خبراء التربيه يتفقون على : ان الطفل انما يتعلم ( الخير ) و ( الشر ) و ( الطيب ) و ( اللاطيب ) عن
طريق والديه، اكثر من اي طريق اخر0
صحيح ان الطفل يولد بوجدان اخلاقي يدفعه الى الخير ويمنعه عن الشر، ولكن هذا الوجدان يظل
مدة طويلة غير ( شغال ) بالمرة 0 والطفل خلال هذه المدة يبقى منطقة مفتوحة لكل شاردة
وواردة 0
من هنا : كانت مسؤولية الابوين تجاه الاطفال مسؤولية ضخمة، تتحدد من خلال تحمل الابوين
لواجبهم او عدم تحملهم لذلك 0
فالطفل انما يتفهم الخير من الشر ، والفعل الذي يلزم القيام به من الفعل الذي يمنع من القيام به،
من خلال موقف الابوين من ذلك 0
ولا ريب : ان الطفل عندما ينضج عقله ويصبح قادرا على استنباط الافكار بقوته الذاتية ربما يغير
مفاهيمه للمقتضيات الاخلاقية ، الا انه يظل طوال حياته متاثرا بما سمعه وتعلمه في طفولته0
ولذلك : فان علىالوالدين ان يحرصا على الالتزام بسلوك اخلاقي بحضور اولادهم،حتى الكلمات
يجب ان تحدد امام الاطفال ، لان كلمة واحدة ، او مدحا واحدا يمكن ان يترك اثرا غير مستحسن في
نفسية الطفل 0
وفي هذا الحقل يعتقدخبراء التربية : ان ( الرجل ) الذي يمتدحه الابوين امام الطفل ، يصبح (مثالا)
يقتدي به الطفل في حياته 0
فاذا سمع الطفل ابويه وهما يمدحان العالم الديني ، فانه سيحب علماء الدين ويسعى لكي يكون
مثلهم في كبره 0
وبالعكس ، اذا سمع الطفل من ابيه كلمة الاعجاب ازاء جراة ( اللص ) في الاستيلاء على صندوق
المصرف في رائعة النهار ، فلا ريب انه يصبح تواقا الى الاقتداء بهذا ( اللص ) بسبب مايسمعه من
عبارات الاعجاب من ابيه وامه 0
ولقد حدث ان احد الاطفال اتفق مع رفاقه في باريس على تنظيم عملية يجري فيها اختطافه ليكره
ابوه بعد ذلك على دفع مبالغ طائلة ازاء الافراج عنه 0
وهكذا احتجزه رفاقه ، واتصلوا بوالده عن طريق الهاتف ، واعلنوا انهم المسؤولون عن اختطاف ابنه
البالغ من العمر 12 عاما ، وانهم لن يفرجوا عنه ما لم يدفع لهم مبلغ مائه الف فرنك فرنسي0
واضطر الاب الى الدفع ذلك المبلغ ، فذهب الطفل – بعد الافراج عنه – مع بقيه رفاق القضية يبددون
الاموال في الملاهي والبارات 0
وعندما اكتشف رجال الشرطة ذلك ، صرح الطفل امام لجنة التحقيق : انه لم يرتكب اي ذنب ، وانما
اراد الاقتداء بالرجال الذين طالما وصفهم ابوه ب ( الرجال الصناديد )
ويتضح من محاكمات الاحداث في كل انحاء العالم : ان الاطفال كثيرا ما يرتكبون الجرائم من غير
ان يعرفو ا الصبغة الاجرامية في افعالهم 0 فكم من المرات التي كان الطفل يبدي دهشته لاعتقاله،
مصرحا بانه لم يفسر له احد ان مثل هذا الفعل جريمة 0
ان اهمال تثقيف ضمير الطفل ، وترك تلقينه المبادىء الاخلاقية السامية كفيل بان يجعل من الطفل
الطيب مجرما شرسا يحب الاجرام ويعبده ، فكيف اذا سمع من ابويه تشجيعا على الجريمة او مدحا
لها ؟
ان الطفل الذي يجابه رد فعل ايجابي على اول عمليه اختلاس يقوم بها من جيب والده او امه او اي
شخص اخر ، لا يستطيع – اذا اعتقل متلبسا بجريمة اختلاسية كبيره – ان يفهم لماذا يحاكمونه؟
ولماذا يوبخونه ؟ 0
ولا عجب عندئذ اذا انجرح ضمير الطفل عندما يرى ان المجتمع ينظر اليه شزرا ويستنكر سلوكه 0
واغلب الظن انه سيبقى طول حياته حاقدا على البشرية ، لانها على شيء لا يعرف قبحه ،
وجرح الضمير – كما يقولون – لا يندمل 0
وربي يقدرنا نكون لهم القدوة الحسنة اللي يتعلموا منها
الف شكر
معلومات رائعه ومفيده
الله يعطيك الصحه
يعطيك العافية اختي
ننتظر جديدك