التوكل
والتوكل هو تفويض الأمر إلى الله في جميع الأمور.
قال ابن عباس في تفسير قوله تعالى: (إِنَّما الْمُؤْمِنونَ الَّذِينَ إذا ذُكِرَ اللهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيماناً وَعَلى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ) قال: يعني لا يرجون غيره، والآيات في ذكر التوكل كثيرة.
وهو كما قال ابن عباس رضي الله عنه لأنه إذا اتّكل على الله ولم يرجُ سواه لم يخف شيئاً، ولم يحزن على شيء لأنه إذا كان ما يريده مطلوباً فقد رجا من لا يخيب أمله، وإن كان محذوراً فقد التجأ إلى خير حافظ.
وعن عمرو بن العاص رضي الله عنه، عنه صلى الله عليه وآله وسلم: (إن من قلب ابن آدم بكل وادٍ شعبةٌ فمن اتبع قلبه الشعب كلها لم يبال الله بأي وادٍ أهلكهُ، ومن توكل على الله كفاه التشعّب).
رواه ابن ماجه.
وعن عمر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لو توكلتم على الله حقَّ توكّله لرزقكم كما يُرزقُ الطير تغدو خماصاً وتروح بطاناً).
رواه أحمد والترمذي وابن ماجه.
وعن ابن عباس رضي الله عنه مرفوعاً: (من سرّه أن يكون أقوى الناس فليتوكل على الله).
رواه ابن أبي الدنيا.
وعن عمران بن حصين رضي الله عنه، عنه صلى الله عليه وآله وسلم: (يدخل الجنة من أمتي سبعون ألفاً بغير حساب. قالوا: ومن هم يا رسول الله؟ قال: هُمُ الذين لا يسترقون ولا يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون).
رواه مسلم وغيره.
——————————————————-
قال الهروي في شرح هذا الحديث: واختلف العلماء من السلف والخلف في حقيقة التوكل فحكى الإمام أبو جعفر الطبري عن طائفة من السلف أنهم قالوا:لا يستحق اسم التوكل إلا منلم يخالط قلبه خوفُ غير الله من سبع أو عدوٍّحتى يترك السعي في طلب الرزق بضمان الله له رزقه واحتجوا بما جاء في ذلك من الآيات.
———————————————————–
وقالت طائفة: حدّه الثقة بالله والإيقان بأن قضاءه نافذواتباع سنة نبيه صلى الله عليه وآلهوسلم في السعي فيما لا بد منه من المطعم والمشرب والتحرز من العدو، كما فعله الأنبياء صلوات الله عليهم.
قال القاضي عياض: وهذا المذهب هو اختيار الطبري وعامة الفقهاء الأول مذهب بعض المتصوفة وأصحاب علم القلوب والإشارات. وذهب المحققون منهم إلى مذهب الجمهورولكن لا يصح عندهم اسم التوكل مع الالتفات والطمأنينة إلى الأسباب بل فعل الأسباب سنة الله وحكمه،والثقة بأنها لا تجلب نفعاً ولا يدفع ضراً، والكل من الله تعالى وحده.
وقال أبو القاسم القشيري: اعلم ان التوكل محله القلب،وأما الحركة بالظاهر فلا تنافي التوكل بالقلب بعدما تحقق العبد أن الثقة من الله تعالى، فإن تعسر فتقديره، وإن تيسر فتيسيره.
—————————–
وقال القشيري: التوكل الاسترسال مع الله على ما يريد.
وقال أبو عثمان الحازمي: التوكل الاكتفاء بالله مع الاعتماد عليه.
وقيل: التوكل أن يستوي الإكثار والتقلل. انتهى كلام الهروي.
مما قرأت وراقني
جزاك الله خير
جزاااك الله خير