تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » الرسالة الثامنة

الرسالة الثامنة 2024.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

نطيعُ نبينا , و نُطيعُ ربًّا ***** هو الرحمن كان بنا رءوفًا

الله عز و جل هو الرءوف ؛ لأنه المتناهي في الرحمة بعباده , لا راحم أرحم منه , و لا غاية وراء رحمته .
جاء وصف النبي صلى الله عليه و سلم بالرءوف في قوله تعالى : ( لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ ) سورة التوبة : 128

قال ابن عباس رضي الله عنهما : (سماه باسمين من أسمائه , و في الجمع بينهما دلالة على أن في كل منهما معنى ليس في الآخر , على نحو ما ذكره أهل العلم ) فالرءوف هنا شديد الرحمة , و الرحيم الذي يريد لهم الخير , و قيل : رءوف بالطائعين , و رحيم بالمذنبين .

يقول النيسابوري : و من رحمته أنه أمر بالرفق , كما قال صلى الله عليه و سلم : ( إن هذا الدين متين فأوغلوا فيه برفق ) , و من رحمته قيل له : (فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ ۖ ) سورة آل عمران : 159

و هاهنا نكتة و هي أن رأفته و رحمته صلى الله عليه و سلم لما كانت مخلوقة اختصت بالمؤمنين فقط , و كانت رأفته و رحمته – سبحانه و تعالى – للناس عامة , ( إنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ ) سورة البقرة : 143

وهناك نكتة أخرى : و هي أن رحمته صلى الله عليه و سلم عامة للعالمين , و أما رحمته المضمومة إلى الرأفة فخاصة بالمؤمنين , و كأن الرأفة إشارة إلى ظهور أثر الدعوة في حقهم , فالمؤمنون أمة الدعوة و الإجابة جميعًا .

معنى الرأفة : مبالغة في رحمة مخصوصة هي رفع المكروه و إزالة الضر , و ذكر الرحمة بعد الرأفة مطرد في القرآن الكريم لتكون أعم و أشمل .

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال : (اللهم إني أتخذ عندك عهدًا لن تخلفنيه, فإنما أنا بشر , فأي المؤمنين آذيته، شتمته،لعنته , جلدته , فاجعلها له صلاة وزكاة وقربة، تقربه بها إليك يوم القيامة ) رواه البخاري و مسلم

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال : ( لما خلق الله الخلق كتب في كتابه فهو عنده فوق العرش : إن رحمتي تغلب غضبي ) رواه البخاري و مسلم

عن سلمان الفارسي – رضي الله عنه – قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : (إن الله تعالى خلق يوم خلق السموات والأرض مائة رحمة , كل رحمة طباق ما بين السماء والأرض، فجعل منها في الأرض رحمة , فبها تعطف الوالدة على ولدها، والوحش والطير بعضها على بعض , وأخّر تسعًا وتسعين، فإذا كان يوم القيامة أكملها بهذه الرحمة‏ ) رواه مسلم

عن النعمان بن بشير رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ( ترى المؤمنين في تراحمهم و توادهم , و تعاطفهم كمثل الجسد إذا اشتكى عضو تداعى له سائر جسده بالسهر و الحمى ) رواه البخاري و مسلم

عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال : كنا في سفر مع النبي صلى الله عليه و سلم فانطلق لحاجته , فرأينا حمرة معها فرخان , فأخذنا فرخيها , فجاءت الحمرة فجعلت تفرش , وجاء النبي صلى الله عليه و سلم فقال : ( من فجع هذه بولدها ؟ ردوا ولدها إليها ) , و رأى قرية نمل قد حرقناها فقال : ( من حرق هذه؟) قلنا : نحن , قال : ( إنه لا ينبغي أن يعذب بالنار إلا رب النار ) سنن أبي داود

من فوائد الرحمة و الرأفة :
– مدعاة لرضا الله و سبب لدخول الجنة .
– من رُزق الرأفة و الرحمة فقد جمع كثيرًا من صفات الخير .
– الجنة هي دار الرحمة لا يدخلها إلا الراحمون برحمة الله .
– برحمة الله تعالى للراحمين يوفقهم لترك المعاصي و نيل الدرجات .
– إشاعة الرحمة و الرأفة بين أفراد المجتمع فيها سبب للألفة و المحبة بين عباد الله المسلمين .

و أخيرًا .. أسأل الله تعالى أن يتقبل هذا العمل فيكون خالصًا لوجهه الكريم , فينفع به ..
و أسأله سبحانه أن يمحو الخطأ , و يغفر الزلل , و يتجاوز عن السيئات و يرزقنا الفردوس الأعلى من الجنات برحمته أرحم الراحمين .. و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين ..

كم تعجبني رسائلك يلة الشهر الفضيل

بارك الله فيك اختي

جزاكي الله خير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.