تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » الرسالة السابعة

الرسالة السابعة 2024.

  • بواسطة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تَحَلَّم عَن الأدنِينَ واسْتَبِقْ وُدَّهُم **** وَ لَنْ تَسْتَطِيْعَ الحِلْمَ حتى تَحَلَّما

الحلم : هو ضبط النفس و الطبع عند هيجان الغضب .

و قيل : هو ترك الانتقام عند شدة الغضب مع القدرة على ذلك .

قال ابن حبان –رحمه الله- : الحلم منه ما يكون سجية و طبعًا , و منه ما يكون تجربة و تكلفًا , و منه ما يكون مركبًا منهما معًا , و أول الحلم : المعرفة , ثم التثبت , ثم العزم , ثم التصبر , ثم الصبر , ثم الرضا , ثم الصمت , و الإغضاء .. و ما الفضل إلا للمحسن لمن أساء , فأما من أحسن إلى المحسن , و حلُم عمن لم يؤذه فليس ذلك بحلم , و لا إحسان .
الواجب على العاقل إذا غضب و احتد أن يذكر حلم الله عنه , مع تواتر انتهاكه محرمه , و تعديه حرماته ثم يحلم على من أساء إليه , و لذلك قال محمد بن السعدي لابنه عروة لما ولي اليمن : إذا غضبت فانظر إلى السماء فوقك، وإلى الأرض تحتك، ثم عظم خالقهما .

قال المارودي – رحمه الله – : الحلم من أشرف الأخلاق , و أحقها بذوي الألباب , لما فيه من سلامة العرض , و راحة الجسد , و اجتلاب الحمد .

من أسماء الله الحسنى (الحليم) .. قال الغزالي : الحليم هو الذي يشاهد معصية العصاة , ويرى مخالفة الأمر, ثم لا يستفزه غضب , ولا يعتريه غيظ , ولا يحمله على المسارعة إلى الانتقام مع غاية الاقتدار عجلة و طيش .. كما قال تعالى : (وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِمْ مَا تَرَكَ عَلَيْهَا مِنْ دَابَّةٍ ..) سورة النحل :61

بين الحلم وكظم الغيظ , قال الغزالي : الحلم أفضل من كظم الغيظ ؛ لأن كظم الغيظ عبارة عن التحلم , أي تكلف الحلم، ولا يحتاج إلى يحتاج إلى كظم الغيظ إلا من هاج غيظه , و يحتاج فيه إلى مجاهدة شديدة، ولكن إذا تعود ذلك صار اعتيادًا , فلا يهيجه الغيظ، و إن هاج فلا يكون في كظمه تعب، وهو الحلم الطبيعي، وهو دلالة كمال العقل واستيلائه وانكسار قوة الغضب وخضوعها للعقل , و يكون ابتداؤه التحلم , و كظم الغيظ تكلفًا , و يعتاد ذلك حتى يصير خُلُقًا مكتسبًا.

عن أنس بن مالك – رضي الله عنه – قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( التأني من الله , و العجلة من الشيطان , و ما أحدٌ أكثر معاذير من الله , و ما من شيء أحب إلى الله من الحلم )

قال لقمان الحيكم : ثلاثة لا يُعرفون إلا عند ثلاثة : لا يعرف الحليم إلا عند الغضب , ولا الشجاع إلا في الحرب ولا أخاك إلا عند حاجتك إليه .

قال معاوية بن أبي سفيان – رضي الله عنه-: لا يبلغ العبد مبلغ الرأي حتى يغلب حلمه جهله، وصبره شهوته، ولا يبلغ ذلك إلا بقوة العلم .

قال ابن حبان – رحمه الله – : الحلم أجمل ما يكون من المقتدر على الانتقام , وهو يشتمل على المعرفة , و الصبر والأناة , و التثبت , ومن يتصف به يكون عظيم الشأن , رفيع المكان محمود الأجر , مرضي الفعل , ومن أجمل نفاسته تسمى الله به فسمى حليمًا .

من فوائد الحلم :

– صفة تكسب المرء محبة الله و رضوانه .
– دليل كمال العقل , و سعة الصدر , و امتلاك النفس .
– صفة عظيمة من صفات الله عز و جل , و هي من صفات أوليائه أيضًا .
– تعمل على تآلف القلوب , و انتشار المحبة بين الناس .
– تُزيل البغض , و تمنع الحسد , و تميل القلوب .
– قليل من الخلق من يتصف به .
– يستحق صاحبها الدرجات العلى , و الجزاء الأوفى .

اللهم اجعلنا ممن سبقت لهم منك الحسنى وزيادة..
اللهم أغننا بالعلم, وزينا بالحلم, وأكرمنا بالتقوى وجملنا بالعافية ..

اللهم اجعلنا ممن سبقت لهم منك الحسنى وزيادة

آمين

جزاك الله كل خير عزيزتي ما أجمل تلك الرسائل أسأل الله أن ينفع بها

رائعه هذه الرساله

بارك الله فيك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.