الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين على نعمه وفضلة والشكر له على ستره وعفوه والصلاة
والسلام على من ايده الله بنصرة نبينا محمد وعلى آله وصحبة …
وبعد
مجانا ولا اريد سوى الدعاء
الحل يا رعاك الله هو أن تشكر الله على ما أنعم
وتفضل به عليك فقد قال الله تبارك وتعالى : وَإِذْ تَأَذَّنَ
رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ .
الآن الموضوع بعنوان ( من <a href="http://thai-trips.net/newboard/showthread.php?t=5656">انواع <a href="http://thai-trips.net/newboard/showthread.php?t=5656">الشكر ) للشيخ عبدالعزيز بن باز
– رحمه لله
يشرح لك فيه
كيف تشكر الله
من أنواع <a href="http://thai-trips.net/newboard/showthread.php?t=5656">الشكر لله <a href="http://thai-trips.net/newboard/showthread.php?t=5656">الشكر بالقلب
و الخوف من الله ورجاؤه ومحبته حبا يحملك على أداء حقه وترك معصيته وأن تدعو إلى
سبيله وتستقيم على ذلك .
ومن ذلك الإخلاص له والإكثار من التسبيح والتحميد والتكبير .
ومن <a href="http://thai-trips.net/newboard/showthread.php?t=5656">الشكر أيضا
الثناء باللسان وتكرار النطق بنعم الله والتحدث بها والثناء على الله والأمر
بالمعروف والنهي عن المنكر فإن <a href="http://thai-trips.net/newboard/showthread.php?t=5656">الشكر يكون
باللسان والقلب والعمل . وهكذا شكر ما شرع الله من الأقوال يكون باللسان .
وهناك نوع ثالث وهو <a href="http://thai-trips.net/newboard/showthread.php?t=5656">الشكر بالعمل
. . . بعمل الجوارح والقلب ؛ ومن عمل الجوارح أداء الفرائض والمحافظة عليها كالصلاة
والصيام والزكاة وحج بيت الله الحرام والجهاد في سبيل الله بالنفس والمال كما قال
تعالى : انْفِرُوا خِفَافًا
وَثِقَالًا وَجَاهِدُوابِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ . الآية .
ومن <a href="http://thai-trips.net/newboard/showthread.php?t=5656">الشكر بالقلب
الإخلاص لله ومحبته والخوف منه ورجاؤه كما تقدم والشكر لله سبب للمزيد من النعم
كماقال سبحانه : وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ
شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ . ،
ومعنى تأذن : يعني أعلم عباده بذلك وأخبرهم أنهم إن شكروا زادهم وإن كفروا فعذابه
شديد ، ومن عذابه أن يسلبهم النعمة ، ويعاجلهم بالعقوبة فيجعل بعد الصحة المرض وبعد
الخصب الجدب وبعد الأمن الخوف وبعد الإسلام الكفر بالله عز وجل وبعد الطاعة المعصية
.
فمن
شكر الله عز وجل أن تستقيم على أمره وتحافظ على شكره حتى يزيدك من نعمه ، فإذا أبيت
إلا كفران نعمه ومعصيةأمره فإنك تتعرض بذلك لعذابه وغضبه ، وعذابه أنواع؛ بعضه في
الدنيا وبعضه في الآخرة .
ومن عذابه في الدنيا : سلب النعم كما قال تعالى :
فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ
قُلُوبَهُمْ .، وتسليط الأعداء وعذاب الآخرة أشد
وأعظم كما قال سبحانه : فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلا
تَكْفُرُونِ . وقال تعالى : اعْمَلُوا آلَ دَاوُدَ
شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ.فأخبر سبحانه أن الشاكرين قليلون
وأكثر الناس لا يشكرون .
فأكثرالناس يتمتع بنعم الله ويتقلب فيها ولكنهم لا
يشكرونها بل هم ساهون لاهون غافلون كما قال تعالى : وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ
الْأَنْعَامُ وَالنَّارُ مَثْوًى لَهُمْ.فلا يتم <a href="http://thai-trips.net/newboard/showthread.php?t=5656">الشكر إلا
باللسان واليد والقلب جميعا . وبهذا المعنى يقول الشاعر :
أفادتكم النعماء مني ثلاثة يدي ولساني والضمير
المحجبا
والمؤمن من شأنه أن يكون صبورا شكورا كما قال تعالى : إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ
شَكُورٍ . فالمؤمن صبور على المصائب شكور على النعم ، صبور مع أخذه بالأسباب
وتعاطيه الأسباب ، فإن الصبر لا يمنع الأسباب ، فلا يجزع من المرض ولكن لا مانع من
الدواء .
فلا يجزع من قلة المزرعة أو مايصيبها ولكن يعالج المزرعة بما يزيل من
أمراضها ، فالصبر لازم وواجب ، ولكن لا يمنع العلاج والأخذ بالأسباب .
فالمؤمن يصبر على ما أصابه ويعلم أنه بقدر الله وله فيه الحكمة البالغة
ويعلم أن الذنوب شرها عظيم وعواقبها وخيمة فيبادر بالتوبة من الذنوب والمعاصي .
فعليك أيها المسلم أن تتوب إلى الله عز وجل حتى يصلحلك ما كان فاسدا
ويرد عليك ما كان غائبا . وقد صح في الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه
قال : ( إن العبد ليحرم الرزق بالذنب يصيبه)
، فقد يفعل الإنسان ذنبا يحرم به من نعم كثيرة . قال
تعالى : وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا
كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ . وقال جل
وعلا : مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ
فَمِنَ اللَّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ .
الآية ، وقال سبحانه : ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي
النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوالَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ
. فالمصائب فيها دعوة للرجوع إلى الله وتنبيه للناس
لعلهم يرجعون إليه .
فالعلاج الحقيقي للذنوب يكون بالتوبة إلى الله
وترك المعاصي والصدق في ذلك ، ومن جملة ذلك العلاج : ما شرع الله من العلاج الحسي
فإنه من طاعة الله ، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : «عباد الله تداوواولا تتداووا
بحرام» فالمؤمن صبور عند البلايا في نفسه وأهله وولده
شكور عندالنعم بالقيام بحقه والتوبة إليه كما قال النبي صلى الله عليه وسلم :
« عجبا لأمر المؤمن فإن أمره كله له خير وليس ذلك لأحد
إلا للمؤمن إن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له وإن أصابته
سراء شكر فكان خيرا له» رواه مسلم في الصحيح من حديث
صهيب ابن سنان رضي الله عنه .