تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » ثمن المحبة للإمام الألباني رحمه الله

ثمن المحبة للإمام الألباني رحمه الله 2024.

بسم الله الرحمن الرحيم


من درر وفوائد الإمام الألباني – رحمه الله –

سائل: الذي يحب في الله يجب أن يقول له أحبك في الله ؟
الشيخ : نعم ، ولكن الحب في الله له ثمن باهظ ، قَـلّ من يدفعه ، أتدرون ما هو الثمن في الحب في الله ؟ هل أحد منكم يعرف الثمن ؟ من يعرف يعطينا الجواب …
أحد الحضور : يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم " سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله " ،… منهم رجلا تحابا في الله اجتمعا على ذلك وافترقا على ذلك.
الشيخ : هذ كلام صحيح في نفسه ، ولكن ليس جواباً للسؤال ، هذا تعريف للحب في الله تقريباً وليس بتعريف كامل ، أنا سؤالي ما الثمن الذي ينبغي أن يدفعه المتحابان في الله أحدهما للآخر ، ولا أعني الأجر الأخروي ، أريد أن أقول من السؤال ما هو الدليل العملي على الحب في الله بين اثنين متحابين ؟ فقد يكون رجلان متحابان ، ولكن تحاببهما شكلي ، وما هو حقيقي فما الدليل على الحب الحقيقي؟
أحد الحضور : " أن يحب لأخيه ما يحبه لنفسه ".
الشيخ : هذا صفة الحب أو بعض صفات الحب …
أحد الحضور : قال تعالى " قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله " [ آل عمران 31].
الشيخ : هذا جواب صحيح لسؤال آخر ..
أحد الحضور : الجواب قد يكون في الحديث الصحيح " ثلاث من كن فيه وجد في حلاوة الإيمان " …. من ضمنه الذين تحابا في الله.

الشيخ : هذا أثر المحبة في الله ، ما هو ، حلاوة يجدها في قلبه.
أحد الحضور : قال تعالى : (( والعصر إن الإنسان لفي خسر إلا الذين ءامنوا وعملوا الصالحات وتواصو بالحق وتواصوا بالصبر )).

الشيخ : أحسنت ، هذا هو الجواب ، وشرح هذا إذا كنتُ أنا أحبك في الله فعلاً تابعتك بالنصيحة ، كذلك أنت تقابلني بالمثل ، ولذلك فهذه المتابعة في النصيحة قليلة جداً بين المدعين الحب في الله ، الحب هذا قد يكون فيه شيء من الإخلاص ، ولكن ما هو كامل ، وذلك لأن كل واحد منا يراعي الآخر ، بيخاف يزعل ، بيخاف يشرد ….إلى آخره ، ومن هنا الحب في الله ثمنه أن يخلص كل منا للآخر وذلك بالمناصحة ، يأمره بالمعروف وينهاه عن المنكر دائماً وأبداً فهو له في نصحه أتبع له من ظله ، ولذلك صح أنه كان من دأب الصحابة حينما يتفرقون أن يقرأ أحدهما على الآخر (( والعصر إن الإنسان لفي خسر إلا الذين ءامنوا وعملوا الصالحات وتواصو بالحق وتواصوا بالصبر )).

المصدر: الحاوي من فتاوى الألباني . ص (165-166).
منقول

أتمنى أن نقف مع هذه الكلمات وقفات و سأكتب بدون ترتيب للعبارات :

* أن نعرف معنى الأخوة الحقيقية و معنى الحب في الله " و تواصوا بالحق و تواصوا بالصبر " فإن وجدتِ أخت تنصحك لا تتكبري فكلنا يغفل و يضعف و كلنا يحتاج للتذكير فلا تملّي منها فهذه هي التي تحبك صدقاً و تريد لكِ الخير و تريد لكِ رضا الله و الجنة.


* أن نستفيق من سلبيتنا في عدم نصحنا بعضنا بعض إذا رأينا من الغير نقص أو منكر خشية أن يزعل أو يهاجر أو يغضب .. فهذه ليست حقوق الأخوة أن تري أختكِ غفلت و لا تُذكّريها و يدل أيضاً على ضعف إيمان فلو كنتِ حقاً محبة لله تغضبي له و تحبي فيه صدقاً تعملي في سبيل ذلك


* و وفقة من جهة أخرى مع من تحرص على بقاء صديقتها معها فتسكت عن منكر و قد تشاركها فيه .. أعلمي أخيتي أنها ستسخط عليكِ و ستبغضكِ , قال رسول الله صلى الله علسه و سلم : " من أرضى الناس في سخط الله, سخط الله عليه و أسخط عليه الناس و من أسخط الناس في رضى الله, رضي الله عليه و أرضي عليه الناس " لأن قلوب العباد بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء فالله هو مُقلب القلوب, وهذا رزق من الله كيف لن تحصلي عليه و أنتِ تُرضيه!


* لا تُبرري تقصيرك في النصيحة بأنهم لا يستجيبون و إليكِ هذه الكلمات من محاضرة الإخوة الإيمانية للشيخ محمد مختارالشنقيطي ::

النصيحة التي تدل على حبك لله وفي الله, فثمرة من ثمار الخير تدل على حسن الطاعة لله والبر, ثمرة ما كانت في المؤمن إلا دلت على دينه واستقامته وحبه لله جل وعلا, وحبه لعباده الصالحين, أتدرون ما هذه الثمرة العظيمة التي جعلها النبي صلى الله عليه وسلم عماداً في الدين؟ إنها النصيحة, فإذا أردت أن ترى أخاك الصادق فانظر إلى ذلك الناصح المشفق, الذي ينظر إليك نظرة الغريق, ويعطف عليك بكل حنان وبر وإحسان، وحسن كلام وبيان, ينتشلك من النيران والعصيان, لكي يواسيك أو يسليك أو يثبتك بتلك النصيحة الصادقة على طاعة باريك. إنها النصيحة التي يقول فيها النبي صلى الله عليه وسلم: (الدين النصيحة, الدين النصيحة, الدين النصيحة, قلنا: لمن يا رسول الله؟ قال: لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم) فإذا وجدت أخاك يأخذ بحجزك من النار فإنه الأخ الصادق, والأخ المشفق، والمحب الذي برأ من الخسارة وتأذن بالربح مع الله في التجارة وَالْعَصْرِ * إِنَّ الإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ [العصر:1-3] آمنوا ثم عملوا الصالحات ثم تواصوا, والغالب في أخيك الذي ينصحك أنه لا ينصحك إلا بعد دين, يتغلغل في قلبه حتى يغار عليك إذا رآك على خطيئة أو معصية, إذا سمعت أخاك ينصحك أو يوجهك أو يرشدك، فاعلم -والله- أنه يريد لك الخير من الله, أخوك الصادق الذي يبذل لك الكلمات المشرقة المضيئة من قلب صادق, فهذه من دلائل الحب في الله. ثم إذا أردت أن تنصح أخاك وأن توفي هذه العلامة حقها وقدرها فهنا أمور: أولاً: أن تنصح أخاك وأنت مخلص لله جل جلاله, تكلمه وأنت تستشعر أن الله يسمعك ويراك, تكلمه وليس في قلبك إلا الله جل جلاله, تشتري رحمة الله بهذه الكلمات, والله ما من نصيحة خرجت من قلب إلا وقعت في القلب شاء صاحبها أم أبى, أن تخرج النصيحة من قلبك الصادق المخلص لوجه الله جل جلاله تعامل الله، فكم من كلمات صادقة خالصة قد لا ينفع الله بها في حينها ولكنها تبقى في القلوب, تقرع أصحابها ولو بعد حين, قد تنصح أخاك اليوم ولكن لا يستجيب، وقد يستهزئ ويسخر وقد يسفه رأيك أو يستهجن قولك، ولكن تمضي الأيام تلو الأيام, وتأتي تلك الساعة التي يتأذن الله فيها بدخول تلك النصيحة التي لا زالت عند سمعه حتى تدخل إلى سويداء قلبه يوم تدخل, فينجيه الله بها من النار, فيكون في ميزان حسناتك. كم من إخوان أحبوا في الله أمضوا أوقاتهم في النصيحة والدلالة على سبيل الله, خطوا في دواوين الحسنات أجوراً, وخطوا في دواوين الحسنات مثاقيلاً منها، فطوبى لهم وحسن مآب. أخلص لله عز وجل في نصحك وتوجيهك, والتمس أفضل الأوقات، وليكن نصحك بتعاهد كما كان النبي صلى الله عليه وسلم, وإياك والإكثار من النصيحة، قال الصحابي رضي الله عنه وأرضاه: (كان النبي صلى الله عليه وسلم يتخولنا بالموعظة مخافة السآمة) التمس أفضل الأوقات, والتمس أفضل العبارات، وأخرجها من قلبك ولو استطعت أن تلفظ الدمع من عينيك إشفاقاً على أخيك, كل ذلك لكي تفوز بطاعة باريك.


* وفقة أخيرة : الدعاء الدعاء الدعاء, أن يرزقنا الصحبة الصالحة, أن يرزقنا الصدق و الإخلاص, أن يعيننا على أداء حقوق الأخوة و الصبر و الثبات على ذلك, أن يوفقنا أن نأمر بالمعروف و ننهى عن المنكر بحكمة و لين و رفق ..
نسأل الله أن يغفر لنا تقصيرنا و أن يعيننا على حسن عبادته و أن يرزقنا حسن خلق اللهم آمين

م/ن

بارك الله فيك

جزاك الله خير

بارك الله فيك ورزقنا الله وإياكِ الحب في الله والظل يوم القيامة
موضوع يستحق التمعن والتدبر به
ما أعظم عطاء الله اللهم اعنا على ثباتنا حتى مماتنا يا الله
.بارك الله فيكِ أختي الغالية..أسعد الله أيّامكِ

جزاكِ الله خيراً
جزاك الله خير

جزاكـ اللهـ خير…

بارك الله فيكِ
والله يعطيكِ العافية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.