جواب هذا السؤال تجده في جواب رسول الله لجبريل لما سأله عن الإحسان قال { عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَارِزًا يَوْمًا لِلنَّاسِ فَأَتَاهُ جِبْرِيلُ فَقَالَ مَا الْإِيمَانُ قَالَ الْإِيمَانُ أَنْ تُؤْمِنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَبِلِقَائِهِ وَرُسُلِهِ وَتُؤْمِنَ بِالْبَعْثِ قَالَ مَا الْإِسْلَامُ قَالَ الْإِسْلَامُ أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ وَلَا تُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَتُقِيمَ الصَّلَاةَ وَتُؤَدِّيَ الزَّكَاةَ الْمَفْرُوضَةَ وَتَصُومَ رَمَضَانَ قَالَ مَا الْإِحْسَانُ قَالَ أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ 00) }
بمعنى مراقبة الله عز وجل أو مراقبة حدود الله عز وجل 0000 أو لنقل مراقبة النفس ومحاسبتها من قبل أن يحاسبها الله عز وجل ولسان حالنا يقول كما يقول ابن قدامه :
( مالي بضاعة إلا العمر فإذا فني مني رأس المال وقع اليأس من التجارة وطلب الربح وهذا اليوم الجديد قد أمهلني الله فيه وأخر أجلي وأنعم علي به ولو توفاني لكنت أتمنى أن أرجع إلى الدنيا حتى أعمل فيها صالحا )
يقول ربكنا { وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنْفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ(235) ويقول { يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ(19) } ويقول سبحانه { وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ(4) } فهو فالواجب على كل مؤمن أن يكون سره مثل علانيته وأن لا يكون الله سبحانه أهون الناظرين اليه ، يغلق الباب والنوافذ فيأمن الناس ولكنه يفضح نفسه عند ربه ،وأنا لا أقول أن المؤمن لا يخطيء بل يخطيء إذا غفل ولكنه يرجع ويستغفر يقول الله سبحانه { إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ(201) }( الأعراف ) 0
روى عن أحد الصالحين أنه قال ( حق على العاقل أن لا يشغل عن أربع ساعات ، ساعة يناجي بها ربه وساعة يحاسب بها نفسه وساعة يفضي إلى أخوانه الذين يخبرونه بعيوبه ويصدقونه في نفسه وساعة يخلي بين نفسه وبين لذاته فيما يحل ولا يحرم فإنها عون له على تلك الساعات )
قال أبو شجاع الكرماني ( من عمر ظاهره باتباع السنة وباطنه بدوام المراقبة وكف نفسه عن الشهوات وغض بصره عن المحارم واعتاد أكل الحلال لم تخطيء له فرسه)
قال ميمون ابن مهران ( لا يكون الرجل تقيا حتى يحاسب نفسه محاسبة شريكه وحتى يعلم من أين ملبسه ومطعمه ومشربه ( الزهد ) .
نعم مراقبة النفس ومحاسبتها من أهم الأمور لكي لا تضيع الجادة ، قال تعالى { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ(18/ الحشر) أي لتحاسب نفسها أولا بأول .
منقول
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خير وبارك فيك
اللهم اجعلنا ممن يستمعون القول
ويتبعون احسنه
والف شكر لك
اختك
بنت المملكة