كُسرت الحواجز . و زال الحياء فمن المسؤول ؟! 2024.

هذه أول مشاركة لي في هذا القسم و اتمنى ان تكون عند حسن ظنكم ..

كثُرت في الآونة الأخير المواضيع و النقاشات .. و كما يُقال أن الأختلاف في الآراء لا يفسد للود قضية ..

تصلني يومياً مئات الرسائل الإلكترونية لا تخلو من الإعلانات لبعض المنتديات فتحوي تلك الرسالة على أبرز المواضيع في ذاك المنتدى .. فلاحظت ان النقاش حول هذه القضية أصبح محوراً مشتركاً بين أغلب المنتديات و من ابرز المواضيع الساخنة التي يتجادل فيها الفئتين ذكوؤاً و أناثاً ..

لكنني لم أفكر يوماً أن أقرأ الردورد أو ان اشارك في مثل هذه المواضيع فلا أريد ان أقرأ تفاهات تزيد من نار أسفي على ما آل له حال كثير من فتياتنا في هذا الزمان ..

إلا اليوم فقد تغير الوضع بالنسبة لي فقد حدث أمامي موقف جعلني اطلق العنان لأصابعي لتطبع حروف ملؤها الحسرة و الندم مكونة قضيه مشابهة لسابقاتها لكن بموقف حصري أنقله أنا لأرى آرائكن فيه… و ها أنا ذا سأسرد ما حدث..

كنت مع أمي في إحدى المجمعات المعروفة و تحديداً في إحدى المحلات البارزة و الراقية… أنا عادةً أتجنب أن أذهب في أيام عطل نهايات الأسبوع لكي لا اتعرض للإزدحام خصوصاً أنني من النوع الذي يتوتر في الزحام فلا استطيع ان اشتري شيء و يصبح همي الوحيد هو متى الخروج .. دخلنا المحل و توجهنا إلى الطابق العلوي قاصدين المصلى و في طريق عودتنا كنا على السلم الكهربائي فرأيت فتاة جائت بكامل زينتها طبعاً ترتدي عباءة و غطاء الرأس (الشيلة ) و قد زينته النقوش بألوان فاقعة التي تترائى للناظر من بعيد كانت تتحدث مع البائعات الأجنبيات و تقهقه بصوت عالي فكأنما تقول انظروا إلي فأنا هنا ..! جاء رجل وسيم الملامح و كما يبدوا انه المسئول (مدير قسم المبيعات) أو شيء من هذا القبيل من ملامحه يظهر انه من بلاد الشام و عندما رأته الفتاة مقبل مدت يدها لتسلم عليه فوجئت لأنه و كما واضح من حديثها انها زبونة او انها كانت تعمل معهم سابقاً لم يكفها ان وضعت يدها بيده بل حاولت ان تسحب يدها التي ما زالت ممسكه بيده لكي يقبلها فأبتعد عنها و سحب يدها إلى الأسفل و هي تحاول للأعلى فترك يدها لتطلق هي العنان لضحكاتها قائلة: (إن لم ترد تقبيلي فهذا الأمر يرجع إليك..!) وصلت و آن لي ان انزل من على السلم و كان لا يفصل بيني و بينها سوى مسافة قليلة و هي ما زالت تضحك و تتحدث معهم ( العاملين في المحل ) مشيت في طريقي فالتفتت إلي امي قائلة : ( هل رأيتي الموقف الذي حصل ..؟) فأجبتها و علامات الذهول تعلو ملامحي : ( رأيت… )و اتبعت قائلة بغضب : ( لِم ترتدي الحجاب ..! فلتنزعه أفضل لها ..! ) قالت أمي : ( استغفر الله .. مالنا و لها .. لن نتحدث عن الناس فالله يحاسبهم ) اكملنا طريقنا و ما زال الموقف يتردد في ذاكرتي مراراً و تكراراً ليلهب نار الغيرة في نفسي .. نعم غيرتي على اخواتي المسلمات و ما أصبحن عليه من حريه مزعومه .. بلا حدود أو قيود ..

اتضحت رؤيتي لهذه القضية و حددت رأيي فالآن أعلنها و أجزم بها …. نعم إن الفتيات هن من يبدأن بمغازلة الشباب و هذا ما أصبحنا عليه الآن .. ليس من هذا الموقف فقط فلست عجولة و اطلق حكمي من المرة الأولى و لكن الكثير من المواقف التي صادفتني لا استطيع ذكرها هنا فقد لا يتسع المكان لها كلها تشير أصبع الاتهام للفتيات ولا تبرأ الشباب من الذنب أيضاً ..

تعلمنا منذ أن خلقنا أن المرأة يجب أن تكون رمزاً للستر و الحشمة و أن اي شيء يحدث لها فهو عار يهدم جدار سمعتها و سمعة عائلتها جمعاء ولا أعمم فمازالت هذه الفكرة موجودة عند الكثير و لكن جزاءً كبيراً منهم قد ضربها بعرض الحائط و تخلى عنها..وكما يُقال أن لكل قاعدةٍ شواذ …
أسأل الله ان يمُن بهدايته عليهم انه على كل شيءٍ قدير ..

ختاماًُ أُخيتي في الله الحجاب يفرض عليكِ ماهو غير مفروض على غيركِ من الغير محتشمات فهو واجب و علينا احترامه … فليكن شعارك حجابي فيه ستري و حيائي ..