كيف حالكم أخواتي الكريمات…من زمان ما كتبت موضوع في ركن الطفل…بس صار موقف اليوم…مش قادرة أنساه…و صورة البنت مش راضية تروح من بالي…
سأصف لكم المشهد كاملا..
الساعة الثامنة صباحا…أمام مدرسة كبيرة في أبوظبي…
موقف المدرسة مزدحم بشدة بالسيارات…و أكثرهم سيارته تصف في الممنوع لأنه ما في مكان…و الأهالي تنزل أطفالها على المدرسة…و طبعا تنطلق مسرعة على أعمالها علشان تلحق الدوام..
الأهالي نوعين…نوع يصف السيارة على الإنتظار…و الأطفال ينزلوا و يكونوا كبار شويه…و يروحوا لوحدهم يدخلوا المدرسة…و الأم أو الأب يراقبهم لحد ما يدخلوا للداخل…
و نوع أطفالهم صغار…زي الروضة و الإبتدائي…و المدرسة جديدة عليهم…لسه ثالث يوم بس…و طبعا الأم أو الأب مضطر يوقف سيارته في الزحمة و ينزل يوصّل طفله لحد باب الصف علشان ما يضيع و يصير يبكي…
كنت اليوم رايحة مع مريم…وصّلتها الحمد لله لصف الروضة الخاص بها…
بعدها ودّعتها و طلعت…و أشوف هالمنظر…
لقيت أب عصبي و ثائر بشدة…ماشي في ساحة المدرسة معاه بنته…في أوّل إبتدائي …نظيفة و مرتبة…و واضح إنه والدتها مهتمة بها…و شعرها مرتب و جميل…
المهم ليش الأب معصّب ؟
سمعته قاعد يصرخ على بنته و يقول لها: صرنا ثالث يوم في المدرسة و مش عارفة تروحي صفّك لحالك ؟ إن شاء الله كل يوم لازم آجي أوصلك لحد صفّك…!
و يتكلم بعصبية و يهزّ البنت بين إيديه…و البنت جايه ترد و تقول له بابا ما بعرف كيف أروح الصف…
شو تتخيّلوا ممكن يكون حصل…
و الله يا بنات لحد الآن مش مصدقة عيوني…
ما لقيت إلا الأب بكل قوته نازل كـــفّ على وجه بنته…
و الله العظيم يا بنات كف يكسر الحجر…بكل كراهية و حقد…
إنصدمت…تسمّرت في مكاني 😮
المشكلة المدرسة كلها مليانة…أكثر من 3 آلاف طالب و طالبة قاعدين يمشوا على فصولهم…و الكل شاف المشهد…
المدرسة لفها السكون للحظة…ما حد مصدّق…
متخيلين المنظر…البنت صغيرة و ضعيفة لا حول لها و لا قوة…واقفة و واضح إنها خايفة من المدرسة و من الزحمة و تايهه لأنه المدرسة كبيرة فعلا و مش عارفة وين صفّها
و أبوها مش عاجبه يضيّع وقته علشان ينزل من السيارة و يوصلها لحد الصف…
قلبي عصرني عليها..ما عرفت كيف أتصرف يا بنات…و الله كان هاين عليه أروح أعطيه درس معتبر يعرف بعده كيف يعامل بنته…
عارفين يا بنات إيش اللي قهرني و الله العظيم…
إنه البنت ما زعلت من الكف…و واضح جدا إنها كانت متعودة عليه…بس صارت تشوف حواليها و تغطي وجهها بإيديها…مستحيه و مش عايزة أحد يشوفها و يشوف اللي صار لها…و أصابع والدها اللي معلمة على خدها الرقيق…
عارفين يا بنات…واضح إنها متعودة على موضوع الكف هذا…لأنه ما تأثرت به كتير…اللي أثر فيها إنه أمام المدرسة كلها…في أول أيام لها في المدرسة…
و الله كسر بخاطرها و أحدث داخلها شرخ صعب صعب إصلاحه…
و عارفين المفارقة الأكبر…إنه و هو ماشي يبرطم بالكلام مش عاجبه…شافه والد طفل آخر الظاهر إنه صاحبه…وقف و سلّم عليه و صار يضحك معاه…الحين هذا يعني ما ضيّع لك وقتك ؟
سبحان الله
ما راح أنسى منظر البنت طول عمري…عارفين طول اليوم منكدة و أقول ليش أنا زعلانة اليوم…أتذكر صورة البنت في خيالي…
أخواتي أرجوكم…ديروا بالكم على عيالكم…و الله ما بييجوا بالساهل و بنتعب علشانهم…
و مسألة الضرب على الوجه هذه مرفوضة تماما…فيه إهانة غير طبيعية للإنسان…
يا ريت كلنا ناخذ الدرس من هذا الموقف…و الله يصبّر هذه البنت و يهدي والدها…اللهم آمين…
منظر جدا مبكي أختي
ما أقول الا الله يهدي الأب و يحفظ البنت من كل مكروه
الله يهديه ياارب ويصلحه ويصبر بنيته ..
الله يهديه بس ..
والله يجزاك الخير ومشكوووووووورة
والله ان الموضوع ابكاااااااني
يعني ماخجل ن نفسه يضربها امااااااام الناس؟؟؟
هذا اكيد مريض نفسيا
مسكينة هالبنت شلون راح تقضي هالسنين القادمة بالمدرسة وهي عندها إحساس إن كل اللي حواليها يشفقون غليها ويذكرونها بموقف أبوها…
إنا لله وإنا إليه راجعون
قسوة غير طبيعية
ومخالفة صريحة لأمر الرسول صلى الله عليه وسلم بعدم الضرب على الوجه، وعدم الضرب الذي يترك أثراً
والطفل الذي يعتاد الضرب يتعلم الانتقام بشكل آخر
يا حبيبتي والله أشفقت عليها كتير
الله يهدي والدها
لا حول و لا قوة الا بالله العلي العظيم
و الله يا مرموم عصرتي قلبي حرام عليه و الله
الله يهدي كل الاباء ة الامهات و يقدروا هذا النعمة
شفتوا أخواتي كيف…و إحنا البنت لا نعرفها و لا نعرف حتى إسمها و أشفقنا عليها…
يعني حتى لو الواحد عنده ضغوط في شغله أو في حياته…غلط يطلعه على عياله…مالهم ذنب…
و نفس هذا الأب لما شاف صديقه صار يسلّم عليه و يبتسم…
يعني حلال للغريب حرام على عيالك ؟
الله ينقذ الأبناء بس من هذه النوعية من الآباء اللي مش عارفين قيمة نعمة الولد…