تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » كيف نعالج قسوة القلوب ؟

كيف نعالج قسوة القلوب ؟ 2024.

كيف نعالج قسوة القلوب ؟
تعريف قسوة القلب بشكل عام، بأنها حالة من الجمود العاطفي وفقدان التفاعل مع حدث أو موقف معين، وقد تختلف شدة التأثر وردة الفعل، تجاه حدث معين باختلاف العقيدة والبيئة ووجهات النظر، لكن ما يعنينا هنا هو إيجاد العلاج للقسوة، فيما يتعلق بالعلاقة مع الله تعالى، والتفاعل مع العبادات المختلفة،
وعلى النقيض من القسوة تأتي الرقة، وتعني لين القلب والتفاعل العاطفي مع الموقف، وهذا ما نرمي إليه في هذا البحث عن طريق إيجاد وسائل لأجل إحلال الرقة محل القسوة في قلوبنا إن شاء الله.

أسباب قٌسوة القلب:
فيما يلي عدد من الأسباب التي تجعل الإنسان قاسي القلب، لايخشع في صلاته، ولا يرق قلبه ويلين في كثير من المواضع التي تتطلب اللين والخشوع، وهذه الأسباب مستوحاة من كتاب الله والسنة
البعد عن الله وعدم استحضار الوجود المطلق في حياة الإنسان، وعدم ذكره تعالى على كل حال، مما يسبب قسوة القلب عند الإنسان دون أن يشعر بذلك، فإذا ذكر الله عنده وقرئ القرآن ازدادت قسوته بدلا من أن يتفاعل ويخشع.. ورد عن المسيح أنه قال: (لا تكثروا الكلام في غير ذكر الله، فإن الذين يكثرون الكلام في غير ذكر الله قاسية قلوبهم، ولكن لا يعلمون).

كثرة الذنوب والمعاصي، واتباع وساوس الشيطان، مما يسبب ظلمة في النفس وقسوة في القلب {فبما نقضهم ميثاقهم لعناهم وجعلنا قلوبهم قاسية يحرفون الكلم عن مواضعه ونسوا حظا مما ذكروا به}.. إن تتابع الذنوب وكثرتها، تجعل النفوس مرتعا للشيطان، ويبعدها عن رحمة الله عز وجل (فتلك قلوب قاسية، ونفوس طاغية، وأجسام محشوة بسخط الله ولعنة الرسول، قد عشش فيها الشيطان وفرخ).

إن البعد عن الله، وارتكاب المعاصي، واتباع الهوى، يتسبب في إنزال العقاب الإلهي المتمثل في إغفال القلب أي اقسائه {ولاتطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه} {بل طبع الله عليها بكفرهم} وهذا من أشد العقوبات على الإنسان، حين يطرده الله من رحمته، فيقسو قلبه، ويلقى الخزي والعذاب في الدنيا والآخرة.

آفة العجب والشعور بالكمال -الزائف- الذي هو من أقبح الوسائل والحيل النفسية، التي يوسوس بها الشيطان للناس بشكل عام، و للمؤمنين بشكل خاص، ليبعدهم عن طريق الهدى، وليتوهموا أنهم يقومون بالأعمال العبادية على أكمل وجه، وبذا يضعف هاجس الخوف عندهم من عدم قبول تلك الأعمال.. وبالتالي يفقدون التفاعل معها.

كثرة المشاغل والهموم الدنيوية، وعدم الاهتمام والانشغال بما بعد الموت، مما يسبب الغفلة والقسوة عند الإنسان (فالقلوب قاسية، عن حظها لاهية، عن رشدها سالكة في غير مضمارها، كأن المعني سواها، وكأن الرشد في أحراز دنياها).

عدم التعود على إظهار الرحمة والرقة والخضوع، وربما للتربية والمحيط الذي يعيش فيه الإنسان أثر كبير في ذلك.

كيف نعالج قسوة القلب؟..
بعد أن استعرضنا الأسباب التي تؤدي إلى قسوة القلب عند الإنسان، سنحاول إيجاد العلاج المناسب لهذه الحالة، اعتمادا على القرآن الكريم والسنة وذلك ضمن النقاط التالية:

كثرة التقرب إلى الله تعالى ، فكلما تقرب الإنسان إلى الله أكثر، اقترب من مصدر الخير والرحمة، حيث يشمله الله بعنايته، ويفيض عليه من خيره (عبدي تقدم إلي خطوة، أتقدم اليك خطوتين)، وبذا يهديه الله، ويختاره لدينه، ويوفقه للعبادة والخشوع {وممن هدينا واجتبينا اذا تتلى عليهم آيات الرحمن خروا سجدا وبكيا}.

ذكر الله تعالى في الشدة والرخاء وفي كل وقت، سواء عند أداء العبادات الواجبة، أو عند القيام بالأعمال الحياتية المختلفة، وذلك بالنية الخالصة بأن تكون تلك الأعمال كلها لله تعالى، ولا نكون من الذين تحول قسوة قلوبهم دون التضرع إلى الله تعالى، فيتعرضوا لسخطه تعالى وعذابه {فلولا إذ جاءهم بأسنا تضرعوا ولكن قست قلوبهم وزين لهم الشيطان ما كانوا يعملون}.. ومن أهم أنواع الذكر قراءة القرآن، الذي جعله الله عبرة لمن يرق قلبه، ويتأثر بالانذار{ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى إلا تذكرة لمن يخشى}.

الدعاء والإلحاح على الله تعالى في أن يهبنا رقة في القلب، ويشرح صدرنا للدين القويم {أفمن شرح الله صدره للإسلام فهو على نور من ربه فويل للقاسية قلوبهم من ذكر الله أولئك في ضلال مبين}.. كذلك ندعوه جل شأنه أن يرزقنا رحمة وتحننا، كما وهبها لأنبيائه: كنبي الله نوح ، الذي دعا لولده وأهله رغم عصيانهم.. وكذلك يحيى ، الذي وهبه الله حنانا ورقة قلب، بفضل أعماله الصالحة الزاكية، وبره بوالديه، وعدم تكبره وتطاوله على الذات المقدسة {وحنانا من لدنا وزكاة وكان تقيا وبرا بوالديه ولم يكن جبارا عصيا}.

عدم الانشغال التام بالأمور الدنيوية، بل ينبغي القيام بها دون إفراط أو تفريط، كذلك تعويد النفس على الصبرعلى الملاذ..(طلبت رقة القلب فوجدتها في الجوع والعطش).

التركيز عند أداء العبادات، واستحضار الخوف من الله تعالى عند المثول بين يديه، ومحاولة إيجاد وسائل تعيننا على التركيز، كتغيير السورة القرآنية عند أداء الصلاة مثلا، وإتيان التعقيبات، وأداء النوافل، والصيام المستحب، وغيرها من الأعمال الاختيارية التي تقرب الإنسان إلى الله أكثر، وتشعره بلذة القرب والمناجاة، وتزيد من خشوعه وخضوعه لله تعالى.

تعويد النفس على الرحمة والترحم- أي إظهار الرحمة- وذلك من خلال التعامل اليومي مع الناس، وخصوصا الرحمة بالوالدين والأولاد، لما لذلك من الفضل عند الله، فالإنسان إذا رحم إنسانا حصلت عنده رقة، فإذا توالت تلك الرحمة فإنها تصير كالملكة.. وردفي احد الادعية(وافتح اللهم لنا مصاريع الصباح بمفاتيح الرحمة والفلاح) ومفاتيح الرحمة هي رقة في القلب، تقتضي الإحسان إلى الناس.

تذكر الموت والحشر والحساب، يحدث عند الإنسان اللين والخشوع، ويوجب رقة القلب (كفى بالموت واعظا).

نستخلص مما سبق: أن البعد عن الله، وكثرة الذنوب والمعاصي، هي من أشد موجبات قسوة القلب.. وأن ذكر الله تعالى، والتقرب إليه بالأعمال الصالحة، يوجب رقة القلب واللين والخشوع، وهذا يتطلب توفيقا من الله تعالى، لمن أخلص النية وعزم على التوبة.
ختاما لندعو بالدعاء الوارد عن رسول الله (ص): (اللهم يا خير من سئل!.. ويا أجود من أعطى!.. حوّلنا مما نكره إلى ما تحب وترضى، وإن كانت القلوب قاسية، وإن كانت الأعين جامدة، وإن كنا أولى بالعذاب، فأنت أولى بالمغفرة) وصلى الله على محمد وآل محمد.

اسالكم الدعاء

الله يعافيك دنيا واخره واللهم ثبتنا علي دينك وءاتنا في الدنيا حسنه وفي الاخرة حسنه وقنا عذاب النار
:shy:

اهلين فيك وحياك الله وربي يوققك ونولك الي في بالك ومشكورة على قراءة الموضوع والرد:smile:

بارك الله فيكِ

وجزاك الجنة

🙂

اهلين حياتى وربي يبارك فيك ويوفقك دنيا واخرة ومشكورة على قراءة الموضوع والرد:smile:

صلى الله عليه وسلم

تسلمين أخيتي وأنا أيضا سمعت ان كثرة سماع الاغاني تقسي القلب

الله يبعدنا وأولادنا عنها

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مشكووووووووووووره اختي العزيزه
وجعله الله في ميزان حسناتك
وننتظر دائما المزيد حتى نستفيد بموضوعاتك عروس
وتقبلي خالص تحياتي
جنة الجنان

Miss Universe

مشكورين على الردود الحلوة وربي يوفقكم دنيا واخرة 🙂

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.