يكثر الكلام والتحذير من التعرض لأشعة الشمس بشكل مباشر, لما تسببه من مشاكل للبشرة عموما وبشرة المرأة خصوصا كالترهل والجفاف وزيادة انتشار النمش والكلف والبقع أو الدبغ, وتحفيز الخلايا السرطانية والاحمرار وفاريز الوجه, هذا بالاضافة للارهاق وجفاف مادة الكولاجان التي تهب البشرة النضارة والاشراق, لكن لا يمكننا أن نلغي أهمية أشعة الشمس بالنسبة الى صحة البشرة والجسم خصوصا لجهة زيادة معدل الكالسيوم في الجسم عموما…
اعداد : د.شادي فضول اختصاصي علاج تجميلي وعلاج بالضوء
أشعة الشمس اذا سيف ذو حدين, اذ تحمل في خيوطها المخاطر الصحية كما تحمل الدواء, فكثرة تعرض البشرة لأشعة الشمس وتحديدا في فصل الصيف بين الحادية عشرة صباحا حتى الثالثة ما بعد الظهر حين تكون أشعة الشمس موجهة عموديا تسبب الكثير من المخاطر . غير أن أشعة الشمس ضرورية في ساعات الصباح الأولى والمساء وبالطبع خلال فصل الشتاء, لفترات قليلة جدا لأنها تساعد البشرة على تكوين الفيتامين (D) الذي يساعد بدوره على امتصاص الكالسيوم في الجسم, وكذلك مقاومة مرض الصدفية من خلال الأشعة فوق البنفسجية .
ان العلاج بالضوء أوتقنية الضوء المكثف عبارة عن تكثيف للاشعاعات الضوئية المرئية (visibls sepctrum) التي تخلص فوائد أشعة الشمس القائمة مابين 400 الى 800 موجة ضوئية(frequence) , حيث ان كل موجه ضوئية تسهم في حل مشكلة جلدية معينة, مثلا الموجات التي تتراوح ما بين 400 و550 موجة ضوئية تستعمل لعلاج النمش والكلف, بينما تستخدم المجات التي تفوق ال690 في التخلص من الشعر الزائد غير المرضي نهائيا.
يستخدم العلاج بالضوء المكثف لعدد من المشاكل الجلديةالسطحية منها:
1- التخلص نهائيا من الشعر الزائد أو الدائم .
2- التخلص من التلوثات الجلدية السطحية ( كالدبغات والكلف والنمش).
3- التخلص من المشاكل الجلدية ذات الطابع الدموي السطحي مثل فاريز الوجه والأنف واحمرار الجلد .
4- لمحاربة علامات وظواهر الشيخوخة و الترهل واعادة النضارة وتنشيط الخلايا الجلدية والكولاجين .
نعاني جميعا, بدرجات متفاوتة, من بعض الانزعاج من وجود أو ظهور الشعر الزائد ( كظهوره على الوجه والعنق) أو الشعر الدائم ( كوجوده على الرجلين واليدين أو أي مكان اخر في الجسم) فنلجأ الى شتى وسائل نزع الشعر كالسكر والشمع والشفرة… جميع هذه الطرق نتائجها مؤقتة اضافة الى أن بعضها يترك أحيانا اثارا سلبية على البشرة, فنزع الشعر بالسكر أو الشمع يؤدي أحيانا الى الترهل الجلدي والدبغات.
التخلص نهائيا من الشعر بتقنية الضوء المكثف هو احدى أحدث الطرق وأسلمها على الاطلاق, اذ يتناسب مع جميع أنواع البشرة ( البيضاء والسمراء) وجميع أنواع وألوان الشعر من دون اللجوء الى الوسائل التقليدية ومشاكلها ( كالألم وهدر الوقت وبعض السلبيات الأخرى ).
يعمل العلاج بالضوء المكثف على التخلص من الشعر عبر إمتصاص الشعرة للضوء،يزيد من حرارتها بحيث تنتقل هذه الحرارة إلى بصلة الشعرة (أي جذورها) فتزيلها وتقضي عليها نهائيا.ان سبب امتصاص الشعرة لهذا الضوء هو وجود مادة الميلانين (melanin) وهي المادة التي تعطي الشعرة لونها, لذالك كلما زاد وجود الميلانين في الشعرة زادت حدة لونها مما يزيد من كمية امتصاصها للضوء وبذلك يسهل التخلص منها.
التخلص نهائيا من الشعر
للتخلص من الشعرنهائيا نحتاج الى عدد من الجلسات العلاجية بالضوء المكثف ويتراوح عددها بين 4 الى 6 جلسات تفصل بينها مدة تتراوح بين ثلاثة اسابيع وشهرين هذا يرتبط بنوع الشعرة كلونها وكثافتها ومكان وجودها.يعتبر التخلص من الشعر بالضوء المكثف من أسلم الطرق وأسهلها وتتناسب مع الجميع باستثناء بعض الحالات منها مثلا فترة الحمل أو في حالة الاصابة بداء السكري ,أو اذا كان الشعر الزائد نتيجة لمشكلة عضوية ( كالاختلال في الفرازات الهرمونية ) مما يوجب علاجالحالة المرضية أولا قبل اللجوء للضوء المكثف …
قد يتساءل البعض لماذا لا يمكن لأشعة الشمس الطبيعية القيام بهذا الدور أي القضاء على جذور الشعر الزائد ؟ إن عملية القضاء على جذور الشعر الزائد تحتاج الى حرارة مرتفعة تتراوح بين 60 و 70 درجة موجهةعلى الشعرة مباشرة وهي التي تنقل بالتالي الحرارة الى البصلة خلال أجزاء من الثانية وهذا ما ل يمكن الحصول عليه من خلال أشعة الشمس في فترة الظهيرة .
الكثير منا يعاني من وجود بعض التلونات الجلدية السطحية في أماكن مختلفة من الجسم ( كالوجه واليدين والكتفين والرجلين ) وسبب تلك التلونات قد يعود لكثير من الأسباب والمؤثرات الخارجية أو الوراثية , أما لونها وحدتها فهي تعود لكمية وجود خلايا الميلانين التي تعطي البشرة لونها , تختلف التلونات الجلدية السطحية حجما وشكلا وعمقا, فمنها ما لا يتجاوز ملليمترات قليلة ومنها ما يغطي مساحات كبيرة من البشرة.
يتمثل علاج التلونات الجلدية بالضوء المكثف بمحاربة خلايا الميلانين والقضاء عليها , وذلك عبر تسليط الضوء عليها والتخلص من الطبقة السطحية , لذلك تتراوح النتائج بحسب عمق التلونات وحدتها , وكلما كانت سطحية سهل التخلص منها.
إن بعض التلونات الجلدية موجود على طبقة سطحية فوق بصلة الشعرة , لذلك يحتاج التخلص منها الى موجة ضوئبة أخف من تلك التي تحتاجها للقضاء على الشعر الزائد من دون التعرض لبصلة الشعر, فالمنطقة المصابة تمتص الضوء المكثف وتقضي على خلايا الميلانين الكثيفة فيها, ما يخففمن حدة لونها .
تنتشر في الوجِِه شبكة واسعة من الشرايين الصغيرة السطحية , فمع تقدم العمر وتعرض البشرة للمؤثرات الخارجية كالشمس والهواء والتلوث, تنتفخ هذه الشرايين وتظهر بوضوح أو تنزفمما يعطي البشرة احمرارا دائم مؤثرا نفسيا على نفسية صاحبه. يمتاز العلاج بالضوء المكثف لمثل هذه المشاكل أو الحالات بفاعليتهمن دون التعرض للبشرة , ما يعيد لها لونها الطبيعي خلال فترة قصيرة, تحتاج معظم هذه الحالات الى ثلاث جلسات علاجية يفصل بينها مدة تتراوح بين أسبوع وأسبوعين,في هذه الحالة يمتص الأوكسي هيموغلوبين Oxy hemoglobine الموجود في الدم حرارة الضوء المكثف مما يجعل خلايا الشرايين تتفتت ثم تختفي.
تحتاج البشرة دائما الى العناية والحماية من المؤثرات الخارجية التي تسبب مع مرور الزمن الترهل وفقدان النضارة , وذلك بسبب تناقص الكولاجان الموجودة في البشرة والتي تكسبها النضارة والبريق ,العلاج بالضوء المكثف ينشط الكولاجان فيكسب البشرة ملمسا ناعما ورونقا وشبابا من خلال تسليط أشعة الضوء المكثف على البشرة , وتحفيز الخلايا الكولاجانية وإعادة نشاطها, من دون التعرض للبشرة أو اللجوء الى حقنها بمواد أو أدوية غير طبيعية..
المصدر : الدليل إلى الطب البديل.mngo0o0l