الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله اما بعد :
هذا حياء من قد برأها الله جل وعلا من سابع سماء ولها في الجنة مقعدا وإيواء
عباد الله : حينما يكون الحديث بداية عن حياء عائشة رضي الله عنها لأنها رمز الحياء والعفاف هي القدوة العظمى لكل النساء هي ناقلة الخبر الصحيح والكل يتقرب الى الله بحبه لها وشرف امومتها له
ولكن ياعبادالله ؟!
أن الناظر في الواقع اليوم ليرى الناس وقد بدأوا في خدش الحياء بإشاعة التبرج والسفور من خلال مخالفات وقعن فيها بعض النساء وعلى مرأى من اولياءهن مع الأسف الشديد حتى امتلئت الأسواق من المخالِفات لهدي سيد المرسلين
وحتى يعود الحياء وتُدرأ اشد الفتن على الناس حيث قال صلى الله عليه وسلم مارأيت اشد فتنة على الرجال من النساء وعلى هذا وجب التنبيه على كل مخالفة بدليلها
فمن المخالفات خروج النساء من بيوتهن متعطرات ورسول الله صلى الله عليه وسلم قد نهى عن ذلك بقوله ( أيّما امرأة استعطرت فمرت على قوم ليجدوا من ريحها فهي زانية )
بل ان رسول الله صلى الله عليه وسلم منعهن من الحضورالى أماكن العبادة وهن متعطرات فقال صلى الله عليه وسلم ( أيما امرأة أصابت بخوراً فلا تشهد معنا العشاء )
وقال صلى الله عليه وسلم ( إذا خرجت المرأة إلى المسجد فلتغتسل من الطيب كما تغتسل من الجنابة )
سبحان الله هذا شأن المرأة وهي ذاهبة إلى أماكن العبادة اذا فهي الى الأسواق احوج لذلك التطهر وزيادة
ومن المخالفات خروج نساء المسلمين بعباءات غير ساترة بل ملئية بالزينة زاهية بألوان مطرزة وفاتنة خرجن وهن متبرجات بنقاب ليس من السنة في شئ
مبديات مواضع الزينة مثل اليدين والأرجل والعينين والله عز وجل ينهى عن ذلك بقوله ( ولايبدين زينتهن )
وعن الحجاب يقول الله تعالى ( يايها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك ادنى ان يعرفن فلا يؤذين وكان الله غفورا رحيما )
يقول بن عباس رضي الله عنه ( امر الله نساء المؤمنين اذا خرجن من بيوتهن في حاجة ان يغطين وجوههن من فوق رؤسهن بالجلابيب
ويقول صلى الله عليه وسلم لأم سلمة رضي الله عنها واصفاً لباس النساء بان ( يرخينه شبرا )
قالت إذاً تنكشف أقدامهن يا رسول الله فقال صلى الله عليه وسلم ( يرخينه ذراعاً ولا يزدن عليه )
ومن المخالفات مزاحمة النساء للرجال في الاسواق والمتنزهات حتى تكاد تلتصق المناكب ببعضها ورسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن ذلك كما روى أبي أسيد الأنصاري رضي الله عنه قال أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو خارج من المسجد، وقد اختلط الرجال مع النساء في الطريق، يقول صلى الله عليه وسلم (استأخرن، فإنه ليس لكن أن تحققن الطريق)
أي لا تمشين في وسط الطريق والزمي جوانبه
يقول الراوي فكانت المرأة تلتصق بالجدار حتى إن ثوبها يعلق بالجدارمن شدة قربها منه والتصاقها به
ومن المخالفات الخضوع بالقول مع الباعة في الاسواق وربما صاحب ذلك ضحك وهمسات وعلو اصوات والله تعالى ينهى عن ذلك بقوله ( فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وقلن قولا معروفاً )
عباد الله هذه بعض المخالفات المنتشرة في هذا الزمان نذكرها لنبين النهي عن كل مخالفة بدليلها تبيانا للحق ودرء للمفاسد المحتملة عند انتشار هذه المخالفات
اما بعد : فقد جاء في الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال (كل أمتي يدخلون الجنةإلا من أبى) قيل: ومن يأبى يارسول الله قال (من أطاعني دخل الجنة، ومن عصاني فقدأبى )
فليتق الله اخواتنا المسلمات وليحذرن من الوقوع في تلك المخالفات حتى لايكن بفعلهن تلك المعاصي كمن ابى دخول الجنة
وعلى الأم ان تتقي الله تعالى فلاتعود بناتها على هذه المخالفات من حيث اللباس وغيره حتى لاتكون ممن يقر المنكر ويسكت عنه
وعلى الأولياء من الرجال وقد منحهم الله القوامة ان يمنعوا ممن تجاهر بتلك المخالفات ويوجهونهن الى الصواب من القول
واعلموا ان ذكرنا لهذه التنبيهات لايعني تقييد لحرية المرأة بل هو الزامها بما الزمها الله تعالى به سمعا وطاعة وتعبدا وتقربا لله بهذا الضوابط التي تؤدي بها الى جنة عرضها السموات والارض وتنجيها من نار وقودها الناس والحجارة
جعلنا الله واياكم من اهل الفردوس الاعلى ونجانا برحمته من نار تلضى
اللهم ارنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وارنا الباطل وارزقنا اجتنابه
اقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه وتوبوا اليه انه هو الغفور التواب الرحيم
وصلى الله وسلم على نبينا محمد
الشيخ/ فهد عبدالرحمن السرداح
منقول