الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
فقد سئلت مراراً عن مسألتين عظيمتين كثر الخوض فيهما، ألا وهما:
المسألة الأولى: هل العمل شرط كمال للإيمان أم شرط وجوب، أم هو شرط صحة وركن لا يقوم الإيمان إلاّ به؟
والمسألة الثانية: هل يكفر الإنسان بقول أو عمل؟
وللفائدة رأيت أن يكون هذا المقال جواباً على المسألتين باختصار، أما المسألة الأولى: فإن الذي عليه أهل السنة والجماعة أن الإيمان [ ] هو قول باللسان وقول بالقلب، وعمل بالجوارح وعمل بالقلب، ولهذا كان من قول أهل السنة أن الإيمان قول وعمل، وقولهم: الإيمان قول وعمل ونية، فالإيمان اسم يشمل أربعة أمور لابد أن تكون فيه، وهي:
– اعتقاد القلب أو قوله، وهو تصديقه وإقراره.
– عمل القلب، وهو النية والإخلاص، ويشمل هذا انقياده وإرادته، وما يتبع ذلك من أعمال القلوب كالتوكل والرجاء والخوف والمحبة.
– إقرار اللسان، وهو قوله والنطق به.
– عمل الجوارح -واللسان من الجوارح- والعمل يشمل الأفعال والتروك قولية وفعلية.
والأدلة على أن أعمال الجوارح داخلة في اسم الإيمان كثيرة، ومن ذلك ما ثبت عند مسلم في (كتاب الإيمان، باب: الإيمان ما هو؟ وبيانُ خصاله) حديث وفد عبد قيس، وقد جاء في بعض طرقه في الصحيح، أنه -صلى الله عليه وسلم- أمرهم بالإيمان بالله وحده، قال: "أتدرون ما الإيمان بالله وحده؟"، قالوا: الله ورسوله أعلم.. قال: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصيام رمضان، وأن تعطوا من المغنم الخمس، ونهاهم عن أربع: عن الحنتم، والدباء، والنقير، والمزفت، وقال: احفظوهن وأخبروا بهن من وراءكم، وقد أورد الإمام البخاري هذا الحديث في (كتاب الإيمان، باب: أداء الخمس من الإيمان).
يعالج لنا هذا الموضوع فضيلة الشيخ :
ناصر سليمان العمر
في درس بعنوان : الإيمان قول واعتقاد وعمل
لمتابعة الدرس مباشرة : العنوان هنا