خلايا إنتاج الحيوانات المنوية في الخصيتين. وحتى اليوم لا يوجد حل ناجح لهذه المشكلة، اللهم إلا تغيير طبيعة العمل! إلا أن باحثاً في مركز لدراسات العقم التابع لجامعة واشنطن ( في الولايات المتحدة) اقترح جهازاً صغيراً لتبريد الخصيتين عند العاملين أمام الأفران، ولم يخرج الاقتراح، الذي تقوم فكرته على استخدام ماء بارد في كيس حول الخصيتين، إلى حيز التنفيذ بعد

وقريب من هذا السبب، العادة الشائعة عند كثير من الرجال، خصوصاً في المجتمعات الغربية، بالجلوس زمناً طويلاً في ماء ساخن أثناء الاستحمام، وسبب انتشار هذه العادة أن المكث في الماء الدافيء يؤدي غلى استرخاء العضلات وإزالة الشعور بالتعب وتجديد النشاط، وإن كانت هذه المكاسب حقيقية، فإن الثمن في المقابل هو انخفاض تدريجي في قدرة الخصيتين على إنتاج حيوانات منوية

الجراثيم

اشكرك اختي الغالية ام الوله

على مشاركتك الهامة

جزاك الله كل خير وبارك الله فيك