الخميس /61/3/6002
محمد محفوض
في كل سنة نجتمع لنمجّد المعلم, نرسم حوله هالة نيرة لنسبغ عليه الألقاب , فهو مربي الأجيال وملهم الشعراء وباني الأمة وهو وراء كل عالم ..
يفتح أمامنا أبواب المستقبل الباهر , يغرس في كل بيت غرسة تزدهر بالثمر, فعلى يديه تكبر هذه الغرسة أو تضمحل وبيديه يعلو المجتمع وبدونهما يسقط.. وبكلمة مختصرة..
إنه شمس ساطعة في كبد السماء ,إنه رسول يحمل نور الحق في عقولنا ليضيء به ظلاماً دامساً .
هذا هو المعلم .. ….
فيا لها من كلمة …!! أجيال تنمو بين يديه . لتنضج صعوداً نحو مستقبل زاهر , لا يكل من الكلام ولا يبخل من تقديم العطاء , تراه يمسح جبينه بعد جهده الذي بذله ليواصل عطاءه بوجدان منفتح وقلب صادق , ليبعث فينا الأمل ببسمته التي يختلقها رغم معاناته .
إنه المثال الأصدق للعلم . مصباح الشباب في طريقهم المظلمة وجسر العبور للأجيال الى المستقبل الموعود , وعصب الحياة وقطبها الموجه , تقع على عاتقه مسؤوليات جمة وواجبات كبرى ويتوقف على دوره مصير الأجيال والشعوب .
لذا علينا أن نحبه ونحترمه, فإن فعلنا فإننا نغترف العلم منه غرفاً .
فما أروع من يجلو أفكار الناشئين والشباب ويوقظ مشاعرهم ويحيي عقولهم ,ويرقي إدراكهم
فما أروعك أيها المعلم وما أروع عطاءك .
يعني ممكن انك تجزئينها الى قسمين شي للإذاعة وشي للنشرات
يعتبر الإنسان أكبر كنز واعظم ثروة وكل أمة أو وطن يحرص على إعطائه الأولولية في الرعاية وينبغي على المؤسسات التربوية أن تتعهد هذا الانسان منذ الصغر بالرعاية الكاملة من جميع النواحي ليكون إنساناً فاعلا ويصبح عطاؤه سخيا وخيرا لأمته ومجتمعه، والمعلم هو من يمكن أن يتحمل هذا العمل المهم لأنه من يضحي من أجل تحقيق الأمل الواعد والباسم لجيل الغد المأمول براحته ووقته ، قدوته في ذلك الرسل والانبياء عليهم السلام، الذين سبقوه ينشرون الهداية بين البشر ويقودونهم إلى طريق الإيمان ويعلمونهم الفضيلة ومكارم الاخلاق والمثل العيا ولاشك بأن المعلم يعد العمود الفقري للعملية التعليمية وذلك لما لدوره من اهمية في بناء الأمة وتربية الأجيال الواعدة فإننا مسؤولون جميعاً بتفهم دوره ورسالته وتأثيره العميق في كل ميدان من ميادين الحياة الانسانية ولأن رسالته عظيمة، ولأن أول كلمة في القرآن الكريم «إقرأ باسم ربك الذي خلق» فهذا دليل على قوة الارتباط بين هذا المخلوق المكرم والسماء، إنه ارتباط المعرفة بالإيمان في وقت كانت فيه الأمم الأخرى تعيش مرحلة ضياع تام وجهل مطبق ولأننا في بداية العام الدراسي فالتحية كل التحية لأخواتي المعلمات بهذه المناسبة والذي نتمنى جميعا ان يكون عام خير على جميع من يربي الأجيال التي سوف تنهض بهذه الأمة مع إضافة الكثير وبهمة وعزيمة لنحقق معها ما هو مرسوم من اهداف لبلادنا وبالذات في مجال التعليم وقد حققنا مكاسب لا بأس بها ولكننا نريد المزيد فنحن سائرون في الدرب الذي يؤدي بنا إلى استيعاب العلم والمعرفة والمعلمون كالمشاعل المضيئة في دورب حياة أمتنا وقد فاخر كل الرسل والأنبياء عليهم الصلاة والسلام بأنهم معلمون، فهل من تكريم بعد هذا وقدسية لهذه المهنة النبيلة التي يحملها المعلمون، فعلينا جميعا أن نستوعب الدور المهم للمعلم نعم فبكم أيها المعلمون سنحول الجهل إلى قوة جبارة بالعقل والمنطق وأنتم من سيقضي على مخلفات الجهل والتعصب ولأن ثقافتنا تتفاعل بقدرة عالىة وتستوعب ثقافات العالم وحضاراته فكل ما كنا أكثر وعيا برسالتنا كانت الأرض أكثر صلابة تحت أقدامنا وسنكتب التاريخ بإيماننا العميق برسالتنا وقدرتنا على العطاء والتضحية وسنتغلب على التخلف الذي يعيق أمتنا وبكم سوف يرحل الظلام والجهل عن ارضنا الطاهرة ولا نريد للإنسان في بلادنا أن يكون رقما لاقيمة له وإنما نريده مؤمنا بدينة ووطنه وأن نكون جميعا أقوياء كقوة الصخور المتناثرة في وطننا الغالى وأن يكون عطاؤنا كعطاء سهول تهامة الخير وأنتم من سيخرج الشباب الذين سيحولو هذه الأرض إلى واحة خضراء نزرع فيها كل ما نحتاجه ومن تحت أيديكن فلنبلغ أهدافنا وبدون ضياع للوقت من أول أيام العام الدراسي الجديد فعليكن أن تحضوا بناتنا على الجد والمثابرة والتحصيل الجيد ليكون الحصاد في آخر العام يتناسب مع الزرع الذي زرعناه وأن يكون أفضل من الأعوام السابقة وكل هذه سيكون بجهودكن
المعلم يعيش بين عناء الوظيفة وشرف المهنة :
لذلك نقول ايتها المعلمة إن مهمتك عصيبة جداً ، ولكنك داعية إلى الله ، وحامل لواء المسلمين فلا يؤتى الإسلام من قبلك ، وهنيئاً لك ( ومن أحسن قولاً ممن دعا إلى الله)
وكما تعلمون أن سياسة التعليم يجب أن تنبثق من الشريعة الإسلامية ، ويجب أن تكون لها أهداف وغايات عظمى لا يمكن أن تتحقق ( بعد توفيق الله ) إلا من خلال معلم ذي شخصية سوية في صفاتها وخصائصها ، في آمالها وتطلعاتها ، في مقاييسها وموازينها ، لم تمسخ فطرتها ، ولم تنحرف أفكارها .
فليكن إصلاحك لنفسك أيتها المربية قبل كل شيء ، فالحسن عند الطالبات ما فعلت ، والقبيح عندهن ما تركت ، وإن حسن سلوك المربية والمعلمة أفضل تربية لهن فيجب أن تكون رحبة الصدر محبة متسامحة فلا تنزعجين لأقل هفوة ، ولا تدققين على الأمور التافهة والبسيطة والصغيرة ، خصوصاً تلك التي تحصل من الطالبات لأول مرة ، إلا إذا مست الآخرين ، فذاك شأن آخر ( فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنْ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ )
اليك..أيها القدوة ..أيها المقاتل في ميدان التربية ..أيها الرائد..يامن تنشئ أنفسا ..وعقولا ..
اعلمت أشرف أو أجلّ من اللذي ******* يبني وينشؤ أنفسا وعقولا
يامن تحرق نفسك..كالشمعة في مهب الريح..لتنير طريق الآخرين ..بالعلم ..والمعرفة ..والأخلاق ..قبل وبعد كل شيئ ..
انت أول من علمني أخط حرفا ..وكان حرفك سيدي ..أولى خطواتي الثابتة ..نحو ميادين المعرفة ..وبحور التنور ..والعلم..
في يوم ما ..كان الطفل الصغير ..يمسك بتعثر بقلم..بدى للوهلة الأولى ..كبير عليه..
بدأ الطفل ..أولى شخابيطه ..
على صفحات دفتره صغير ..
بدأها ..بحرف ..
تلته كلمة ..
تلتها جملة ..
تلتها صفحة
تلاه كتاب ..
تلته قواميس ..وموسوعات ..
ومرت السنون..
تتبعها السنون..
…أصبح طفل الأمس ..كاتبا ..يشار له بالبنان..أو مهندسا ..يرفع أعمدة الخرسانة ..والطوب ..أو ..طبيبا ..يشفي عليل المعتل ..ويبرؤ سقم السقيم..
وما نسى طفلنا اللذي ..صار اليوم يافعا ..بذرة زرعتها بيديك…وولبنة وضعتها بيمينك..
لك ..سيدي ..ولك سيدتي ..
يامن يحمل لقب …((معلم ))
فائق احترامي ..وتقديري ..
في يوم المعلم نعيش فرح الروح .. روح العطاء معكم.. فرح القيمة الإنسانية إن المعلم هو روح العملية التعليمية و لبها وأساسها الأول وركنها الركين . المعلم هو الركيزة الأساسية وحجر الزاوية في نظام التعليم. لا نكران لأثر المناهج الجيدة والكتب الجذابة و المباني النموذجية لكن هذه الأشياء وسواها على أهميتها تأتى بعد المعلم المقتدر المتألق الذي يعلم بعقله وقلبه وسلوكه.
أن تكون معلماً، يعني أن تكون رسولاً ، ذلك انك تتعاطى مع أنفس وأرواح وعقول تبنيها لتنتج إنساناً متعلماً متفكراً متدبراً، ولتحقيق هذه الغاية لا بد أن تكون مربياً مُهذِّباً ومؤدِّباً .. وهنا يبدأ جهاد النفس كي تكون كل ذلك لا بد أن تبدأ بتعليم نفسك وتربيتها وتهذيبها لترتفع إلى مستوى أصحاب الرسالات…
أيها الإخوة المعلمون المكرّمون، أنتم الركن الذي لا غنى عنه مهما تقدمت التقنيات، وتنوعت الوسائل والاختراعات، لأنكم تتحلون بالفضائل، وتتسمون با لروح، وتوجّهون بالقدوة والأسوة، وتعملون بالحكمة والموعظة الحسنة. أما الآلات، فعلى أهميتها التي لا تنكر، فهي أدوات، لا تحسّ، ولا تعقل، ولا تحنو، ولا تقّدر، وكذلك الكتب، هي ثمار عقول مؤلفيها: فيها الصالح، والطالح، والمفيد وغير المفيد، والصعب الذي يحتاج إلى تسهيل، والغامض الذي يحتاج إلى شرح.
لابد إِن يدرك المعلم المثالي أنه " صاحب رسالة، يستشعر عظمتها، ويؤمن بأهميتها، ولا يضنّ على أدائها بغال ولا رخيص، ويستصغر كل عقبة دون بلوغ غايته من أداء رسالته. وإن اعتزاز المعلم بمهنته، وتصوره المستمر لرسالته، ينأيان به عن مواطن الشبهات، ويدعوانه إلى الحرص على نقاء السيرة، وطهارة السريرة، حفاظاً على شرف مهنة التعليم، ودفاعاً عنه. · أخي المعلم، أختي المعلمة، أنت سبب نجاح المجتمع ونيله شرف السبق بين الأمم، فأنت عنوان نهضة الأمة وتقدمها وأنت عند التربويين تعدُّ منزلتك أعلى درجة من الوالدين قال الإمام الغزاليُّ:" حق المعلم أعظم من حق الوالدين، فإن الوالدين سبب الوجود الحاضر والحياة الفانية، والمعلم سبب الحياة الباقية فأبو الإفادة أنفع من أبي الولادة
أنت سبب انتصار الأمة في معركتها المصيرية أو هزيمتها، فقد أرجعت فرنسا هزيمتها في الحرب الثانية إلى المعلم قائلة:" إن التربية الفرنسية متخلفة" وقال قائد الأمريكان لما غزا الروس الفضاء : ماذا دها نظامنا التعليمي؟"."الأمة في خطر". أنتم الأمناء على أغلى ما وهبنا الله، وأنتم محط الرجاء، وأنتم الذين يعول المجتمع عليكم- بعد الله- في أن تهيئوا أبناء أمتكم ليكونوا كما أراد الله مواطنين صالحين. بجهدكم ووعيكم يتحدد مستقبل الوطن وتتبلور صورته ويعلو شأنه.
بقلم / مجدى فوزي توفيق المنشاوى
ماقصرتي