خاتم الزواج هل هو قطعة مصيرية أم وظيفة شكلية؟ 2024.

التقت «سيدتي» بالدكتور سمير غازي طباخ، مستشار نفسي وتربوي تطويري كي نعرف منه ماذا يعني خاتم الزواج بالنسبة للمرأة والرجل، وقد بدأ حديثه قائلا: يختلف معنى خاتم الزواج الاجتماعي بين الشعوب والحضارات والثقافات، ويتناقض معناه الاعتباري والنفسي بين الرجل والمرأة وكذلك من رجل لرجل ومن امرأة لأخرى، فبعض المجتمعات والثقافات ترى فيه رمزاً للترابط بين الزوجين، بحكم ذلك لا بد من الحرص عـلى وجوده في مكانه الطبيعي في إصبع الزوج والزوجة، ولكن البعض سواء من الرجال أو النساء قد يرفضون تلك العادة ويخلعون الخاتم من مكانه لوجود أسباب وحجج مختلفة، مما يتسبب في نشوب الخلافات والمشكلات الزوجية،أو يفهم ذلك على انه إعلان صريح على انتهاء العلاقة بين الطرفين ولو بشكل غير معلن.

أصبحت عادة ارتداء الخاتم تلقى قبولاً كبيراً في كثير من المجتمعات والثقافات كجزء أساسي من الزواج، فلا خطوبة أو زفاف من دون خاتم، يضعه الطرفان كلاهما في إصبعه، فمعظم النساء يرتدين خاتم الزواج كدليل على أنها مرغوب فيها من طرف الزوج. ولكل موقعه في ذهنها:
معنى للرومانسية:
تحلم كل فتاة في مقتبل العشرين من عمرها باليوم الذي ترتبط فيه بفارس أحلامها، وتتويج حبهما بخاتم الزواج الذي يمثل علاقة خاصة من خلال قصص وروايات الحب التي تقرأها، فهو معنى للرومانسية والارتباط الأبدي، ولكن سرعان ما تدرك قيمته الحقيقية بعد الزواج بأنه ليس أساس العلاقة المقدسة، بل أداه معدنية لا يمكن أن تعوض الإحساس الصادق بالحب، فأهميته تنبع من القيمة التي يصبغها عليه الزوجان وليس العكس.
يذكرها بشريك العمر:
تزداد أهميته عندما يضطر أحد الزوجين للسفر أو الابتعاد للعمل أو غيره لفترة طويلة، فوجود الخاتم يشعر البعض بصحبة شريك العمر رغم بعد المسافات و طول الغياب.
علاقته بالخيانات الزوجية:
يرى البعض أن هناك علاقة قوية بين الخاتم والخيانات الزوجية، فهناك رجال من ذوي العلاقات النسائية المتعددة، يقومون بخلع خاتم الزواج في محاولة لخداع النساء، وفي المقابل تقوم بعض النساء بخلع الخاتم أيضاً؛ ولكن ذلك له دلالة أخرى غير الخيانة وهي أن مشاعرها تجاه صاحب الخاتم قد تغيرت، أو ربما انتهت تماماً من حياتها.
سلاسل وقيود:
ينظر البعض له على أنه سلاسل وقيود وحجر للحرية، خاصة عندما يطالب ويجبر أحد الطرفين الطرف الآخر على الالتزام به طوال الوقت، وقد لا تجدي المحاضرة الطويلة عن العادات والتقاليد التي نتميز بها نحن العرب عن غيرنا من المجتمعات الغربية في حل تلك المعضلة بين الطرفين.

مهما يحدث بين المرأة وزوجها، يظل ولاؤها لخاتم زواجها، ولا تستغني عنه لمجرد خلاف بينهما أو لأنها لا تحب أن تلبسه، بل يعتبر بالنسبة لها قطعة مقدسة والدليل على ذلك أن معظم النساء يعشن على ذكرى أزواجهن بعد الوفاة، بل ترتدي خاتمه الخاص به أيضاً بجانب خاتمها، ولكن يتحول هذا الحب الكبير إلى كره مرير عند الخيانة وعدم التفاهم وانتهاء العلاقة بينهما، أي في حالة الانفصال فقط.

رغم وجود شكوك حول سلوك عدم ارتـداء الـــخاتم من قبل الزوج، يجب على الزوجة أن تحسن الظن فيه، وتدعم رباط الثقة بينه وبينها، فعدم ارتدائه لخاتم الزوجية قد يكون له أسباب أخرى عديدة غير الخيانة أو عدم الحب فمثلاً:
> قد يمارس الرجل كثيراً من الأعمال اليدوية خارج المنزل، والتي يحتاج معها أن يخلع الخاتم من يده، بخلاف المرأة التي إن احتاجت إلى خلع الخاتم للأعمال اليدوية فسيكون ذلك داخل المنزل أكثر منه خارجه.

> الحقيقة أن المرأة معتادة على التعامل مع أنواع مختلفة من الزينة في اليد أو غيرها، وتعلمت كيف تحافظ عليها وتتعامل معها، وهذا عكس الرجل الذي ربما يفقد الخاتم في الأسبوع الأول من الزواج، بسبب أنه نزعه في مكان ما ليغسل يده ومن ثم نسيه.
> قد يعاني من حساسية الذهب والفضة فلا يستطيع ارتداءه باستمرار.
> ربما يميل إلى الذهب ولا يحب الفضة؛ ولكن الإسلام حرم لبس الذهب للرجال، لذلك لا يلبسه.
> بعض الرجال يفضلون أشياء أخرى للتعبير عن إخلاصهم بدلاً من خاتم الزواج الذي لا يحبون ارتداءه باستمرار، كارتداء ساعة ثمينة اشترتها له زوجته أو وضع نوع معين من العطر تحبه زوجته، أو استخدام قلم مميز في العمل باستمرار اشترته له.

نصائح

ينصح الدكتور سمير الزوجة بمساعدة زوجها وبرفق للتدرب على وضع الخاتم والتعامل معه من خلال الوسائل التالية:
> إشعار الزوج بسعادة الزوجة عندما يرتدي خاتم الزوجية.
> وضعه في مكان واضح مع الأدوات التي يرتديها باستمرار مثل الساعة.
> شراء خاتم بديل إذا فقد الزوج خاتم الزوجية.
> إشعاره بأن الموضوع هو عبارة عن تبادل مشاعر وجدانية وليس إلزاماً أو فرضاً.
> التباهي أمامه بسعادتك بخاتم الزوجية الذي ترتدينه في كل مكان.

شكل الخاتم الدائري يعني الكمال لأن الدائرة رمز الكمال، والمتزوج أو المتزوجة تكتمل حياتهما برباط الزواج، كما أن أصل كلمة خاتم في اللغات الشرقـية القديمة هو الدائرة، وقد اختيرت للرمز إلى الارتباط المتواصل إشارة إلى أن زواجهما و حبهمـا ليس له حــدود أو نهاية إلى نهاية العمر، ويعتقد البعض أن وضع الخاتم في الإصبع الرابع “البنصر” من اليد اليسرى يعود إلى قدماء اليونان الذين كانوا يعتقدون بأن هناك عرقاً عصبياً خاصاً يمر من هذا المكان إلى القلب مباشرة، ولذلك كان دليلاً على أسر القلب أو امتلاكه من قبل شخص آخر، وقد اختلفت الآراء حول بداية هذه العادة، فهناك روايات تقول إنها فرعونية وأخرى إنها رومانية، فتذكر بعض الروايات التاريخية أن هذه العادة كانت رمزاً متغيراً لما كان يعرف لدى القبائل القديمة بأن المرأة ملك للرجل، ولذلك كان يضع الرجل قيداً من الحديد في يدها أو رجلها دليلاً على أنها ملكه، وليست شائبة لأن الزواج لدى القبائل البدائية كان يقوم على أساس اختطاف المرأة من جماعة أخرى.

أكدت إحدى الاحصاءات البريطانية أن %1 من حالات الطلاق في العالم تحدث بسبب عدم وضع أحد الزوجين لخاتم الخطوبة في إصبعه، وأن أكثر من %5 من المشاجرات الزوجية تشتعل نتيجة لهذا السبب، كما أشارت إلى أن نسبة الرجال الذين يرفضون الخاتم في فرنسا تصل إلى %50 وتنخفض في بريطانيا إلى %29، والأمر لا يختلف في وطننا العربي، حيث أكدت دراسة جامعية حديثة أن %20 من الأزواج المصريين يرفضون وضع خاتم الخطوبة في أصابعهم بينما يوجد %6 من الزوجات يرين أنه لا توجد أي ضرورة في التحلي به.