تتعدّد مصادر خشب الأرز في العالم بين أوروبا وكندا والولايات المتحدة الأميركية وغيرها من الدول، ولكن يحظى خشب الأرز اللبناني والذي يطلق عليه أيضاً إسم الخشب القطراني بمكانة هامّة، نظراً إلى مميّزاته وجودته. فهو يتمتّع بقدرة فائقة على مقاومة عوامل الطبيعة والزمن. ما هي استخدامات هذا الخشب في عالم الديكور؟ وما هي خصائصه؟ ولماذا هو ثمين؟ أسئلة حملتها «سيدتي» إلى خبير الديكور إدمون بطرس.
بخلاف معظم أنواع الخشب، يأبى السوس مهاجمة أو نخر الخشب القطراني!
ويعود السبب إلى احتوائه على كمية كبيرة من «الريزين»، ما يجعله يتمتّع بقوّة كبيرة في مكافحة العوامل الطبيعية المختلفة من مياه وحرارة وصقيع ورطوبة.
ونظراً إلى أن أشجار الأرز تحظى بالحماية من خلال تحويل الأراضي التي تحتضنها إلى محميات طبيعية يمنع فيها قطعها أو المساس بها، لا يتوافر خشبها للبيع على نطاق واسع، وبالتالي يرتفع ثمنه.
وفي الموازاة، تخضع عملية بيعه إلى شروط معينة في بعض الدول، كأن يتمّ السماح بقطع شجرة مهترئة على سبيل المثال. ولذا، لا نجد خشب الأرز مستخدماً بكثرة في الديكور الداخلي، ليقتصر حضوره على البناء الخارجي للمنازل و«الشاليهات» الشتوية، بسبب قدرته على مقاومة الأمطار والصقيع والرطوبة ودرجات الحرارة المرتفعة.
وتبيّن المقارنة بين الخشب القطراني وأنواع الخشب الأخرى حقيقة مفادها أن الثانية، ولدى تعرّضها إلى الحرارة، تجفّ وتتغيّر أشكالها لتتحوّل إلى مقوّسة!
إستخدامات مختلفة
يستخدم خشب الأرز في صناعة وتصميم المطابخ، الأبواب الخارجية والداخلية وسياج الحدائق. وبالمقابل، لا نشهد على حضوره في أعمال الديكور الثانوية، على نطاق واسع، نظراً لارتفاع ثمنه. ولكن، لا يتمّ الإستغناء عن القطع الصغيرة المتبقّية من الصناعات الأساسية، بل تشكّل رغم شدّة قساوتها، محوراً للأعمال الحرفية و«الاكسسوارات»، على غرار إطارات الصور والمرايا والصناديق الصغيرة وبعض المنحوتات الصغيرة الحجم… أما في مجال الأثاث فيصنّع منه أحياناً، طاولات وكراسٍ وخزائن وبعض الرفوف.
أشكال وألوان
تختلف العروق المتواجدة داخل خشب الأرز بين شجرة وأخرى، وذلك حسب عمرها ومصدرها. وكلّما كانت الشجرة مسنّة، تعدّدت العروق في داخلها، ما يمنحها جماليةً فائقة!
ويحمل خشب الأرز اللون الفاتح، وهو لا يحتاج إلى طلاء، ويوفّر حمايةً للقطع المشغولة منه لأنه يحتوي في داخله على عازل قوي هو «الريزين». ولكن، إذا كان لا بدّ من طلائه، فإن لوني الجوزي الغامق والسنديان الفاتح هما الأكثر ملاءمةً له.
تاريخ غابر
ثمة معلومات تاريخية عدّة تفيد بأهمية خشب الأرز اللبناني. وفي هذا الإطار، فقد ذكرت الكتب القديمة أن الفرعون المصري «خوفو» أمر باستقدام خشب الأرز لصنع أشياء مختلفة، بالإضافة إلى حضور هذا الأخير وتحديداً قطع طويلة منه ترتفع إلى عشرين متراً لبناء «سفينة الشمس» المدفونة تحت الأرض، بجانب هرم «خوفو». وقد تمّ، قديماً، صنع عاكس النور Abat- jour الذي يثبّت على نوافذ المنازل من هذا الخشب، وما تزال مجموعة من النماذج تشهد حتى اليوم على متانة هذا الخشب وعمره المديد.
هالتصاميم في قمه الروعه
مشكوره ياقلبي علي لافكار
يسلموووو
يسلمو عالمرور