تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » الأرملة الحزينة !!

الأرملة الحزينة !! 2024.

  • بواسطة
لم أرَ في مصايب الناس مصيبة كمصيبة الارملة الثكلى ، فدون حزنها بموت رفيق دربها يهون عنده كل حزن ، ولا يبكيني صوت كما يبكيني انين وحنين الارملة الى زوجها المفقود ، وانني لأقف في عيادتي مكتوفة الايدي متيبسة اللسان امام الثكلى بزوجها ، بماذا أعزيها ؟ وعلى ماذا ألومها ؟ وكيف اخفف عنها مصابها العظيم ؟ واي مستقبل ابشرها به ؟ ..
***** تحدثت مع امهات فقدن اطفالا في عمر الزهور ، وتحدثت مع نساء فقدن آباءهن ، ورغم الحدث الجلل بموت الابن او موت الاب ، الا اني لم أر حزنا يعتصر الفؤاد كموت رفيق الدرب ، ومصيبة هؤلاء النساء انهن لم يعرفن قيمة المفقود الا بعد فقده ، وانفتاح باب الذكريات على مصراعيه ولكنها ذكريات من النوع الحسن ، ذكرى الطيبة والبر والصدق والمعاملة بالحسنى ، وطمس الموت كل ذكرى رديئة ، فمحيت كل مثالب الزوج ونسيت عيوبه ، وضاعت سيئاته في بحور حسناته ، ولا يصح الا الصحيح ايتها السيدات !!..

***** موت الزوج والسند والمعيل والحصن مصيبة ليس فوقها مصيبة ، ولعلنا نشاهد حكمة الحكيم سبحانه في تشريعه للارملة بالحداد على زوجها اربعة اشهر وعشرة ايام ، في حين منع المرأة من الحداد على غير الزوج الا في ثلاثة ايام فقط ، لذلك لا تسألْ عن مقدار حزن الارملة الا الخبير ، فكيف عندما يكون هذا الزوج رجلا خلوقا حبيبا طيب المعشر ، وكيف عندما يكونان قد قضيا زمنا طويلا من العشرة الحسنة ، وكيف إذا كان الفراق بعد زمن كبرت فيه الزوجة فوهنت عظامها وضعفت صحتها ورقت حالتها ، وحولها اطفال يتضورون وتبعات لاتنتهي ؟؟
***** وليت مصيبة الموت تتوقف عند ذلك ، وليت الناس من حولها اذا لم يرحموها فيخففوا عنها ويواسوها في مصابها ليتهم إن لم يفعلوا ذلك ان يتركوها ولا يتدخلوا في شأنها ، فهذا جد الاولاد يأمر وينهى ويقترح زوجا جديدا ، وهذا جار يرسل لها الرسل لتكون زوجة مسيار ثانية ، وهذه زوجة اخي الزوج تقاطعها خوفا على زوجها ، وتلك صديقة اختفت خوفا ايضا على زوجها المصلح الاجتماعي ، وذلك اخ يقسو على اطفالها ، وذلك مجتمع يتهم تصرفاتها ويراقبها كظلها ، والقائمة تطول !!..
***** أهمس في اذنك يا سيدتي قبل الفوات ، خذي من زوجك ما صفا ، ودعي منه ماتعكر ، اصلحي ماتستطيعين وجاهدي في صبرك ، ودعي مالا تستطيعين لمن يستطيع ولا يعجزه شيء ، اغنمي ايامك واقضيها فيما يسرك ، ففي ايام الشقاء من العناء والبؤس مايكفي ، وتذكري ان الماء اذا بلغ القلتين لم يحمل الخبث ، فلا تكفري له معروفا واقنعي من زوجك بالقليل ، فإن كرهت منه خلقا فقد احببت منه أخلاقا ، فلا تعرف قيمة الشيء الا بعد فقده ، لا أرانا الله واياكم مكروها..

جزاك ِ الله خيراً

الله يرحم اموات المسلمين اجمعين ويلهم اهلهم الصبر ..

شكراً لكِ

بارك الله فيك أختى

اللهم أرحم جميع موتى المسلمين
وإلهم كل زوجه رحل عنها زوجها الصبر
وإجمع بينها وبينه فى الجنه برحمتك يا أرحم الأرحمين

مشكووووووووووووورة على الموضوع

فقد الزوج فعلا مصيبة ما بعدها مصيبة

اللهم لا تحملنا ما لا طاقة لنا به و اعف عنا و اغفر لنا و ارحمنا

الله يصبر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.