وكنت أتابعها بينما أتصفح إحدى الكتب..
ولم يرع انتباهي شيء في قراءتها فهي جيدة في ذلك..
إلى أن وصلت إلى قوله تعالى: "الذين هم عن صلاتهم ساهون" توقفت عن القراءة ناظرة إلي..
قلت لها: أكملي "الذين هم يراءون…"
قالت: انك لا تستمعين إلي..
نظرت إليها متسائلة.. اني استمع اليك
قالت وفي عينيها ألف سؤال
خالتي.. لماذا جاءت هذه الآية هكذا "الذين عن صلاتهم ساهون" ولم تكن الذين هم في صلاتهم ساهون??
فكرت قليلا.. فالمسألة حساسة نوعا ما وهي طفلة ذكية
بينت لها أن الآية تتوعد المهمل في الصلاة لأنه بذلك سيكون كالمنافق.. لذلك كانت الآية التي تليها "الذين هم يراؤون.."
وأكملت صغيرتي قراءتها..
ومع أنني أجبتها بذلك لم أقتنع بأن تلك هي الإجابة الكاملة..
وأخذت في تحليل الأية كلمة كلمة..
إلى أن وصلت إلى حرف الجر " عن " بدأت أفكر فيها..
لماذا كانت (عن) ولم تكن (في) كما سألت صغيرتي..
ونطقت بها الذين هم في صلاتهم ساهون!!!
برقت في ذهني ( سجدة السهو في الصلاة )
فسبحان من أنزل القرآن محكما لا يأتيه الباطل من بين يديه ومن خلفه..
فلو كانت في بدلا من (عن) لهلك كل من سها في صلاته ولأصبح منافقا..
ولكنها لوجود كلمة (عن) أصبح التوعد لمن تناسى صلاته وغفل عنها..
فالحمد الله الذي أغدق علينا نعمه التي لا تحصى
تقبلي تحياتي .
جزالك الله خيرا وحقق كل مبتغاك