إن مسألة التفكك الأسري من الأمور الشاغلة للمجتمعات الحديثة ، وذلك نظرا إلى
درجة أصبح الفرد لايهتم إلا في إخراج نفسه من دائرة مشاكله ، وبالتالي لايتسنــــى
له الفراغ الكافي (لكي يفكر في هموم الأقربين ) ، فضلا عن الأبعدين .
إن إحساس الفرد أنه موجود مبتور عن جذوره وأصوله العائلية ، لمن موجبات ..
الإحساس بالوحشة والإنفراد ، وهذا بدوره يهيء الأرضية الكافية لأن يـــبـــحث
الإنسان عن أول ملجأ نفسي يركن إليه ، ولو كان ذلك مخالفا للعقل والشــــرع وهو
مانلاحظه في بعض الفتيات ( المحرومات من الحنان الأسري ) بما جعل من السهل
إيقاعهن في شباك الرزيلة بأول إبتسامة …..!!!
لإن الهجرة عن الوطن من موجبات النسيان التدريجي للمنبت الأسري ، بالتالي
التورط في تبعات قطيعة الرحم ، والتي هي من موجبات : المقت الإلهي،
وحرمان الرضى ، وبتر الأعمار ، وغير ذلك مما ذكر في نصوص شريفة ومن
الواضح أن التفات الإنسان لأسرته البعيدة عنه مع عدم حاجته إليهم
( من موجبات تحقق قصد الإخلاص ) ، الذي يفتح بركات لاحدود لها
بالحياة .
لاشك أن الزواج من موجبات إكمال نصف الدين ، والإحساس بالإستقرار
النفسي ومن هنا فإن شكر هذه النعمة يكون بعدم نكران الجميل المتمثل
بإحضار أسرته له طوال الفترة السابقة على زواجه ، فإن البعض ينسلخ
عن بيئته وماله من الحقوق عليه بمجرد أن يبني لنفسه عشا خاصا به .
من موجبات التفكك الأسري أيضا :سلب حالة الإلفة والحنان في مابين
أفراد الأسرة الواحدة ، فتتحول الأسرة من تجمع إنساني ، إلى مايشـــبــه
تجمع البهائم ( والعياز بالله ) التي لا إلفة بينها إلاَّ الإجتماع على المأكل
والمشرب والمسكن …..!!!
ومن موجبات سلب هذه الحالة هي : ( المعصية التي تسلب من الإنسان
الجاذبية ) الباطنية سواء فيما بينه أو بين الله تعالى ، أو فيما بينه وبين الناس
وهذا الأمر محسوس بالتجربة والوجدان .
من موجبات التآلف الأسري : هو الحضور المستمر للزوج والوالد بالبيئة
الأسرية ، فإن الغياب الكثير عن المنزل والإنشغال بالأخريين ، والإلتـــهــاء
بالملذات الخاصة ، من موجبات فقدان هيبة القيادة في المنزل ، فيتحول ولــي
الأسرة إلى ممون مادي للأسرة ، من دون أن ( يكون لديه أي دور تربوي )
دفعا للمفاسد وجلبا للمصالح .
إن إرتياح الرجل إلى العنصر النسائي خارج المنزل واسترساله في الحديث
والنظر ، لمن موجبات الإستخفاف بالحلال الذي قدرة الله تعالى له ، ومــن
الواضح أن إنصرافه النفسي ، وإنشفاله بما جعله الله تعالى مسؤولا عــنــــه
لايخفي على الأخريين طويلا …..ومن الطبيعي ـ بعد إنكشاف هذا السر ـ أن
تتحلل الروابط الأسرية ، وخاصة مع إثارة ( جو سوء الظن في هذا المجــال )
وعلى يد شياطيين الجن والإنس .
إن من أهم سلبيات التفكك الأسري : هو عدم معالجة بعض السلبيات المدمرة
لكيان الأسرة ، كالإلتجاء إلى مايحرم النظر إليه ، وذلك حينما يتخذ كل فرد فـــي
الأسرة سبيله في الحياة من دون وجود رقابة للأخريين عليه وفي المقابل ( وجود
حالة التآلف في الأسرة ) من موجبات التوفيق للعمل بقوله تعالى : { وتواصـــوا
بالحق وتواصوا بالصبـــر } إن الحل الجامع في كل مواد المشاكل النــفــســـيـــة
والإجتماعية يبدأ من إمتلاك نظرة صحيحة واعية لفلسفة هذه الحياة ، إذ أن المعلوم
أن الإصلاح الفكري مقدمة لللإصلاح السلوكي …..وتطبيقا لذلك في حديــثــنا هــذا
فإن النظر إلى الأخريين ــ ومنهم أفراد الأسرة ـ على ( أهم أمانة إلهية ) لهم وعليهم
من الحقوق مايوجب المسألة تجاه الله تعالى يوم القيامة ،
من موجبات عدم التفريط بحق أي إنسان تربطنا معه علاقة من العلاقات ، ولو كانــت
في أدنى الدرجات …..فلنتأمل في قوله تعالى :{ واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام}
ليكون ذلك منطلقا للتأسيس علاقة ممبنية على الخوف الإلهي ، مضافا إلى الأنـــــس
البشري .
منقووووووووووول للفائده .
اتمنى أن يقرأه الجميع لتعم الفائدة
مع تحياتي للجميع:cool:
مشكورة على مرورك وتعقيبك
بارك الله فيك
سراب
اعتذر من الأخوات الذين ردو على المشاركة لقد اتمسحت الردود من غير
قصد ليس تعمداً
سراب